بوتين: 700 أسير مهدد بالقتل لدى "داعش"بينهم أميركيون وأوروبيون

قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إن "التشكيلات الإرهابية" الناشطة في منطقة شرقي الفرات "احتجزت عدداً من المواطنين الأميركيين والأوروبيين كرهائن".

وقال بوتين خلال مشاركته في اختتام أعمال "منتدى فالداي الدولي للحوار" في موسكو، الخميس، إن الولايات المتحدة "لم تنجز حتى الآن جميع المهمات الضرورية" في سوريا شرقي نهر الفرات، ما أدى إلى استمرار "أنشطة الإرهابيين" في المنطقة.

وأضاف بوتين: "نرى الآن ماذا يحدث في الجانب الأيسر من الفرات، حيث تعمل المجموعات الكردية تحت رعاية زملائنا الأميركيين الذين يعتمدون عليها، لكن من الواضح أنهم لم ينجزوا عملهم لأن عناصر داعش ما زالوا متواجدين في قرى وبلدات بالمنطقة، وفي الآونة الأخيرة بدأوا بتوسيع أراضي سيطرتهم واحتجزوا هناك 130 عائلة أي حوالي 700 شخص كرهائن".

وأشار الرئيس الروسي إلى أن "الإرهابيين طرحوا مطالبهم وتقدموا بإنذار يكمن في أنه، إذا لم تتم تلبيتها، سيرمون بالرصاص 10 أشخاص يومياً"، وأضاف: "لقد قتلوا أمس الأول 10 أشخاص، أي بدأوا بتنفيذ تهديداتهم، وهذا الوضع، برأيي، كارثي ومرعب".

وشدد بوتين على أن روسيا لديها معلومات تفيد بأن "الإرهابيين احتجزوا هناك عدداً من مواطني الولايات المتحدة والدول الأوروبية كرهائن". وتابع: من الضروري التعامل مع هذا الوضع بشكل أو بآخر، لكن زملاءنا يلتزمون بالصمت.. وهناك كثير من العمل يجب إنجازه هناك".

ولا تتوافق تلك "المعلومات" التي قدمها الرئيس الروسي مع أي معطيات على الأرض. إلا إذا كان يقصد الجيب الذي تُحاصِرُ فيه "قوات سوريا الديموقراطية" بقايا "الدولة الإسلامية" في هجين والسوسة. وقد شهدت تلك المنطقة نزوحاً للعائلات والمدنيين قبيل اندلاع معارك "دحر الإرهاب" التي أطلقتها "قسد" قبيل شهر تقريباً. ولا تنفصل تصريحات بوتين عن البروباغاندا الروسية الداعية لإخراج الأميركيين من سوريا، باعتبارهم قوة "غير شرعية" على أرض "دولة ذات سيادة".

من جهة ثانية، قال بوتين إن موسكو تدخلت عسكريا في سوريا بسبب وجود خطر "الإرهاب"، بما فيه خطره على روسيا بالذات. وقال: "باعتقادي إننا حققنا جميع الأهداف التي طرحت صوب أعيننا أثناء بدئنا العملية" في سوريا. وتابع أن روسيا في تلك الفترة كانت تهدف إلى منع "التفتت النهائي لأراضي سوريا، على غرار الصومال، وتدهور مؤسسات الدولة في البلاد، وكذلك تسلل جزء كبير من المسلحين إلى أراضي روسيا الاتحادية والدول المجاورة لنا التي لا توجد بيننا حواجز جمركية بل هناك في الواقع نظام الدخول والخروج بلا تأشيرات".

وأوضح الرئيس الروسي أن هذا الوضع كان يمثل خطراً كبيراً على بلاده التي "نجحت في إزالة هذا الخطر إلى حد كبير". وقال إن الجهود الروسية "حافظت على مؤسسات الدولة السورية، مما أثمر في إعادة الوضع إلى استقراره في المنطقة"، مضيفاً: "لقد حررنا، خلال هذه الحقبة، حوالي 95% من الأراضي السورية". أما المرحلة التالية فقال بوتين إنه يجب تكريسها لتسوية الأزمة في سوريا بطرق سياسية على ساحة الأمم المتحدة.

وذكر بوتين أن العمل يمضي قدماً، على الرغم من صعوبته، في تشكيل اللجنة الدستورية السورية، معرباً عن أمله في أن يقود التعاون بين روسيا وشركائها إلى تحقيق تقدم في هذا المسار.

وتطرق إلى الوضع في محافظة إدلب السورية قائلاً إن الاتفاقات بين موسكو وأنقرة حول إقامة منطقة منزوعة السلاح هناك "لم يتم تنفيذها بعد من قبل الجانب التركي لكنه يعمل على تنفيذها"، وأعرب عن شكره لأنقرة على جهودها في هذا الاتجاه. وأشار بوتين إلى أن الوضع في إدلب شديد التعقيد، لكنه أكد أن العمل جار على إقامة المنطقة المنزوعة السلاح بعمق 15-20 كيلومتراً.
د
وتطرق بوتين إلى موضوع اختفاء الصحافي السعودي جمال خاشقجي قائلاً إنه لا يجوز "الإضرار" بالعلاقات مع المملكة السعودية قبل انتهاء التحقيق. وحمّل الولايات المتحدة جزءاً من المسؤولية عن اختفاء خاشقجي، لكونه مقيماً على أراضٍ أميركية.