الأحد 2017/04/09

آخر تحديث: 10:55 (بيروت)

الحسكة:يهربون من التجنيد..بالتطوع في شرطة النظام

الأحد 2017/04/09
الحسكة:يهربون من التجنيد..بالتطوع في شرطة النظام
الانضمام للشرطة يحمي العناصر من التجنيد الاجباري في صفوف قوات النظام و"قوات سوريا الديموقراطية" (انترنت)
increase حجم الخط decrease
أعلنت قيادة الشرطة النظام في محافظة الحسكة، أنها خرّجت 400 عنصر جديد من أبناء المحافظة، ليلتحقوا بجهاز الشرطة في مدينتي الحسكة والقامشلي. وقالت جريدة محلية في الحسكة موالية للنظام، الخميس، إن هؤلاء العناصر من المستفيدين من قرار عفو صادر عن الرئيس بشار الأسد، بعد فرارهم من الخدمة قبل سنوات.

مصادر خاصة قالت لـ"المدن" إن هذه الدفعة هي جزء من دفعات سيخرّجها النظام خلال الأسابيع القادمة، ومن المتوقع أن يصل العدد الإجمالي لعناصر الشرطة إلى أكثر من 5000 عنصر تخرّج منهم حتى الآن 2000. وتأتي هذه الخطوة بعد حلّ النظام قبل شهور لمليشيا "الدفاع الوطني" بعد ضغوط من سلطات "الإدارة الذاتية" التابعة لحزب "الاتحاد الديموقراطي"، عقب افتعال أكثر من 15 مواجهة مسلحة بين"وحدات حماية الشعب" و"الدفاع الوطني" في الحسكة والقامشلي، خلال العام الماضي. وتخوّف النظام أن يقوم عناصر "الدفاع الوطني" بالالتحاق بـ"قوات سوريا الديموقراطية" طمعاً في الرواتب العالية، خاصة بعد فشل الدعوات التي أطلقها محافظ الحسكة قبل شهرين لشباب المحافظة للالتحاق بـ"الفيلق الخامس" الذي ترعاه روسيا.

وقالت المصادر إنها لاحظت اقبالاً ملحوظاً من شباب المحافظة، للانخراط في شرطة النظام، وازدحاماً في مركز التطوّع الذي افتُتِحَ في الصالة الرياضية في مدينة الحسكة منذ منتصف آذار/مارس، خاصة من عناصر "الدفاع الوطني" السابقين. وتأتي هذه الاستجابة من هؤلاء الشباب للتجنيد في سلك الشرطة، كما يبدو، للتخلص من شبح الخدمة الإلزامية مع قوات النظام، إذ يُعفى من ينتسب لجهاز الشرطة من "خدمة العلم" و"خدمة الاحتياط". ولطالما قامت حواجز قوات النظام المنتشرة ضمن مدينة الحسكة وعلى مدخل مدينة القامشلي، باعتقال شباب المحافظة، والزج بهم على خطوط الجبهات، في معارك حلب وحماة ودمشق.

كما أن التطوع في الشرطة يُخلّصُ الشباب من ملاحقة الشرطة العسكرية التابعة لـ"الإدارة الذاتية"، المنتشرة في الأحياء السكنية، والزج بهم على خطوط التماس بين تنظيم "الدولة الإسلامية" ومليشيا "سوريا الديموقراطية" في أرياف الرقة وديرالزور. الصحاٍفي عبدالعزيز خليفة، قال لـ"المدن"، إنّ حملات التجنيد الاجباري التي تقوم بها الإدارة الذاتية  دفعت معظم شباب المحافظة إلى الهجرة. وأشار خليفة إلى أن الدوريات التابعة لـ"الإدارة الذاتية" تقوم غالباً بالضغط على أهل الشباب الفارين وعوائلهم، كي يعودوا ويلتحقوا بصفوفها، ولكنها تتغاضى عن الشباب الملتحقين بصفوف قوات النظام أو الشرطة التابعة له، في تنسيق على ما يبدو بشكل واضح بين الطرفين. ويكمل خليفة إن  قوات الأمن الأسايش تنفذ حملات التجنيد الاجباري من دون النظر إلى أعمار الشباب، وتم تسجيل اعتقال عدد من الأطفال وتجنيدهم.

ويلجأ الشباب إلى التطوع في جهاز الشرطة، بحسب مصادر "المدن"، لأن الخدمة فيها تبقى في مدن الحسكة والقامشلي، بعيداً عن خطوط الاشتباك، وهي أقرب للحالة المدنية، ويُقبل فيها من حمل شهادة ابتدائية فما فوق، بالإضافة إلى راتب يتراوح بين 40 و50 ألف ليرة سورية (100 دولار).

الناشط الإعلامي سراج الحسكاوي، قال لـ"المدن"، إن النظام يهدف من الشرطة إلى تحقيق جملة أهداف منها؛ ايجاد صيغة رسمية لعناصر "الدفاع الوطني" والمليشيات الاخرى واعطائهم صفة رسمية باسم "قوى الأمن الداخلي"، بعدما قام بحلها بضغط من "الإدارة الذاتية". والهدف البعيد أن يكون لهذه القوى، التي تعتبر نظرياً خارج اطار قوى القمع المباشر كالجيش والمليشيات، دور في مرحلة الحل السياسي الذي يتفاوض عليه النظام والمعارضة برعاية دولية. كما أن النظام يريد أن يكسب المكون العربي في المحافظة إلى جانبه، وإظهار الشرطة كقوة تقف في وجه المشروع الانفصالي الكردي.

وتأتي خطوة النظام بفتح باب التجنيد إلى جهاز الشرطة، لتضفي تعقيداً إضافياً على العلاقة بين قوات النظام وتشكيلاته المدنية والعسكرية وبين سلطة "الإدارة الذاتية" التابعة لـ"حزب الاتحاد الديموقراطي". ومن المتوقع اندلاع صدامات خاصة على مستوى القاعدة بين العناصر والمجموعات، ولكن هذا الأمر سيتم ضبطه من رأس الهرم في الطرفين، وإن تعقّد الأمر أكثر سيتدخل الضباط الروس كما حصل في آخر إشكال بين عناصر النظام وعناصر "الوحدات" قبل شهور في القامشلي، وأجبرت الطرفين على توقيع "اتفاق مصالحة".
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها