الجمعة 2018/10/26

آخر تحديث: 13:20 (بيروت)

"تحرير الشام" تُطهّر نفسها من معارضي اتفاق سوتشي

الجمعة 2018/10/26
"تحرير الشام" تُطهّر نفسها من معارضي اتفاق سوتشي
Getty
increase حجم الخط decrease
نفذت "هيئة تحرير الشام" حملة اعتقالات واسعة، خلال تشرين الأول/أكتوبر، طالت عناصر وقادة محليين وأجانب في صفوفها، من الرافضين تنفيذ الاتفاق التركي–الروسي حول إدلب. وفي الفترة ذاتها، قُتل أكثر من 15 من القادة والعناصر في "الهيئة"، من جنسيات مختلفة، في عمليات اغتيال وتفجير في مناطق مختلفة في ريف ادلب.

ويتهم منظرون جهاديون قيادة "تحرير الشام" بضلوعها في عمليات الاغتيال، وإلصاق التهمة بالخلايا الأمنية التابعة لـ"الدولة الإسلامية"، التي تدعي "الهيئة" ملاحقتها بشكل مستمر في ادلب وريفي حماة وحلب.

حملة الاعتقالات التي شنتها "تحرير الشام" ركزت بشكل كبير على أعضاء بارزين من "الجماعة المصرية" في "الهيئة" والمقربين من الشرعي المصري أبو الفتح الفرغلي، المعروف عنه معارضته لتطبيق الاتفاق. واعتقل "المكتب الأمني" في "الهيئة" أبرز القادة المصريين المقربين من الفرغلي، وعدد من العناصر، في 21 تشرين الأول/أكتوبر، خلال حملة دهم لمواقع في ريف المهندسين غربي حلب. كما اعتقل "المكتب" "أبو حمزة المصري" و"ابو حسن المصري" بتهمة العمالة لـ"الدولة الإسلامية"، وعلاقتهما بتفجيرات في ادلب خلال الشهور الماضية.

وقتل في 10 تشرين الأول/أكتوبر أحد أبرز قادة "الجماعة المصرية" في صفوف "الهيئة" قرب مدينة كفرنبل في ريف ادلب؛ "أبو الليث المصري"، وفي 9 تشرين الأول/ أكتوبر، قتل القائد الأمني السعودي "أبو يوسف الجزراوي"، بإطلاق نار مباشر من قبل مجهولين في جبل الزاوية من ريف ادلب.

وتعرض القائد في "الهيئة" محمد ناجي الملقب بـ"أبو اليقظان المصري"، لمحاولات اغتيال متعددة خلال الفترة الماضية، كانت السبب في تقليل تحركاته مؤخراً، وهو المعروف بالظهور المتكرر في جبهات "الهيئة" ومواقعها ومعسكراتها وإلقاء خطبه الجهادية الاستفزازية التحريضية على قتال فصائل المعارضة. محاولة الاغتيال الأبرز التي كادت أن تودي بحياة "أبو اليقظان"، جرت في قرية برنة في ريف حلب الجنوبي، عندما تعرض "المصري"، وهو برفقة شرعي الجناح العسكري في "الهيئة" قائد "قطاع البادية" المبقب بـ"أبو رأفت"، لإطلاق رصاص مباشر، من قبل ملثمين.

مناهضو "الهيئة"، ومنظرون جهاديون، اتهموها بقتل المهاجرين في صفوفها الذين يعارضون تطبيق الاتفاق. "أبو سراقة الشرعي"، قال في "تلغرام": "المهاجرون في تناقص مستمر ففي كل يوم يقتل مهاجر أو أكثر ونفقد أحد الكوادر المهمة في الساحة والغريب أنه لا أحد يتحدث أو ينكر وكأن الأمور مدبرة فأين هيئة تحرير الشام التي تدعي أن من مبادئها حماية المهاجرين وأنها لن تتخلى عنهم، فهل تخلت عنهم لصالح الاتفاق، لماذا لا تقوم بحمايتهم؟".

"أبو النصر الشامي"، قال: "الاعتقالات التي تطال المصريين في هيئة تحرير الشام لا زالت مستمرة كما أن الاغتيالات التي طالت قادة في الهيئة خلال هذا الشهر تزيد عن عشرة، والهيئة تحمل المسؤولية لداعش في عمليات الاغتيال والتي تنشط غالبا في مناطق نفوذها، طبعا هي  تدعي محاربة الاغتيالات فكثير من خلايا الاغتيال والاختطاف والاحتطاب يعملون معها".

قائد تنظيم "جنود الشام" مسلم الشيشاني، وفي ظهور إعلامي مفاجئ، لمّح إلى أن قيادة "الهيئة" ظالمة، ومن الصعب على التنظيمات الجهادية الأخرى الانضمام إلى صفوفها، وقال: "مع احترامنا للعلماء، لا نستطيع فهم بعض نصائحهم، بعض العلماء نصحونا أن نختار أقرب المجموعات للحق ونتوحد معها، والكثير منا أخذوا بهذه النصيحة ولكنهم ما استطاعوا أن يستمروا معهم بسبب الظلم الموجود في تلك المجموعات فخرجوا منها، وبعضهم استمر في صفوفها، وأصبحت أيديهم ملطخة بدماء المسلمين".

الحملة الأمنية أثارت رعب المهاجرين المتبقين في صفوف "الهيئة"، فأصبحوا أكثر ليونة في خطابهم، أو على الأقل ابتعدوا عن مهاجمة الاتفاق والفصائل الموافقة عليه، والتلميح بمعارضته.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها