الجمعة 2017/09/01

آخر تحديث: 10:49 (بيروت)

درعا: لماذا اتهمت روسيا "شباب السنّة" بحيازة الكيماوي؟

الجمعة 2017/09/01
درعا: لماذا اتهمت روسيا "شباب السنّة" بحيازة الكيماوي؟
اﻹتهام الروسي جاء بعد رفض "شباب السنّة" عرضاً روسياً بالتمويل مقابل فك ارتباطها بـ"الموك" (انترنت)
increase حجم الخط decrease
نفّى قائد "قوات شباب السنّة" أحمد العودة الإتهامات الروسية بإمتلاك فصيله أسلحة كيماوية، مشيراً إلى أن هذا السلاح كان ولا يزال حكراً على النظام الذي استخدمه مرات متعددة، كان آخرها في مدينة خان شيخون، في ريف ادلب. وأكد العودة، في تسجيل مصور، استعداد "شباب لسنّة" ﻹستقبال لجنة دولية للتفتيش عن السلاح الكيماوي جنوبي سوريا.

وكانت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، قد وجّهت اتهامات مباشرة، الخميس، لـ"شباب السنة" بإمتلاكهم أسلحة كيماوية، وأشارت إلى نيتهم استخدامها لشنّ هجمات وسط أماكن سكنية، لم تحددها.

مراسل "المدن" سمير السعدي، أشار إلى أن اﻹتهام الروسي جاء بعد رفض "شباب السنّة" عرضاً روسياً بالتمويل مقابل فك ارتباطها بغرفة تنسيق الدعم في عمان "الموك". وبحسب مصادر مطلعة، فـ"شباب السنّة" كانت قد رفضت العرض الروسي عبر وسيط لم يتم الكشف عن هويته أو تاريخ العرض. ولم يشارك "شباب السنّة" في اجتماعات عمان، التي نتج عنها وقف إطلاق نار شامل في الجنوب والزام جميع اﻷطراف به، وذلك على الرغم من تأكيد موسكو على ضرورة حضور ممثل عن "شباب السنّة". ولم يكن هناك أي حضور أو تمثيل لـ"شباب السنّة" في اجتماعات عمان اﻷخيرة. كما لم يحضر ممثلون عن "شباب السنة" اجتماعات أستانة.

وتعتبر "قوات شباب السنة" من أكبر الفصائل جنوبي سوريا ومن أكثرها تنظيماً، وقد شاركت في العديد من المعارك كان آخرها "الموت ولا المذلة" التي استهدفت قوات النظام ومليشياته في حي المنشية في مدينة درعا. وشاركت في العديد من المعارك والمواجهات ضد "جيش خالد بن الوليد" المبايع لتنظيم "الدولة" في حوض اليرموك.

إتهام روسيا لفصيل يتبع "الجبهة الجنوبية"، يفتح الباب أمام سيناريوهات جديدة في الجنوب السوري، قد يكون أحلاها مرٌ. واعتبر قادة عسكريون أن اﻹتهامات هي تمهيد لضربات روسية قد تستهدف قوات "شباب السنة" بهدف إضعافها وإجبارها على التنازل والرضوخ للمطالب الروسية، ما يعني انهيار اتفاق عمان وعودة المعارك إلى الجنوب السوري.

ولم يستبعد ناشطون أن تكون تلك اﻹتهامات مقدمة لضربة كيماوية قد يشنها النظام على مناطق سكنيّة جنوبي سوريا، واتهام المعارضة بتلك الهجمات في حال حدوثها، كما حدث في خان شيخون قبل شهور.

وقد يكون ذلك الإتهام بهدف الضغط على كل الفصائل التي تغرد خارج سرب اﻹتفاق الروسي-اﻷميركي، والذي أعطى لروسيا تفويضاً للحل في سوريا، بما يتوافق مع مصالحهما المشتركة، وسط إلزام جميع فصائل "الجبهة الجنوبية" باﻹلتزام بالاتفاق، والذي لم يُنفّذ منه سوى وقف اطلاق النار في الجنوب من دون أي توضيح لمعالم المرحلة المقبلة.

وكذلك فإن اﻹتهامات الروسية هي تهديد مباشر بإستخدام القوة ضد أي فصيل قد يرفض مستقبلاً الحل الذي تسعى روسيا لفرضه على السوريين.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها