الخميس 2018/06/14

آخر تحديث: 14:26 (بيروت)

تل رفعت:إتفاق تركي روسي يُخرج النظام والأكراد..ويمهد للفصائل

الخميس 2018/06/14
تل رفعت:إتفاق تركي روسي يُخرج النظام والأكراد..ويمهد للفصائل
قوات روسية في تل رفعت (انترنت - أرشيف)
increase حجم الخط decrease
شهدت مناطق سيطرة المعارضة المسلحة شمال سوريا خلال الأيام الماضية، الإعلان عن تشكيل فصيلين عسكريين هما "فرقة السلطان عبدالحميد الثاني" و "كتائب المجد"؛ وتتركز القوة الأكبر للفصيلين في مناطق ريف حلب التي تسيطر عليها فصائل درع الفرات، ويبلغ تعداد عناصر الفصيلين قرابة أربعة آلاف مقاتل ينحدر معظمهم من حلب وريفها.


كتائب المجد، أعلن عن تشكيلها، الاثنين الماضي، بقيادة الشيخ أحمد محمود فتوح، ويشغل منصب القائد العسكري للتشكيل الجديد عبدالكريم الجاسم، الملقب "أبو ليزر"، وحدد البيان بأن الهدف من إنشاء الفصيل العسكري هو إعادة أهالي حلب إلى مدينتهم.


وجاء في البيان "نظراً لما آلت إليه الأوضاع في ثورتنا المجيدة وتهجير شعبنا وتدمير مدنه وقراه واستجابة لمطالب أهالي حلب الشهباء لإعادتهم إلى مدينتهم، فإننا نعلن عن تشكيل كتائب المجد العاملة في ريف حلب لتحرير مدينتنا المغتصبة وانتصاراً لثورتنا العظيمة".


ولم يرد في البيان ذكر الجهات التي سيقاتلها الفصيل أو الجهات التي تدعمه، وتحدث قادة الفصيل عن أن تعداد عناصر "كتائب المجد" يزيد عن ألفي عنصر، وهم من مختلف أطياف المجتمع السوري من مقاتلي مدينة حلب وريفها ومن المهجرين قسراً من مختلف المدن السورية، وأكدوا بأن باب الانتساب إلى صفوف الفصيل مفتوح أمام مقاتلي المعارضة.


قائد "كتائب المجد" الشيخ فتوح، كان قد أعلن في مطلع حزيران/يونيو 2016، عن تشكيل "ألوية النصر" والتي تضم 16 تشكيلاً عسكرياً، و تتمركز جميعها في ريف حلب الشمالي، بالقرب من الحدود السورية-التركية بهدف محاربة تنظيم "الدولة الإسلامية"، ومنع تقسيم سوريا بحسب ما جاء في بيان التشكيل آنذاك، ولم تعش "ألوية النصر" حينها سوى أيام قليلة بعد أن اعتقلت "الجبهة الشامية" قائدها، الشيخ فتوح، بتهمة التآمر والتواصل مع روسيا.


وبعد اعتقال الشيخ فتوح بأيام قليلة، بدأت أوساط المعارضة تتناقل تفاصيل العلاقة بين "ألوية النصر" وروسيا في ريف حلب، وتحدثت شخصيات عديدة تتبع للفصيل ذاته عن تنسيقهم مع روسيا، و التواصل معها، وقالوا إن روسيا تعهدت بتقديم دعم جوي غير محدود لفك الحصار عن مارع التي كان يحاصرها التنظيم في ذلك الوقت، وأكدوا بأنهم تلقوا وعوداً بمواصلة الدعم إذا ما رغبوا في مواصلة قتال التنظيم في ريف حلب الشمالي، على مختلف الجبهات، وعزوا تنسيقهم مع روسيا  إلى أنه الخيار الأمثل في تلك المرحلة بهدف طرد التنظيم من المنطقة وإفشال مساعي التقسيم التي تسعى القوى الكردية لتحويلها إلى واقع بدعم أميركي مباشر.


الشيخ فتوح، ورفاقه، أصحاب المشروع المدعوم روسياً كانوا ضحية انقلاب عدد من تشكيلات المعارضة المسلحة في ريف حلب، والذين كانوا على علم وتنسيق مباشر بالتشكيل. وبعض أولئك استفاد مالياً، لكنهم غيروا موقفهم بعد أن قررت تركيا انهاء "ألوية النصر"، فقضى الشيخ فتوح أشهراً في سجن "الشامية" قبل أن يطلق سراحه ويذهب للإقامة في تركيا.


أما "فرقة السلطان عبدالحميد الثاني" فقد أعلن عن تشكيلها، الثلاثاء، في بيان مصور بدا أنه التقط في مناطق جبل التركمان في ريف اللاذقية، وأكد بيان الفرقة بأنها تشكيل عسكري معارضة يتبع لـ"الجيش السوري الحر"، ويمتد عملها مِن منطقة جبل التركمان شمال اللاذقية إلى منطقة رأس العين شمال غرب الحسكة، مروراً بريف حلب.


وجاء في بيان الفرقة "انطلاقاً من الواجب الثوري، واستمراراً منا في نصرة قضية شعبنا الأعزل، والتزاماً بالعهد الذي قطعناه أمام أهلنا، وحفظاً لدماء شهدائنا الأبرار نعلن نحن الكتائب الثورية عن تشكيل فرقة السلطان عبدالحميد الثاني، التابعة للجيش السوري الحر بقيادة الأخ عمر هلال، العاملة في ريف حلب الشمالي، ومنطقة رأس العين، وفي منطقة جبل التركمان الساحلي، مساندين إخواننا الشرفاء في مقاومة الإجرام بكافة أشكاله". ووجه البيان بشكل صريح شكره لتركيا، وقال "نشكر الأخوة الأتراك حكومة وشعباً على جهودهم الحثيثة في نصرة إخوانهم السوريين".


ينحدر قائد فرقة "السلطان عبد الحميد الثاني" مِن مدينة تل رفعت، وقد كان القائد العام لفصيل "غرباء الشام" سابقاً، والذي انحل مطلع عام 2014 بعد ظهور تنظيم "الدولة الإسلامية"، ومقتل أحد قادة "الغرباء"  البارزين آنذاك حسن جزرة وعدد من عناصره، على يد التنظيم الذي شكل لهم محكمة ميدانية في مدينة الآتارب في ريف حلب الغربي نهاية شهر نوفمبر/تشرين الثاني 2013.


شارك "غرباء الشام"، الذي تشكل في عام 2012 في معارك حلب، وخاض لوحده معركة السيطرة على  مدينة رأس العين ضد مليشيات النظام، ونجح بالفعل، وذلك أواخر العام 2012، قبل أن تنتقل السيطرة فيها لاحقاً إلى قوى عديدة، منها "وحدات حماية الشعب" الكردية، وتنظيم "داعش"، و"جبهة النصرة". وما يفسر وجود عناصر تابعين للفرقة الجديدة من منطقة رأس العين هو أن الفرقة بنيت على أنقاض "الغرباء"، التشكيل الذي كان يضم عدداً كبيراً من العناصر الذين ينحدرون من رأس العين.


ويأتي الإعلان عن تشكيل الفصيلين الجديدين بالتزامن مع الحديث عن اقتراب موعد تسليم مدينة تل رفعت وريفها في ريف حلب الشمالي للأهالي، وفق اتفاق روسي-تركي. وتشير التوقعات إلى أنه سيكون للفصيلين دور في منطقة تل رفعت التي ستخليها قوات النظام، و"الوحدات"، بعد عيد الفطر، ولكل فصيل بحسب ما بدا من بياناتهما وخلفياتهما السابقة مرجعية وجهة دعم خاصة، فالفرقة تدعمها تركيا، و"كتائب المجد" مدعومة من كلا الجانبين الروسي والتركي.


وما يعزز فرضية العلاقة بين الإعلان عن التشكيلين المعارضين في هذا التوقيت ومسألة تسليم تل رفعت للأهالي، هو أن الفصيلين لم يشيرا إلى انتسابهما لأي من الكتلتين المسلحتين اللتين تدعمهما تركيا في الشمال السوري، "الجيش الوطني" في منطقة "درع الفرات"، أو "الجبهة الوطنية للتحرير" في ادلب.


كذلك أتت تصريحات قيادة "فرقة السلطان عبدالحميد الثاني" في الاتجاه نفسه، حيث أكدت بأن أولى مهامها هي استعادة السيطرة على بلدة تل رفعت وجميع القرى التي تسيطر عليها "وحدات حماية الشعب" في ريف حلب الشمالي، مع احتمال توسعها مستقبلاً إلى مناطق شرق الفرات التي تسيطر عليها الوحدات.


عملياً، بدأت "الوحدات" بتهيئة نفسها للانسحاب من تل رفعت على ما يبدو، فالكثير من الحرائق التي أشعلتها "الوحدات"، وفق اتهام نشطاء، خلال الأيام القليلة الماضية في منطقة تل رفعت، التهمت عشرات المنازل لعناصر وقادة في صفوف المعارضة من أبناء المدينة، ومئات الهكتارات من الأراضي الزراعية والمنازل التي تعود ملكيتها لأهالي تل رفعت. وتم رد الكثير من الحواجز الترابية بين المناطق التي تسيطر عليها المعارضة المسلحة والوحدات في محيط تل رفعت، فيما غادرت قوات النظام المنطقة، وهي القوة الأبرز، وبقي العشرات من عناصرها إلى حين الانسحاب الكامل.


في مقابل فرضية أن يكون للفصيلين الجديدين دور في تل رفعت ما بعد انسحاب النظام و"الوحدات"، سربت مؤخراً قائمة من بنود عديدة، قيل إنها شروط التفاهم الروسي–التركي وقد تم عرضها على الأهالي، وجاء فيها، أنه سوف يكون التواجد في تل رفعت تركي-روسي، مع عدم وجود أي عناصر لمليشيات النظام أو المليشيات الإيرانية في المنطقة، ودخول المدنيين ماعدا مقاتلي المعارضة، كما سيسمح للعوائل التي وضعت اسماءها في الجداول بالدخول الى المنطقة، بالإضافة إلى أنه سيتم تشكيل مجلس محلي، وقوات شرطة بعد عودة أهالي المنطقة، وسيتم وضع جدول بالأشخاص المرفوض دخولهم الى المنطقة قريباً، وسيتم إخراج العائلات التي جاءت من خارج المنطقة.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها