يستعد المئات من مقاتلي "الفيلق الخامس"، الذي يضم عناصر من فصائل "التسوية" في محافظة درعا، للتوجه إلى ديرالزور، بناء على أوامر روسية وُصفت بـ"المستعجلة"، بحسب مراسل "المدن" قتيبة الحاج علي.
الدفعة التي تضم ما يقارب 700 عنصر، هي الثانية من نوعها بعدما توجه ما يقارب 500 عنصر في وقت سابق من الأسبوع الماضي، وسط حديث عن تجهيز قائد "الفيلق الخامس" في ريف درعا الشرقي أحمد العودة، قائد "قوات شباب السنة" سابقاً، لدفعة ثالثة تضم 500 عنصر سيخرج برفقتهم إلى ديرالزور، في وقت لاحق من الأسبوع المقبل.
مصادر "المدن" في "الفيلق الخامس"، قالت إن أوامر روسية أتت بشكل "مستعجل" لقطع إجازات العناصر، وتحشيد كافة المقاتلين والتوجه إلى ديرالزور. ولم توضح هذه الأوامر تفاصيل المهمة أو مدتها الزمنية. وأشارت المصادر إلى أن بضع مئات من مقاتلي "الفيلق" المتواجدين على الجبهات ضد فصائل المعارضة في ريف اللاذقية، قد يتم استدعاؤهم وإعادة إرسالهم إلى ديرالزور.
طبيعة المهمة الموكلة إلى "الفيلق" ما تزال غامضة، فجبهات المواجهة بين مليشيات النظام وتنظيم "داعش" في ديرالزور ومحيطها تبدو محدود للغاية، وتمتد بشكل خاص في البادية السورية غربي نهر الفرات. ومن غير المرجح أن تتحرك روسيا بهذه الطريقة "المستعجلة" وبهذا العدد الذي تجاوز حتى الآن 1200 عنصر، لمواجهة بعض الجيوب التي يُرجح تواجد خلايا التنظيم داخلها.
استبعاد فرضية المواجهة العسكرية مع جيوب "داعش" غربي الفرات، يترك مهمة "الفيلق الخامس" محصورة بأحد احتمالين؛ تحضير روسي لملء الفراغ الذي قد "تفتعله" "قوات سوريا الديموقراطية" في حال قررت الانسحاب من معركتها الحالية ضد "داعش" في جيب بلدة هجين شرقي الفرات، احتجاجاً على الانسحاب الأميركي من سوريا، وسط التصعيد التركي ضدها. وهنا تريد روسيا التمدد إلى شرق الفرات بذريعة مواصلة القتال ضد "داعش" وهي بحاجة لقوات كبيرة و"مستعجلة" لحسم المعركة قبل أن يتمكن التنظيم من استعادة أنفاسه وترتيب قواته من جديد.
أما الاحتمال الثاني، فهو التقدم في المناطق الخاضعة لسيطرة "قسد"، والتي ستصبح بعد الانسحاب الأميركي "فريسة سهلة" لروسيا والنظام من جهة، وتركيا وفصائل المعارضة من جهة أخرى. وربما تتجهز روسيا، في حال فشلت بالتوصل إلى اتفاق مع قيادات "قسد" للدخول إلى مناطقها بطريقة سلمية، لبدء معركة في ما يبدو كسباق سيطرة بين روسيا وتركيا.
"الفيلق الخامس" الذي لم يمضِ على تشكيله من عناصر فصائل "التسوية" في درعا سوى بضعة أشهر، استطاع ترسيخ حالة الثقة التي تظهرها روسيا بقيادته وعناصره. ويُعتبر التوجه إلى ديرالزور، المهمة الثالثة لـ"الفيلق"، في أقل من نصف عام، بعدما شارك في قتال "داعش" في حوض اليرموك في ريف درعا الغربي، ثم القتال ضد التنظيم في منطقة تلول الصفا وبادية السويداء الشرقية.
وأعاد توجه "الفيلق" إلى ديرالزور، الحديث في درعا عن فتح باب التطوع في "الفيلق" مرة أخرى، لاسيما مع اقتراب انتهاء مهلة الأشهر الست لاتفاقية "التسوية"، وبحث آلاف الشباب عن مخرج لهم من عمليات التجنيد القسري في مليشيات النظام. وكذلك يأتي الحديث بعد أشهر من اكتفاء روسيا بالعدد الذي حصلت عليه رغم فصلها لعناصر "الفيلق" في ريف درعا الغربي، الأمر الذي إن تم سيكون مرتبطاً بشكل أو بآخر بطبيعة العملية التي ستجري في ديرالزور، وإن كان هنالك من حاجة روسية لأعداد أكبر من المقاتلين للمشاركة بها.
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها