الجمعة 2018/12/28

آخر تحديث: 13:44 (بيروت)

مخيمات الشمال السوري تغرق

الجمعة 2018/12/28
مخيمات الشمال السوري تغرق
(المدن)
increase حجم الخط decrease
شهد الشمال السوري هطولات مطرية غزيرة تسببت بفيضانات وسيول جارفة أدت إلى تدمير عدد كبير من مخيمات النازحين في مناطق سيطرة المعارضة المسلحة، وتشريد آلاف العائلات في ريفي حلب وادلب بالقرب من الحدود السورية–التركية.

وتحولت المخيمات بعد الهطولات المطرية الغزيرة إلى برك طينية. وتسببت السيول بقطع الطرق الترابية التي تصل بعض المخيمات بمحيطها في ريف حلب الشمالي، وشمالي ادلب. عشرات المخيمات العشوائية المقامة في بساتين الزيتون والمناطق المنخفضة تضررت بشكل أكبر. واحتاج الكثير من الأهالي لمن ينقذهم بعدما ارتفع منسوب الماء في بعض المناطق إلى أكثر من نصف متر.



واقتصرت عمليات الاستجابة الطارئة خلال اليومين الماضيين، من قبل المجالس المحلية والمنظمات الإنسانية، على نقل العائلات المتضررة التي فقدت خيامها بسبب السيول إلى مراكز إيواء ومخيمات جديدة أقيمت على عجل في مناطق الداخل في ريفي حلب وادلب. بعض المخيمات العشوائية في المناطق المنخفضة في ريف ادلب الشمالي أغرقتها مياه الأمطار بشكل شبه كامل.

سكان المخيمات حمّلوا المجالس المحلية والمنظمات الإنسانية مسؤولية الكارثة التي حلت بهم، بعدما وجهوا خلال الأسبوعين الماضيين مناشدات للجهات المسؤولة عن دعم المخيمات في المنطقة لاتخاذ احتياطات احترازية للتخفيف من أضرار الأمطار الغزيرة. الهطولات المطرية الغزيرة في الشمال السوري بدأت منذ منتصف كانون الأول/ ديسمبر، لتبدأ معها معاناة النازحين بشكل تدريجي.



ونشر "منسقو الإستجابة شمالي سوريا"، الخميس، تقريراً حول الآثار التي تسببت بها العاصفة المطرية على مخيمات النازحين. وبحسب التقرير، فإن ما يزيد عن 6500 عائلة قد تضررت بفعل السيول، كما جرفت المياه 220 خيمة في تجمع مخيمات أطمة، في حين تضررت 550 خيمة بسبب دخول السيول والرواسب إليها، إضافة لسقوط عشرات المنازل الاسمنتية بسبب سوء التنفيذ وعدم قدرتها على مواجهة الأمطار. وبحسب التقرير فإن المخيمات الأكبر تضرراً في ريف ادلب هي أطمة والأورينت والعمر والأنفال وزمزم1 وزمزم2 وأخوة سعدة والوضيحي والبرد قلي وسنجار والديرة والقاطع الجنوبي من قاح، بالإضافة إلى عشرات المخيمات العشوائية بالقرب من مدينتي سرمدا والدانا بريف إدلب الشمالي، إضافة لمخيم الويس شمالي مدينة سراقب، ومخيمات مدينة معرة النعمان ومخيمات صلاح الدين والزوف والوفاء والمداجن بريف إدلب الغربي.

المتحدث باسم "منسقو الاستجابة" طارق الادلبي، أكد لـ"المدن" أن العمل على احصاء الأضرار في المخيمات مستمر، وفرق الإنقاذ والطوارئ وفرق الدفاع المدني لا زالت تعمل على تقديم المساعدة لقاطني المخيمات، وإعادة فتح الطرقات لإخراجهم إلى أماكن آمنة بعدما قُطعت طُرق واصلة إلى المخيمات. هناك ضغط سكاني كبير على المخيمات الأقل ضرراً نتيجة توجه سكان المخيمات المتضررة إليها، وهناك حاجة ماسة إلى تقديم المساعدات وسلال الطوارئ الإغاثية بشكل عاجل للعائلات المتضررة التي فقدت مؤنتها بسبب السيول. وتتضمن الاحتياجات الطارئة أيضاَ الأغطية والبطانيات، والسجاد والعازل الأرضي، والعازل المطري والاسفنج، ومدافئ وحطب للتدفئة، بالإضافة إلى أكثر من 10 آلاف خيمة جديدة لاستبدال الخيام المتضررة.



وأضاف الادلبي: "في الحقيقة الكارثة ستتكرر إذا لم يتم التعامل بجدية مع واقع المخيمات، يجب تعبيد أرض المخيمات بالحجارة والحصى على الأقل، وتأهيل شبكات الصرف الصحي وتصريف للمياه ونقل المخيمات الواقعة في الوديان والمجاري المائية الى المرتفعات".

أما المخيمات الأكثر تضرراً في منطقة "درع الفرات" بريف حلب، فهي مخيمات النور والشهداء والسلامة والإيمان وايكدة ويازي باغ واحتيملات والريان، وغيرها من المخيمات العشوائية التي تنتشر في المناطق القريبة من إعزاز شمالاً. وتتبع إدارة هذه المخيمات مباشرة إلى "إدارة الكوارث والطوارئ التركية AFAD"، وهناك جهود مبذولة للتخفيف من معاناة أكثر من 200 ألف نازح يتوزعون على مخيمات ريف حلب.

وكان "منسقو الاستجابة" قد أصدروا تقريراً قبل شهرين يتحدث عن حالة المخيمات في الشمال واحتياجاتها وطرق معالجة فورية لوضعها. ويقول فريق الاستجابة إن كافة الجهات لم تتعامل بجدية مع المعلومات المتوفرة لمنع وقوع الكارثة. وهناك أكثر من 700 ألف نازح في ريف ادلب الشمالي يضاف إليهم 200 ألف نازح في ريف حلب، أي أن ما يقارب مليون نازح يسكنون في مخيمات الشمال في مناطق المعارضة المسلحة.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها