الأحد 2016/04/24

آخر تحديث: 13:02 (بيروت)

الحسكة:إيران تُصالح النظام والوحدات..وتثير نعرات ضد العرب

الأحد 2016/04/24
الحسكة:إيران تُصالح النظام والوحدات..وتثير نعرات ضد العرب
أصدرت "الإدارة الذاتية"، السبت، "عفواً عاماً" يشمل مرتكبي الجنح والجنايات ومتهمين بقضايا "الإرهاب" في سجون "الإدارة الذاتية" (أ ف ب)
increase حجم الخط decrease

أعلن رئيس "هيئة الداخلية" في "الإدارة الذاتية" كنعان بركات، ظهر الأحد، في مؤتمر صحافي في مدينة القامشلي، عن بنود اتفاق بين "وحدات حماية الشعب" الكردية والنظام، تقتضي إعادة النظر في تشكيل كتائب "الدفاع الوطني" تمهيداً لحلها، واحتفاظ كل طرف بمواقع سيطرته الحالية. وبدا بركات مرتبكاً في ردوده على أسئلة الصحافيين، وأجاب عن سؤال حول سبب حدوث الاشتباكات، بأن الأمر كان "مخططاً له"، وأضاف أنها خلّفت 28 ضحية 17 منهم من المدنيين، فيما كانت خسائر قوات النظام أكثر من ثلاثين قتيلاً، ومئة أسير.

وكان اجتماع ثلاثي، قد عُقد السبت، بين مسؤولين من النظام و"وحدات حماية الشعب" الكردية، والقيادي الإيراني في مطار القامشلي حاجي جواد، برعاية قيادات عسكرية روسية في محافظة الحسكة، بغرض التوصل إلى اتفاق لوقف نهائي للاشتباكات بين مليشيات النظام والوحدات.

الشرط الأساس للنظام هو العودة إلى الوضع الذي كان قائماً قبل 19 نيسان/إبريل 2016، بينما كانت شروط حزب "الاتحاد الديموقراطي" تتعلق بإيجاد حلّ لمليشيا "الدفاع الوطني" وعدم تدخل النظام في شؤون "الإدارة الذاتية" وصرف رواتب الموظفين الذين تم قطع رواتبهم لعدم التحاقهم بدورات تدريبية عسكرية.

يأتي هذا الاجتماع استكمالاً لاجتماع جرى في وقت متأخر من مساء الجمعة، في مطار القامشلي، فور وصول وفد النظام الذي ترأسته المستشارة السياسية للرئيس بثينة شعبان، وتم الاتفاق حينها على هدنة بين الطرفين.

اللافت في الاجتماعات الجارية منذ الجمعة، علاوة على أنها تُعقد من دون مشاركة مليشيا "الدفاع الوطني" وقائدها شيخ عشيرة طي محمد الفارس، فإنها تتم بالتزامن مع حالة توتر تشهدها المناطق المحيطة بمعقل "الدفاع الوطني" في حارة الطي في القامشلي. وتفرض "وحدات الحماية" حصاراً شديداً على الحي، في حين أفرغته مليشيا"الدفاع الوطني" من المدنيين تأهباً لاستئناف الاشتباكات. غياب "الدفاع الوطني" عن المفاوضات، وزيادة التصعيد ضد حارة طي، يضع الكثير من الأسئلة حول استعداد النظام للتخلص من "الدفاع الوطني"، ما يترك الباب مفتوحاً لتهجير عرب الطي من القامشلي.

الفارس غير المدعو إلى الاجتماع الذي عقد بين الأطراف المتصارعة، ظهر السبت لأول مرة على فضائية "روداو" الكردية، بخطاب مختلف، تنصل فيه من قيادته لمليشيا "الدفاع الوطني"، مؤكداً أنه لا يتفاوض مع العسكريين، كونه مدنياً. وطالب الفارس بالحوار بين المكونات المجتمعية والأطراف السياسية، في إشارة غريبة إلى "المجلس الوطني الكردي" المُمثل في "الإئتلاف" السوري المعارض. 

والفارس هو الوجيه العربي الوحيد الذي وظّف أبناء عشيرته في خدمة العمليات العسكرية للنظام، بخلاف عشيرتي الشمر والجبور؛ فالشمر بزعامة حميدي دهام الهادي تعمل مع "الاتحاد الديموقراطي" منذ سيطرت الوحدات على معبر تل كوجر-اليعربية الحدودي مع العراق، أواخر العام 2013. فيما الجبور التي يتركز تواجدها في مدينة الشدادي والريف الجنوبي للحسكة، ترتبط بشكل مباشر مع البرلماني العراقي مشعان الجبوري، الذي يمتلك أكثر من نصف الأراضي الزراعية في منطقة الشدادي، والمرتبط بالنظام السوري منذ أن كان معارضاً للرئيس العراقي السابق صدام حسين، والمتهم بتوجيه أبناء عشيرة الجبور للانضمام إلى تنظيم "الدولة الإسلامية".

من جهة أخرى، أصدرت "الإدارة الذاتية"، السبت، "عفواً عاماً" يشمل مرتكبي الجنح والجنايات وبعض المتهمين بقضايا "الإرهاب" المعتقلين في سجون "الإدارة الذاتية"، ومنهم المئات من أبناء العشائر العربية المتهمين من قبل "وحدات الحماية" بالانضمام لتنظيم "الدولة الإسلامية".

ويفهم من تزامن هذا العفو مع التطورات الأخيرة في القامشلي، بأنه يأتي في سياق حلّ التنظيمات العسكرية ذات الطابع العروبي وتوجيه عرب السنة في المنطقة نحو التنظيمات المرتبطة بالأجندات الإيرانية كتنظيم "الحشد الشعبي" في منطقة تل كوجر الذي تأسس بداية العام 2016 بإشراف قيادات أمنية ايرانية-سورية-عراقية. و"الحشد الشعبي" لم يتلق إلى الآن الشعبية المطلوبة، واقتصر عدد المنتسبين إلى دفعته التدريبية الأولى من السوريين واللاجئين العراقيين الموجودين في سوريا، على 53 عنصراً فقط.

القائد العام لـ"الأسايش"، القوات الأمنية التابعة لـ"الاتحاد الديموقراطي"، جوان ابراهيم، قال لوسائل الإعلام إن لا قوة للنظام في القامشلي والحسكة، لولا الدعم الذي يتلقاه من إيران و"حزب الله" الموجود في منطقة الجزيرة. وكان الوجود الإيراني في منطقة الجزيرة قبل التدخل الروسي في سوريا، واضحاً للعيان، عبر عناصر الاستخبارات الإيرانية المتواجدين في أغلب المدن الكردية، وكان من السهل رؤيتهم في المدن الصغيرة مثل الدرباسية والمالكية ورأس العين. بينما غلبت السرية على طبيعة تواجدهم في مدينتي الحسكة والقامشلي، ويؤكد النشطاء بأنهم يسكنون في المقرات الأمنية التابعة للنظام أو بالقرب منها.

إلا أن الوجود الايراني في منطقة الجزيرة، له امتدادات أعمق من الظاهر، إذ ترتبط المؤسسات المدنية والعسكرية لـ"الإدارة الذاتية" بالقيادي الكردي العلوي جميل باييق، رئيس جميع التنظيمات المرتبطة بحزب "العمال الكردستاني". وباييق يمثل حلقة الصلة بين "العمال الكردستاني" في جبال قنديل في شمال العراق، ومحور "الممانعة". وعلاوة على أن "وحدات الحماية" تُقاد من قبل كوادر "العمال الكردستاني" الأكراد-الأتراك والأكراد-الإيرانيين، فإن جميع مؤسسات "الإدارة الذاتية" تدار من قبل قائد عسكري مرتبط بشكل مباشر مع مركز "العمال" في قنديل، بالإضافة الى أن جميع الشخصيات القيادية الفاعلية في "الاتحاد الديموقراطي" جاؤوا من قنديل مع اندلاع الثورة السورية، مثل آلدار خليل وآسيا عبدالله وهدية يوسف وصالح مسلم وريدور خليل وحسين كوجر.

ويشير مراقبون، إلى أن الاشتباكات التي تجري بين حين وآخر في منطقة الجزيرة، بين الـ"وحدات" الكردية والقوى العربية السنيّة سواء كانت مرتبطة بالنظام أو تنظيم "الدولة"، فالهدف منها إثارة النعرات القومية، بهدف توظيفها لاحقاً في خدمة الأجندات الإيرانية الطائفية.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها