الإثنين 2016/01/11

آخر تحديث: 12:06 (بيروت)

"مساعدات" مضايا على مراحل.. والأولى بلا حليب للأطفال

الإثنين 2016/01/11
"مساعدات" مضايا على مراحل.. والأولى بلا حليب للأطفال
تعيش مضايا حصاراً قاسياً دخل شهره السادس (انترنت)
increase حجم الخط decrease
انطلقت صباح الإثنين، قافلة تحتوي مساعدات إنسانية من دمشق متجهة إلى بلدة مضايا في ريفها الشمالي الغربي.وتتضمن القافلة 12 شاحنة؛ 10 منها تحمل 7800 سلة غذائية، و7800 كيساً من الطحين، أما الشاحنتان المتبقيتان فتحويان على مساعدات طبية غير جراحية، وستخلو هذه القافلة من حليب الأطفال.

وصرّح مصدر في "الأمم المتحدة" لـ"المدن" بأنه وبالتزامن مع قافلة مضايا، فإن قافلة مساعدات ستتجه إلى بلدة كفريا في ريف إدلب، وستنطلق من دمشق، حاملة معها 4000 سلة غذائية و4000 كيس طحين. ويبلغ عدد المدنيين في الفوعة وكفريا، اللتين تحاصرهما المعارضة المسلحة في ريف إدلب، بحسب أرقام "الأمم المتحدة" 12500 شخص.

واللافت أن دخول المساعدات إلى كفريا لم يتم من تركيا، على غرار القافلة السابقة. وقال المصدر لـ"المدن"، إن ذلك جاء نتيجة إصرار "حركة أحرار الشام" على تطابق مواصفات المواد المرسلة إلى المنطقتين، بعد التخوف من تكرار حادثة "البسكويت الفاسد" الذي أدخل إلى مضايا والزبداني في قافلة 18 تشرين الأول/أكتوبر 2015. وستسلك القافلة المتجهة إلى قريتي الفوعة وكفريا، طريق قلعة المضيق، على غرار قوافل صفقتي قدسيا والوعر.

وأضاف المصدر أن المساعدات، سيتم إرسالها على ثلاث دفعات، إلى بلدة مضايا، وبالتوازي إلى كفريا والفوعة، حيث ستدخل الإثنين، المساعدات الغذائية والطبية، في حين ستنطلق الدفعة الثانية، الخميس أو الجمعة، وتتضمن بطانيات وملابس شتوية والأملاح والمتممات الغذائية عالية الطاقة.

أما الدفعة الثالثة، فستتضمن محروقات التدفئة، وقال المصدر إن حصة مضايا ستكون 80 ألف لتر.

وكان من المفروض دخول القافلة مباشرة إلى مضايا، بعد تنفيذ عملية إخلاء الجرحى من الزبداني والفوعة-كفريا، بحسب اتفاقية الزبداني-الفوعة، إلا أن النظام ماطل في الموافقة على طلب إدخال المساعدات المقدمة من "الأمم المتحدة"، ثم وافق تحت الضغط الإعلامي للحملات والمظاهرات تضامناً مع المحاصرين في مضايا، والمناشدات الدولية وتصريحات المنظمات الحقوقية عن تردي الوضع الإنساني في البلدة.
 
رئيس "المجلس المحلي لبلدة مضايا" موسى المالح، قال لـ"المدن": "قبيل إعلان قرب دخول المساعدات المترافق مع فضحنا لجرائم حزب الله واستخدامه الجوع سلاحاً لقتلنا، قامت مليشيا حزب الله ومليشيا الدفاع الوطني، بتهجير عشر عائلات من أهالي الزبداني المتواجدين في بلدة بلودان ومنطقة المعمورة الواقعتين تحت سيطرتهم، وترحيلهم بواسطة سيارات زيل عسكرية إلى بلدة مضايا، ليعيشوا الحصار مع بقية المدنيين المتواجدين فيها، كوسيلة ضغط".

يتابع المالح قائلاً: "في حركة مفلسة للدفاع عن حصارهم غير الأخلاقي، قام عناصر حزب الله في حاجز قوس مضايا، الواقع على مدخل البلدة، باستغلال جوع الأطفال، وتقديم قطع بسكويت لهم، مقابل الهتاف لحزب الله وقوات النظام، والقول بإن (المسلحين) في مضايا استحوذوا على دفعة المساعدات الماضية، وذلك أمام كاميرا تلفزيون المنار". كما رصدت كاميرا الحزب، بعض المدنيين، الذين أتوا إلى منطقة الحاجز بعد نشر إشاعة عن السماح للمُحاصَرِين بالخروج من مضايا، وتوزيع رغيف خبز واحد لكل شخص بالغ.

وإمعاناً في الفبركة، بثّت مليشيا الحزب، تلك المقاطع المصنوعة من جوع الناس، على أنها من داخل مضايا. ومنطقة الحاجز هي خارج البلدة، وتحت سيطرة مليشيا الحزب. عناصر المليشيا لم يفوتوا فرصة بيع ما تبقى لديهم من أرز وبرغل، بسعر 100-150 دولار للكيلوغرام الواحد، قبل أن تكسد بضاعتهم فور دخول المساعدات.

وتعيش مضايا حصاراً قاسياً دخل شهره السادس، وتخلله إدخال قافلة مساعدات في 18 تشرين الأول/أكتوبر 2015، لم تكفِ الـ42 ألف مدني المحاصرين داخلها، لأكثر من أسبوع. وعاش المُحاصَرون بعدها حالة جوع رهيب بلغت أوجها في الأسابيع القليلة الماضية، وأدت إلى وفاة 40 شخصاً بسبب نقص التغذية، وثقت أسماءهم "الهيئة الطبية في بلدة مضايا"، وكان آخرهم المهندس مصطفى زين الرفاعي، الذي قضى، الأحد، نتيجة توقف قلبه بشكل مفاجئ بسبب سوء التغذية. وذلك بالإضافة إلى مقتل 21 مدنياً أثناء محاولتهم الخروج من الحصار، بعدما تمّ قنصهم من قبل مليشيا "حزب الله" التي تحاصر البلدة، أو نتيجة تعرضهم لانفجار ألغام مضادة للأفراد، كانت الميليشيا قد زرعت منها حوالي 6000 لغم في البساتين المحيطة بمضايا.

وقد أشار مصدر "المدن" إلى أن المساعدات الغذائية لن تدخل مدينة الزبداني، الإثنين، رغم دخول مساعدات إليها المرة الماضية، وأن تفاوضاً يجري على هذا الموضوع، و"الأمور إيجابية" بحسب المصدر.

وفي الزبداني، أجريت الأحد، صفقة تبادل بين ميليشيا "حزب الله" وثوار الزبداني المُحاصَرين في مدينتهم، وتمت مبادلة جثامين سبعة قتلى من الثوار وتحرير أسير واحد هو عدنان رحمة، مقابل تسلم ميليشيا الحزب جثتي مقاتلين من عناصره وأسير واحد من قوات النظام.

وقال رئيس "الهيئة الطبية في مدينة الزبداني" لـ"المدن" أبو نضال، إنه خلال فترة الهدنة المليئة بالخروقات، من قبل "حزب الله" وقوات النظام، وحصار الثوار في مدينة الزبداني، كانت هناك محاولات من قبل المعارضة لكسر هذا الحصار، فشلت اثنتان منها نتيجة وقوع الثوار في كمائن أثناء محاولتهم إدخال الطعام، وقتل في المرة الأولى اثنان منهم وفي الثانية ستة. وقد تبيّن لاحقاً أن عدنان رحمة لم يقتل بل أصيب فقط، فبدأت المفاوضات لاتمام عملية المبادلة، وتم تسليمنا جثامين القتلى، وتحرير الأسير رحمة.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها