تركيا..صناديق الاقتراع تدشن العمل بالنظام الرئاسي

وفي إسطنبول، بدأ الناخبون، في مناطق الولاية الـ39، بالتجمع أمام المراكز الانتخابية منذ ساعات الصباح الباكر، ومع حلول الساعة الثامنة بدأ دخولهم إلى المراكز، بتوجيه من الموظفين المعنيين. وخلال عملية الاقتراع المرتقبة، يدلي الناخب بصوته في بطاقتين انتخابيتين، الأولى للرئاسة والثانية للبرلمان، ثم يضعهما داخل ظرف وبعدها في صندوق الاقتراع. ومن المقرر أن يتم أولًا فرز وتسجيل البطاقات الانتخابية الخاصة بالانتخابات الرئاسية.

على صعيد آخر، ولدواعٍ أمنية، نقلت مروحيات عسكرية البطاقات وموظفي اللجان الانتخابية في ثلاث ولايات جنوب شرقي تركيا، هي وان ودياربكر وسيعرت، إلى مراكز الاقتراع في عدد من المناطق بالولايات المذكورة.

ومن المقرر أن يشارك 415 مراقباً من 8 مؤسسات وهيئات برلمانية دولية في مراقبة الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، بعدما منحتهم اللجنة العليا للانتخابات في تركيا اعتمادات للمراقبة.

ويتنافس في الانتخابات الرئاسية 6 مرشحين، أبرزهم الرئيس الحالي رجب طيب أردوغان، عن "تحالف الشعب" الذ يضم حزبي "العدالة والتنمية" و"الحركة القومية"، والمرشح عن حزب "الشعب الجمهوري" المعارض محرم إنجه، ومرشح حزب "الشعوب الديموقراطي" المسجون صلاح الدين دميرطاش، ومرشحة حزب "إيي" ميرال أقشنر، ومرشح حزب "السعادة" تمل قرة ملا أوغلو، ومرشح حزب "الوطن" دوغو بيرنجك.

وأعرب الرئيس التركي عن رضاه عن نسبة المشاركة الشعبية في الانتخابات، واصفاً إياها بـ"الجيدة". وقال في تصريح صحافي عقب إدلائه بصوته في منطقة أُسكدار في إسطنبول، إن "المعلومات التي تلقيتها تشير إلى وجود نسبة مشاركة جيدة بالانتخابات في عموم تركيا".

وحول سير العملية الانتخابية، قال أردوغان "حتى هذه اللحظة لم تردنا أنباء عن مشاكل جدية في عملية الاقتراع بالانتخابات التركية في عموم البلاد". كما اشار إلى إنه سيتابع جزءاً من نتائج الانتخابات في إسطنبول، والجزء الآخر منها في العاصمة التركية أنقرة. وشدد على أن تركيا "سوف ترفع سقفها من خلال النظام الرئاسي من أجل الوصول إلى مستوى أرفع من الحضارات المعاصرة".

وأدلى الرئيس المشترك لحزب "الشعوب الديموقراطي" سزائي تمللي، بصوته في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية. وأعرب في تصريح مقتضب بعد تصويته، في ولاية وان شرقي البلاد، عن تمنيه في أن تكون الانتخابات عيداً ديموقراطياً. كما أدلى رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم بصوته في ولاية إزمير غربي البلاد. وأعرب أثناء اقتراعه عن تمنيه بأن تجلب الانتخابات الخير للوطن وللشعب.

بدورها، قالت المرشحة ميرال أقشنر أثناء الإدلاء بصوتها في منطقة أوسكودار في الشطر الآسيوي من مدينة إسطنبول، إنه "في الديموقراطيات يمكن مناقشة كل شيء، باستثناء الاعتراض على نتائج الانتخابات التي يدلي فيها المواطن بصوته بملء إرادته الحرة". وأعربت عن تمنياتها بأن تكون الانتخابات وسيلة للخير في تركيا.

من جهته، قال مرشح حزب "الشعب الجمهوري" محرم إنجه، أبرز منافسي أردوغان، إنه يعتزم التوجه إلى مقر اللجنة العليا للانتخابات في العاصمة أنقرة، للوقوف على سير العملية الانتخابية. وأعرب في تصريح عقب إدلائه بصوته في أحد المراكز الانتخابية بمدينة يالوفا غرب تركيا، عن ثقته بالفوز.

رئيس حزب "الشعب الجمهوري" كمال قليجدار أوغلو، قال بعد اقتراعه في العاصمة أنقرة: "نقترع بعد ماراثون مرهق"، مشيراً إلى احتمال عقد حزبه مؤتمراً صحافياً عن الانتخابات. ودعا موظفي القطاع العام المشرفين على عملية الاقتراع، إلى تأدية واجبهم الوطني على أكمل وجه. وقال: "أرجو ألا ينسوا أنهم موظفون لدى القطاع العام، وليس لدى أي حزب سياسي، وعليهم العمل من أجل بقاء الدولة ومستقبلها وديمقراطيتها".

وفي السياق، قال المتحدث باسم الحكومة التركية بكر بوزداغ إن النظام الرئاسي سيدخل حيز التنفيذ بجميع مؤسساته وقواعده، عقب صدور نتائج الانتخابات اليوم. وأضاف: "اليوم سيختار الشعب التركي أول رئيس، وأول نواب بالبرلمان وفقاً للنظام الجديد".

وأشار بوزداغ إلى سير الانتخابات في أجواء من النضج الديموقراطي في عموم تركيا، وقال: "السياسيون صمتوا الآن، والشعب التركي يدلي بصوته اليوم في الصناديق، والجميع سيعرف قرار الشعب هذا المساء". وتابع: "قرار الشعب أيا كان سيكون بمثابة تاج على رؤوسنا، وسنواصل المرحلة الجديدة في ضوئه".