الخميس 2018/10/18

آخر تحديث: 16:21 (بيروت)

غزة:الاعتداء الاسرائيلي الذي لن يتطور الى حرب

الخميس 2018/10/18
غزة:الاعتداء الاسرائيلي الذي لن يتطور الى حرب
"حماس" نفت نيتها إبعاد المتظاهرين عن السياج (Getty)
increase حجم الخط decrease
بعد خمس ساعات ونصف الساعة من نقاشات ليلية وُصفت بالمشحونة، انتهى اجتماع المجلس الوزراي الإسرائيلي المصغر للشؤون الأمنية (الكابينيت) دون بيان للإعلام، مع التعميم على وزرائه بعدم التصريح حول فحواها، ما بدا أنه موقف ضبابي مقصود يندرج في سياق لعبة "شد الأعصاب" التي تنتهجها إسرائيل ضد حركة "حماس" لدفعها إلى وقف مسيرات العودة مقابل الثمن "الإنساني" الذي تراه تل أبيب مناسباً.

الموقف الضبابي للكابينيت جاء بعد حدوث تطورات متسارعة، الأربعاء، أوحت أن إسرائيل ذاهبة إلى توجيه "ضربة عنيفة" لحماس رداً على إطلاق صاروخ "دقيق" من قطاع غزة باتجاه منزل في النقب. وكانت أبرز التطورات أن ألغى رئيس المخابرات المصرية زيارة كانت مقررة له، الخميس، إلى رام الله وتل أبيب، مروراً بانسحاب مفاجئ للوفد الأمني الذي قدم من القاهرة إلى غزة للتمهيد للزيارة، إضافة إلى خروج عدد من الموظفين العاملين في المؤسسات الدولية من القطاع عبر معبر بيت-حانون (ايرز).

ومر ليل الأربعاء/الخميس بهدوء، وطلب الجيش الإسرائيلي العودة للحياة الطبيعة في مستوطنات "غلاف غزة"، لكن موقع "واللّا" العبري ذكر أن الجيش يواصل اجراء المتابعات لجبهة غزة، إذ سيكون يوم غد الجمعة حاسماً في تحديد وجهة "الكابينيت" بناء على مجريات المسيرات التي تُنظمها حماس كل أسبوع على الحدود الشرقية، الأمر الذي يجعله مقياس الإختبار الحقيقي لوجهة التصعيد والسلوك الإسرائيلي.

والواقع، أن معظم الصحف الإسرائيلية أجمعت بطريقة أو بآخرى في أعدادها الصادرة، الخميس، على ان وجهة الحكومة الإسرائيلية ليس للحرب؛ لإعتبارات داخلية وظرفية واستراتيجية مختلفة.

لكن صحيفة "إسرائيل اليوم" اعتبرت أن حادثة اطلاق الصاروخ من غزة بالتزامن مع تواجد الوفد الأمني المصري الذي يبحث مع قيادة "حماس" مسألة التهدئة قد أحرج الأخيرة وجعل معضلة إسرائيل أكثر سهولة. ونسبت الصحيفة إطلاق الصاروح لما أسمتها عناصر "منفلتة" من "حماس" فقدت السيطرة عليها.

وذهبت القناة "العاشرة" في تحليلها إلى أن إسرائيل لن تعطي "حماس" فرصةً لتكون صاحبة الكلمة الأخيرة في مسألة التهدئة، ما يعني أن السياسة التي ينتهجها الكابينيت تهدف إلى ذلك في نهاية المطاف بغض النظر عن الوسيلة التي سيلجأ إليها.

ومع ذلك، نقلت القناة "السابعة" الإسرائيلية عن قائد المنطقة الجنوبية في الجيش قوله: "يمكننا الرد بقوة أكبر"، بالتوازي مع تهديدات أطلقها نتنياهو بأن الرد على غزة سيكون قوياً.

الى ذلك، نفى القيادي في حركة "حماس" حماد الرقب لـ"المدن" الأنباء التي تحدثت عن توافق الفصائل في غزة الإثنين الماضي على تخفيف حدة المواجهات الدائرة أسبوعياً قرب الحدود الشرقية، قائلاً "إنها غير صحيحة ولا يوجد لها مصدر". وأضاف أن مسيرات العودة مستمرة وبزخمها الكبير حتى تحقق أهدافها التي خرجت من أجلها.

وحول ما إذا كانت حماس ستسعى إلى عدم اقتراب المتظاهرين من السياج الإسرائيلي، أكد الرقب أن المسيرات ستكون بالصورة العفوية نفسها، موضحاً "أننا لن نقف ضباط حدود على السياج الحدودي. ولن ننظر إلى التهديدات الإسرائيلية. وإذا أرادوا المواجهة فنحن جاهزون".

وحول ما طلبه المصريون من حماس بشأن المسيرات تحديداً، قال الرقب إن الطلب القديم الجديد من القاهرة هو ضرورة ابتعاد المتظاهرين عن "السياج الأمني" لمنع تدهور الامور لما له من حساسية شديدة لدى إسرائيل، غير أن "حماس" أجابت مصر بأنها جاهزة لوقفها في حال حققت أهدافها، وفق حماد الرقب.

وتابع الرقب: "لا يمكن بعد كل الدماء والظرف الصعب الذي تعيشه غزة، أن تتوقف المسيرات. فنحن لا نذهب إلى السياج ترفاً، ولا يمكن أن نصمت على الواقع المرير".

كما ونفى أن تكون "حماس" ساخطة على التورّط الإيراني في حادث اطلاق الصواريخ على إسرائيل الليلة قبل الماضية، باعتبار انها أحرجت "حماس" أمام مصر. وقال: " لا يوجد لإيران أذرع في قطاع غزة.. ولا يوجد أي فصيل تابع لأي دولة؛ فقرارنا وطني".

بيدَ ان الرقب أوضح أن "حماس" تواصل التحقيق حول الجهة التي أطلقت الصاروخ. وجدد موقف الحركة الرافض للصاروخ الذي تم إطلاقه من غزة، مشدداً على انه لا يعبر عن إرادة المقاومة كما انه "خارج الإجماع".

وكانت الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة في قطاع غزة قد أكدت عقب اجتماعها الليلة الماضية، أن الاحتلال سيجد رداً قاسياً وعنيفاً من الشعب الفلسطيني ومقاومته، وهو رد على الجرائم المتكررة بحق الشعب الفلسطيني. وقالت إنها جاهزة للرد على أي خروق للاحتلال، وإنها في حالة تأهب وتشاور مستمرّين.

وأياً كان السيناريو الذي ينتظر غزة، فإن غالبية أعضاء الكابينيت يدفعون باتجاه التهدئة مع حماس برعاية مصرية، غير أنهم يؤيدون أيضاً رداً قاسياً على صواريخ الأربعاء، بشرط أن لا يتطور إلى مواجهة شاملة لا تريدها حكومة اليمين التي تستعد لانتخابات مبكرة وتفكر ألف مرة بأي حرب قد تؤدي مجرياتها ونتائجها لإنتكاسة انتخابية تضر بمستقبل اليمين السياسي في إسرائيل.

ومع ذلك، يبقى أن مستوى وطبيعة رد "حماس" العسكري على أي ضربة إسرائيلية - في حال وقوعها - هو العامل المركزي الذي يحكم ما إذا ستتطور الى حرب شاملة أم لا.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها