الثلاثاء 2015/03/10

آخر تحديث: 14:42 (بيروت)

سوريا: "كوماندوس" غربي في صفوف "وحدات الحماية"

الثلاثاء 2015/03/10
سوريا: "كوماندوس" غربي في صفوف "وحدات الحماية"
ثمة احتمال بأن يكونوا عناصر في أجهزة استخبارات تتسابق إلى مناطق الصراع، لدراستها.
increase حجم الخط decrease
منذ بداية معارك عين العرب "كوباني" بريف حلب الشرقي، ظهر مقاتلون أجانب إلى جانب حزب "الإتحاد الديمقراطي" الكردي، وذراعه العسكري "وحدات حماية الشعب". ومن المؤكد أن هؤلاء مقاتلون محترفون، لا مجرد هواة دفعتهم العاطفة للقتال إلى جانب القوات الكردية. وثمة احتمال بأن يكونوا عناصر في أجهزة استخبارات تتسابق إلى مناطق الصراع، لدراستها.

ففي 7 أذار/مارس، قتلت المجندة الألمانية "أيفانا هوفمان"، في منطقة تل تمر بريف الحسكة، خلال مواجهات خاضتها "وحدات حماية الشعب" الكردية مع تنظيم الدولة الإسلامية. وأعلن "الحزب الشيوعي الماركسي اللينيني" المتحالف مع وحدات الحماية عن مقتل هوفمان، وقال إنها في العشرينات من العمر، وتنحدر من أصول أفريقية، ومن مواليد دولة ألمانيا الفيدرالية. في حين لم يعلن الموقع الرسمي لوحدات الحماية، شيئاً بخصوص هوفمان، كما جرت العادة في التعامل مع قتلى مقاتلي الوحدات.

ولأيفانا هوفمان إسم الحركي هو "أفاشين تكوشين كونيش"، وهي من مواليد أيلول/سبتمبر 1995، وقد التحقت بصفوف وحدات الحماية الشعب قبل ستة أشهر. ولم تتوافر تفاصيل عن تشييعها أو دفنها.

والقصة ابتدأت بالتحاق مجندة اسرائيلية تدعى "جيل روزنبيرغ" المنحدرة من أصول كندية، والبالغة 31 عاماً، بوحدات الحماية في تشرين ثاني/نوفمبر 2014. وفي تصريح نسب إليها قالت إنها تواصلت عبر الإنترنت مع مقاتلين أكراد وتلقت تدريبات على الحدود العراقية السورية. وقد علّقت الإذاعة الإسرائيلية في 10 تشرين ثاني/نوفمبر 2014، على الخبر بالقول: "هذه المرأة قررت دعم الأكراد من خلال خبرتها العسكرية التي اكتسبتها خلال خدمتها في الجيش الإسرائيلي".

جوردن ماتسون، أحد هؤلاء المقاتلين، رغم أنه ينتسب للجيش الأميركي. وعلى صفحته في موقع التواصل الاجتماعي "فايسبوك"، نجده يظهر تارةً في عين العرب وتارة في سنجار داخل العراق، ثم في ناحية تل حميس شمال شرقي سوريا. إحدى الصور جمعته مع شخص يدعى "كوستا"، وقال جوردون عنه بإنه من "الكوماندوس البريطاني" التابع للقوات الملكية البحرية، وأضاف أنه رافقه في بلدة جزعة السوري مقابل منطقة سنجار. صورة أخرى لجوردن كان قد نشرها بتاريخ 4 أذار/مارس 2015، مع مقاتل من حزب العمال الكردستاني PKK، يدعى الرفيق "مسيحا"، يدوّن فيها اسمه بالإنكليزية على واجهة إحدى المحال التجارية المغلقة في تل حميس. جوردان نشر في 27 شباط/فبراير مقطعاً مصوراً من وسط ناحية تل حميس، التي انسحب منها تنظيم الدولة بعد القصف المكثف للطيران والذي مهّد لدخول تلك القوات إلى ناحية تل حميس دون معارك برية موسعة. ويمكن تفسير وجود العناصر الغربية بأعداد محدودة، في إطار تقديم الدعم اللوجستي، والتنسيق، مع قوات التحالف الدولي.

كما نشرت في الموقع الرسمي لقوات الحماية صور لمقاتلين اثنين؛ أسترالي وبريطاني، فقدوا حياتهم أثناء معارك ضد تنظيم الدولة. وفي الصور ظهرت أسماؤهم الحقيقية والحركية ذات الدلالات الكردية. ولم تخل الصور من راية الوحدات، وكلمة شهيد. كما نشر الموقع الرسمي للوحدات، السجل الخاص بالمقاتل البريطاني الذي قتل في معارك في محافظة الحسكة قرب ناحية تل براك، في 2 آذار/مارس 2015. وأضاف بيان الوحدات بأن "كمال" هو الاسم الحركي للمقاتل البريطاني "كونستاندنو سجورف ايلد" المولود في انكلترا.

الموقع نشر أيضاً تفاصيل عن المقاتل الأسترالي "آسه بري جونستون" المعروف باسم "باكوك سرحد"، الذي قضى في المعارك ضد تنظيم الدولة في قرية غسان على الحدود السورية العراقية، بالقرب من منطقة سنجار، في 23 شباط/فبراير 2015، عندما بدأت قوات كردية بالتقدم داخل الأراضي السورية، بعد قصف جوي مكثف. ولجونستون صور نشرها جوردون ماتسون في صفحة "الفايسبوك" الخاصة به، كما جمعتهما صور أخرى مع مقاتلين آخرين من جنسيات أوربية.

ويُعتقد بأن معنويات أنصار ومقاتلي الوحدات، ترتفع أثناء وجود مقاتلين "غربيين" إلى جانبهم، الأمر الذي يشعرهم بأنهم ليسوا مجرد مقاتلين في ميليشيات مدرجة على قوائم "الإرهاب" الدولية، كحزب العمال الكردستاني. فهذه المليشيات أصبحت قوى يتعامل معها الغرب، في "مكافحة الإرهاب".
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها