الإثنين 2018/07/16

آخر تحديث: 16:40 (بيروت)

"القصة الهوليوودية" لعملية "الموساد" في طهران

الإثنين 2018/07/16
"القصة الهوليوودية" لعملية "الموساد" في طهران
"الموساد" أطلع صحافيين أجانب على المستندات التي عرضها نتنياهو (Getty)
increase حجم الخط decrease
نقلت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، عن مسؤولين في "الموساد" الإسرائيلي، تفاصيل ما قالت إنها عملية سرقة وثائق متعلقة بالبرنامج النووي الإيراني من مخزن في وسط طهران، والتي عرضها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في مؤتمر صحافي في وقت سابق.

وقالت الصحيفة إنه في ليل 31 كانون الثاني/يناير اخترق عملاء "الموساد" مخزناً في المنطقة الصناعية للعاصمة الإيرانيّة، وكان الوقت لديهم محدوداً: ستّ ساعات و29 دقيقة، قبل أن يعود أمن الحراسة الصباحي للعمل، بعد تعطيلهم صافرات الإنذار الأمنيّة واختراقهم بابين ومن ثم اختراق عشرات الخزنات، ولاحقاً نقل نصف طن من "المواد السريّة" حول البرنامج النووي الإيراني، بحسب مسؤولين إسرائيليين.

بداية التخطيط للعملية كانت في العام 2016، مع وصول معلومات استخباراتيّة للموساد تفيد بأن إيران بدأت بنقل الأرشيف العسكري لمشروع "أماد" إلى مكان سرّي في العاصمة طهران، لإخفائه عن مفتّشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، الذين سمح لهم الاتفاق النووي المبرم بين إيران والدول الكبرى بتفتيش المنشآت النووية الإيرانيّة.

لاحقاً، حصل "الموساد"، بحسب الصحيفة، على معلومات تفيد بأن المنشأة السريّة هي إحدى المخازن وسط عشرات المخازن الصّناعيّة، من دون أي حراسة أمنية تذكر، في منطقة "شورى آباد" بريف طهران.

ولم يحصل "الموساد" على معلوماتٍ حول مكان وجود المبنى فقط، إنّما حول المبنى الداخلي ووجود 32 خزنة داخله وقدرته الاستيعابيّة عامّةً، بل وحتى حصل على معلومات أنّ الملفّات السوداء هي المهمّة.

ورغم هذه المعلومات التفصيليّة، قال المسؤول الإسرائيلي إن نقاشاتٍ دارت في قيادة "الموساد" حول طريقة الحصول على الوثائق، تصويرها أو نقلها بالكامل إلى البلاد، قبل أن يقع الاختيار على الخيار الثاني، لأسباب عديدة، بسبب صعوبة عملية التصوير، إضافة إلى حاجة إسرائيل لـ"إبراز الإنجاز الأمني والاستخباراتي الإسرائيلي، بصورة غير قابلة للتشكيك إيرانياً".

في البداية، كانت الأوامر لعملاء "الموساد" بنقل كل ما تحويه الخزنات، قبل أن يكتشفوا أن ذلك شبه مستحيل، لأن كمية الملفات كبيرة جداً، وهو ما حدا بالعملاء إلى الاستيلاء على الملفات السوداء فقط، التي عرفوا أنّها تحوي معلوماتٍ عن برنامج "أماد" النووي.

ومن أجل اختراق هذه الخزنات، واستناداً إلى المعلومات التي حصل عليها "الموساد"، نقل العملاء معهم أجهزة صهر تصل حرارتها إلى 2000 درجة مئويّة، لصهر الخزنات السميكة التي تتواجد بها الملفّات، بحسب "نيويورك تايمز".

من جهتها، كشفت القناة الإسرائيلية 12 في تقرير حول الموضوع عينه، أن "المعلومات التي حصل عليها الموساد تظهر أن إيران وصلت إليها معلومات حساسة وحرجة بغرض إنتاج القنبلة النووية، وقد مكنت إسرائيل عدداً من كبار الصحافيين حول العالم من الاطلاع على بعض هذه الوثائق الاستخبارية والأمنية الحساسة للرد على مزاعم إيران بأنها وثائق مزورة وغير حقيقية".

وقالت القناة إن "هذه الوثائق لعبت دوراً كبيراً في تصليب الموقف الإسرائيلي ضد إيران، لأنها كشفت أن الجمهورية الإسلامية كانت لديها نوايا لإنتاج السلاح النووي منذ العام 2003، وتظهر الوثائق أن إيران اقتربت فعليا من هذا النجاح بعد حصولها من مصادر أجنبية على معلومات حساسة وحرجة جدا تمنحها القدرة والإمكانية على إنتاج سلاح نووي".

بدورها، قالت صحيفة "إسرائيل اليوم"، إن "عملاء الموساد حملوا معهم 32 صندوقاً حوت تلك الوثائق". وأضافت أن "عملية الموساد كأنها مأخوذة من فيلم تجسس مثير، حيث وصل عملاؤه لأحد أحياء العاصمة طهران عند الساعة الحادية عشرة ليلاً، لأنهم يعلمون أن الحراس يأتون عند السابعة صباحا، وخرجوا عند الخامسة فجرا، كي يكون لهم المزيد من الوقت للخروج من المدينة قبل أن يبلغ الحراس عن عملية الاقتحام".
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها