الإثنين 2018/05/14

آخر تحديث: 12:08 (بيروت)

غزة قلق إسرائيل الأكبر.. وجيشها يستعدّ للأسوأ

الإثنين 2018/05/14
غزة قلق إسرائيل الأكبر.. وجيشها يستعدّ للأسوأ
Getty ©
increase حجم الخط decrease

بلغت حالة التأهب الإسرائيلي أقصى حالاتها، الاثنين، لمواجهة التظاهرات بالتزامن مع افتتاح السفارة الأميركية في القدس، والقلق الأكبر بالنسبة للمؤسسة العسكرية والأمنية في إسرائيل يكمن في ما سيجري على حدود غزة.

وبينما تتوقع إسرائيل أن تكون الأحداث الميدانية في الضفة الغربية- رغم التظاهرات والمسيرات في أكثر من منطقة- "تحت السيطرة"، فإن التحدي الأكبر لها هو ما سيحدث على حدود غزة أولاً ثم احتمالات تدهور الأمور في محيط المسجد الأقصى في القدس، حيث يُفتتح المقر الجديد لسفارة الولايات المتحدة.

وتلقى جيش الإحتلال الإسرائيلي تعليمات واضحة بأن تكون مهمته المركزية الحفاظ على السياج الحدودي بأي وسيلة كانت، ما يعني أن الأمور قد تتحول إلى مجزرة في أسوأ التوقعات إذا ما اقتحم آلاف الفلسطينيين السياج وتمكنوا من العبور إلى الجانب الآخر من الحدود، وفق ما يقوله الإعلام الإسرائيلي.

وكتبت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية في عددها الصادر، الإثنين، إن "احتمال تدهور الأوضاع الأمنية وتفجرها بسبب نقل السفارة الأميركية" كبير. فيما تحدثت صحيفة "إسرائيل اليوم" عن تزايد احتمالات اندلاع حرب في قطاع غزة.

وكان العنوان الرئيس لصحيفة "يديعوت أحرنوت": "على خلفية نقل السفارة: احتفالات إسرائيلية في القدس.. وتوتر في غزة، وتقديرات بيوم متفجر في الضفة الغربية". وأشارت الصحيفة إلى تخوف المؤسسة العسكرية الإسرائيلية بمناسبة ذكرى النكبة السبعين، من "إرهاب يهودي" في الضفة الغربية.

بدورها، ذكرت القناة "العاشرة" الإسرائيلية "اننا على أبواب أسبوع متوتر"، معتبرة أن "حركة حماس وصلت نقطة الانهيار، وتخطط لأحداث عنيفة"، على تعبيرها. أما القناة "الثانية"، فقالت إن قيادة حركة "حماس" ليست آمنة مع تظاهر عشرات الآلاف على حدود قطاع غزة.

واستبقت إسرائيل تظاهرات الإثنين (المتزامنة مع نقل السفارة الأميركية إلى القدس) وكذلك المرتقبة الثلاثاء (إحياءً للذكرى السبعين للنكبة الفلسطينية)، بمحاولات تخفيض حدة التوتر عبر عدد من الوسائل، بدءاً بنقل رسائل تحذيرية لـ"حماس" عبر مصر وأطراف دولية، مروراً بالدعاية وإلقاء "المناشير" التي تحذر المتظاهرين من مغبة الإقتراب من السياج الفاصل.

لكن تل ابيب تقول إنه بالرغم من كل هذه الجهود التي بذلتها، فإنها تتوقع وصول ما بين 100 و200 ألف متظاهر إلى حدود غزة الشرقية، مُرجحة أن تكون ذروة التظاهرات الثلاثاء.

ونشر جيش الاحتلال آليات عسكرية مجهزة بقنابل الغاز والصوت والمياه العادمة ودبابات على الشريط الحدودي لغزة، اضافة إلى طائرات من دون طيار وقوارب عسكرية على طول "السياج المائي" في شاطىء غزة، والذي يمتد لطول 64 كيلومتراً، كما نشر عشرات الجنود القناصة.

وكان لقاء عاجل قد جمع وفد حركة "حماس" برئاسة رئيس مكتبها السياسي اسماعيل هنية، الأحد، مع المخابرات المصرية، تركز على ضرورة منع الشبان من الوصول إلى السياج الأمني في مسيرات ذكرى النكبة أو خلال الاحتجاج على نقل السفارة، وفق ما كشف قيادي في "حماس" لـ"المدن".

وأكد القيادي أن "حماس" لم تتعهد أمام وفد المخابرات المصرية، رغم أن القاهرة وعدت ببذل جهود كبيرة لتخفيف الحصار عن غزة. وتريد القاهرة من "حماس" أن تقيم منطقة أمنية عازلة للحيلولة دون وصول المتظاهرين لما يسمى "السياج الأمني" الإسرائيلي، منعاً للإحتكاك ووقوع مجزرة وبالتالي تفجر الأمور وتطورها إلى حرب على القطاع.

مصدر ثانٍ أكد لـ"المدن"، أن اللقاء العاجل الذي جمع قيادة "حماس" مع المخابرات المصرية جاء بعد ورود معلومات عن تحضيرات تجريها الحركة بغية الدفع باتجاه اقتحام متظاهرين للحدود.

وفي السياق، قال عضو المكتب السياسي لحركة "حماس" خليل الحية، بعد عودته مع وفد الحركة الى غزة في اعقاب زيارة استمرت ساعات للقاهرة، إنهم ناقشوا في القاهرة الأوضاع الفلسطينية وحصار غزة ومسيرة العودة ونقل السفارة الأميركية للقدس، موضحاً أن الحركة أبلغت مصر بان مسيرة العودة ستستمر حتى تحقيق اهدافها.

في غضون ذلك، هددت إسرائيل برد عنيف ضد مواقع "حماس" وبنيتها العسكرية في عمق قطاع غزة في حال تصاعدت الأحداث على الحدود. ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن مصادر إسرائيلية أن لمصر دوراً هاماً في ممارسة الضغوط على "حماس" لتخفيض حدة التظاهرات، وتقول هذه المصادر إن لدى "حماس" الوسائل الكافية لتخفيض حدة المواجهات ومنع المتظاهرين من الوصول للحدود وإقتحامها.

وتعقد القيادة الفلسطينية اجتماعاً لها في رام الله، مساء الإثنين، لإتخاذ سلسلة من الإجراءات "لتعزيز صمود أهل القدس". ونقلت الإذاعة الفلسطينية الرسمية عن عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" اسماعيل جبر قوله، إن رئيس السلطة محمود عباس سيوقع خلال اجتماع القيادة على انضمام فلسطين للعديد من المنظمات الدولية التي ترى أميركا أنها تمس باسرائيل.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها