الإثنين 2018/03/12

آخر تحديث: 11:06 (بيروت)

الغوطة الشرقية:"المصالحات"برعاية النظام..و"جيش الاسلام" الى درعا؟

الإثنين 2018/03/12
الغوطة الشرقية:"المصالحات"برعاية النظام..و"جيش الاسلام" الى درعا؟
يسعى النظام إلى تشتيت المفاوضات (المدن)
increase حجم الخط decrease
تمكنت مليشيات النظام من استكمال عملية فصل الغوطة إلى ثلاثة أقسام، بعد سيطرتها على بلدة مديرة، والتقدم في بساتين حرستا وقطع طريق حرستا-دوما، نارياً، والوصول إلى "إدارة المركبات" العسكرية، والالتقاء بالقوات الموجودة فيها.

وتزامناً مع انتهاء مليشيات النظام من عملية الفصل، بدأت المفاوضات المُعلنة، وغير المُعلنة، إذ عادت اللجنة المفوضة عن بلدة حمورية، الأحد، إلى البلدة بعد إجراء مفاوضات مع النظام حول دخول حمورية حيّز "المصالحة". وحملت اللجنة المؤلفة من مدنيين وعسكريين لأهالي حمورية، شروط النظام، التي تتضمن خروج من يرغب إلى منطقة لم يتم تحديدها بعد، وبقاء من يرغب بـ"تسوية وضعه" لدى النظام، والالتحاق بـ"الفيلق الخامس" المدعوم روسياً للمتخلفين عن الخدمة العسكرية الإلزامية والاحتياطية والمنشقين عن قوات النظام.

وقال مصدر في لجنة حمورية، لـ"المدن"، إن "فيلق الرحمن" عارض "المصالحة" و"التسوية" بشكل كامل، مؤكداً أنه مستمر في القتال ولن يسمح لأحد بالخروج من المنطقة. إلا أن قائد "الفيلق" النقيب أبو النصر، عاد ليغيّر رأيه بخصوص "المصالحة" المعروضة على بلدة حمورية، مقابل الحصول على "إذن شرعي" من "الهيئة الشرعية" في دمشق وريفها والتابعة للمعارضة المسلحة، تفيد بـ"جواز مصالحة النظام السوري وإجراء تهجير لقسم من الأهالي والمقاتلين".


(المصدر: LM)

مصدر مطلع في وزارة الدفاع التابعة للنظام، أكد في تصريح غير رسمي لـ"المدن"، أنه تم التواصل مع أحد القادة السابقين في "اللواء الأول" في حي برزة، ليكون وسيطاً مع "الفيلق" حول آلية إدخال حي جوبر الدمشقي وبلدتي زملكا وعين ترما في "التسوية"، تجنباً لعمل عسكري قد يودي بحياة المئات مجدداً. وذلك مع استمرار التواصل بين "الفيلق" والجانب الروسي، بشكل سرّي، بحسب مصادر "المدن" لإقناع "الفيلق" بالتخلي عن "هيئة تحرير الشام" وإجراء مفاوضات توقف القصف وتسمح بالخروج نحو "مراكز الإيواء المؤقت" أو الشمال السوري.

وشهدت منطقة العب في محيط مدينة دوما، الأحد، اجتماعات مكثفة لوفود من "جيش الإسلام" ومن الجانب الروسي ومن جانب النظام، بحضور ضباط مخابرات مصريين كانوا قد جاؤوا إلى دمشق مع بداية الحملة العسكرية على الغوطة الشرقية، للتفاوض عن "جيش الإسلام" الذي فوّض المخابرات المصرية، كـ"ضامن" منذ اتفاق القاهرة لـ"خفض التصعيد" في آب/أغسطس 2017.

ويستمر الحديث عن خروج مرتقب لعناصر وقيادات من "جيش الإسلام" إلى درعا، وهو ما أكدته مصادر عسكرية في الجنوب السوري، لـ"المدن"، حول اتصالات تجري بينهم وبين "الجيش" لتجهيز أماكن لإقامة العناصر والقيادات والأهالي، فيما يستمر "جيش الإسلام" بعمليات نقل أسرى النظام لديه من أبناء الطائفة العلوية إلى سجون خاصة في محيط دوما، تمهيداً لتسليمهم في وقت لاحق، ضمن اتفاقية مع الجانب الروسي.

وكان "جيش الإسلام" قد أخرج 13 شخصاً في عملية سريعة عبر الهلال الأحمر السوري والأمم المتحدة نحو مدينة ادلب، قال إنهم تابعون لـ"هيئة تحرير الشام"، كانوا في سجونه، إلا أن مصادر من "الهيئة" في الغوطة، أكدت لـ"المدن"، أن أغلب الذين تم تهجيرهم نحو الشمال لا علاقة لهم بـ"الهيئة"، وأن من بينهم 4 أشخاص معتقلين بتهم جنائية، وآخرين اعتقلهم "جيش الإسلام" من القطاع الأوسط بتهمة الانتماء لتنظيم "الدولة الإسلامية". المصدر نفى أي تواصل بين "جيش الإسلام" و"هيئة تحرير الشام" لتنسيق عملية إخلاء وخروج عناصر "الهيئة" نحو الشمال السوري.

وشهدت بلدة كفربطنا في القطاع الأوسط، مسيرات رُفع فيها علم النظام، وطالبت الفصائل بالخروج من المنطقة، ويأتي ذلك بطلب من النظام لتحييد المنطقة عن القصف وفتح ملف التفاوض الذي يقوده الشيخ بسام ضفدع، المقيم في دمشق والموالي للنظام، والذي يملك شعبية في بلدته. وقد توقف القصف فعلياً عن المنطقة. مصادر "المدن" أكدت أنه سيتم تشكيل لجنة مدنية/عسكرية من البلدة للخروج إلى دمشق وإجراء تفاوض مع النظام برعاية ضفدع، وتدخل غير مباشر من وزير الكهرباء زهير خربوطلي، أحد أبناء مدينة كفربطنا.

ووجه رئيس الوزراء عماد خميس، ابن بلدة سقبا، دعوة لأهالي سقبا لتشكيل لجنة تفاوض مدنية/عسكرية أيضاً، والخروج إلى دمشق لبحث آلية دخول البلدة حيّز "المصالحات" و"التسويات"، على غرار ما يجري في حمورية وكفربطنا.

ويسعى النظام إلى تشتيت المفاوضات في الغوطة الشرقية عبر رفضه وجود وفد واحد يمثل القطاع الاوسط كاملاً، مصراً على تشكيل لجان فردية ممثلة لكل منطقة للتفاوض على حدة.

وتشهد مدينة حرستا، الإثنين، دخولاً لوفد تابع للأمم المتحدة والهلال الأحمر لإخلاء المرضى والحالات الحرجى إلى مشافي دمشق، لتأتي بعدها مرحلة المفاوضات المباشرة مع "حركة أحرار الشام الإسلامية" لبحث مصير المدينة.

ويستمر النظام بالتصعيد العسكري على مدينة عربين، بقصف مكثف من الجو والبر، وسط محاولات اقتحام مستمرة من جهة المعهد الفني، أحد أجزاء "إدارة المركبات العسكرية".
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها