الادلة الاميركية حول مقتل خاشقجي تقود الى بن سلمان

نقلت شبكة "إيه بي سي نيوز" الأميركية عن مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأميركية، مطلع على تقييم الـ"سي آي إي" لعملية قتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي، أنه "من الواضح تماما أن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، أمر بقتل خاشقجي".

وأضاف المسؤول أن "هناك إجماعاً كبيراً على أن القيادة السعودية متورطة في هذه الجريمة.. ولا أحد يناقش ذلك داخل الحكومة"، مشيراً إلى أن تقييم "سي آي إي" لا يحمل أي شكوك في هذا الإطار. وقال إن "فكرة أن اعطاء الأوامر أتت مباشرة من أعلى مستوى واضحة بشكل صارخ".

وكشف المسؤول أن من بين الأدلة المذكورة في التقرير هو العلاقة بين أعضاء فريق القتل وولي العهد السعودي، إلى جانب تسلسل النظام السعودي. وأوضح المسؤول أن "التقرير يستند إلى تتبع الاتصالات، بما في ذلك المكالمات الهاتفية السابقة بين فريق القتل والمساعدين لولي العهد، إلى جانب التقارير والتحليلات المستمدة من أرض الواقع".

وفي السياق، قال متحدث باسم وزارة الخارجية البريطانية إن بلاده تبحث مع الاتحاد الأوروبي إمكانية فرض عقوبات على السعودية إذا ثبت تورطها بقتل خاشقجي، لكنهم سينتظرون النتيجة النهائية للتحقيق التركي قبل اتخاذ أي قرار.

وأضاف المتحدث، في تصريح مكتوب أرسله لشبكة "سي إن بي سي" الأميركية: "المملكة كانت واضحة ونحن بحاجة لأن نرى مساءلة عن القتل الرهيب لخاشقجي". وتابع: "نبحث مع شركائنا في الاتحاد الأوروبي إمكانية فرض نظام عقوبات عالمي بشأن انتهاكات حقوق الإنسان بهدف معالجة مثل هذه الانتهاكات الوحشية لحقوق الإنسان".

وأشارت الوزارة البريطانية إلى أنها "ستعتمد أيضاً في أي إجراءات عقابية ضد السعودية على تفسير المملكة الخاص بموت خاشقجي". وأضافت أن "إجراءات بريطانيا وشركائها ستعتمد على أمرين؛ الأول هو مصداقية التفسير النهائي الذي ستقدمه الرياض، والثاني هو الثقة بأن هذه الأحداث المروعة لا يمكن أن تتكرر مجددا".

من جهة ثانية، اعتبر زعيم حزب "الحركة القومية" التركي دولت بهتشه لي أن المسؤولين السعوديين "يختلقون الذرائع ويرتكبون الأخطاء بسبب ارتباكهم" حيال مقتل خاشقجي، متسائلا عن "الفرق بين الإدارة السعودية وذهنية (زعيم تنظيم القاعدة السابق أسامة) بن لادن".

وقال بهتشه لي، حليف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الثلاثاء، إن "المسؤولين السعوديين يختلقون الذرائع، يرتكبون أخطاء وراء أخطاء بسبب الارتباك الناجم عن شعورهم بالذنب، المجني عليه والمشتكي واضحان، وساحة الجريمة معلومة". وتابع: "من خنق خاشقجي وقطع جسده وأذابه باستخدام حمض الأسيد معروفون، ومن ساق الجناة إلى فعلتهم واضح".

وتساءل بهتشه لي: "إنّ كان المرحوم خاشقجي ارتكب جرماً ما، أفلا ينبغي أن يمثل أمام المحكمة؟ فكيف لدولة وهي تتحكم بالأراضي المقدسة، أنّ تصل إلى نقطة تلجأ من خلالها إلى وسائل الإرهاب؟".