جديدة عرطوز:عودة النازحين لا ترتبط بحل مشكلة"سرايا الصراع"

دخل إلى مدينة جديدة عرطوز في ريف دمشق، صباح الخميس، وفد من أهالي المدينة النازحين في لبنان، لـ"استطلاع الأوضاع ونقل الصورة لبقية النازحين"، وذلك بعد مفاوضات مع قيادات محلية وعسكرية للنظام لدعم عودة نازحي المدينة بشكل كامل، بحسب مراسل "المدن" أحمد الشامي.

مصدر في اللجنة المشرفة على عملية التفاوض، قال لـ"المدن"، إن "عرابة المصالحات" كنانة حويجة، قامت بزيارة تفقدية منذ ثلاثة شهور لوجهاء من مدينة جديدة عرطوز الموجودين في لبنان، لتعود وتقدم لهم منذ أسابيع عرضاً يتضمن عودة كاملة لأهالي المدينة النازحين، سواء من لبنان أو الشمال السوري. وتعهّدت حويجة للوجهاء بعدم اعتراض العائدين من أي جهة كانت، وسحب عناصر "اللجان الشعبية" المنتشرة حالياً داخل المدينة، بإشراف الشرطة العسكرية الروسية التي ستكون الضامن في ما بعد.

وأضاف مصدر "المدن" أن حويجة، اشترطت على الوجهاء تشكيل كتيبة من 300 شاب راغبين بالعودة، بالإضافة إلى 200 شاب من مسيحيي المدينة، بتبعية مباشرة لقيادة "الفرقة  الرابعة"، تكون مهمتها محصورة ضمن المدينة. حويجة، في كل مرة قابلت فيها الوجهاء كانت تؤكد على أن القيادة العسكرية في سوريا، لديها رغبة بالحد من نفوذ الإيرانين في جديدة عرطوز والمدن المحيطة بها، عن طريق تجنيد أبنائها ضمن مدنهم.

رد الوجهاء على عرض حويجة كان بالرفض، ما لم تُقدّم ضمانات حقيقية تقضي بإيجاد حلّ دائم للأهالي مع "مساكن سرايا الصراع". مشكلة النازحين الرئيسية كانت التعديات والجرائم التي ارتكبها شبيحة "مساكن سرايا الصراع" بحق أبنائهم، وهو الأمر الذي لم تتطرق له حويجة في عرضها.

مصدر "المدن" أكد أن حويجة تراجعت إلى الصف الخلفي في عملية التفاوض، وتقدّم عوضاً عنها "قادة محليون وعسكريون" من أبناء المدينة، أقنعوا الأهالي بالعودة وفقاً لشروط حويجة، وشروط أخرى سينقلها الوفد للأهالي.

مصدر من جديدة عرطوز، قال لـ"المدن"، إن "سرايا الصراع" مسؤولة عن خطف وتغييب عشرات الشبان من أبناء جديدة عرطوز والمدن المجاورة لها، منذ بدأ الحراك السلمي في المنطقة، ولا يزال مصير كثيرين منهم مجهولاً حتى يومنا هذا. وكشف النظام عن مصير بعض المختطفين ضمن "قوائم الموت" التي وردت إلى دائرة النفوس في مدينة جديدة عرطوز منذ شهور.

وأضاف المصدر أن النظام يفاوض ويُقدّم عروضاً "خلبية" واغراءات للعودة، لتلميع صورته امام الرأي العام ولتجنيد الشبان العائدين في صفوف قواته، "غير آبه بإيجاد حلول دائمة في المنطقة التي شهدت توتراً طائفياً ومجازر على أيدي الشبيحة"، وأضاف: "لو كان النظام جاداً في عرضه للأهالي، لكشف أولاً عن مصير المختطفين، وأوقف الرعب المتمثّل بمساكن سرايا الصراع".