السبت 2015/01/17

آخر تحديث: 19:35 (بيروت)

دعوة روسية جديدة لم تغيّر رأي الائتلاف بـ"لقاء موسكو"

السبت 2015/01/17
دعوة روسية جديدة لم تغيّر رأي الائتلاف بـ"لقاء موسكو"
قد تكون موسكو نصبت فخاً للائتلاف بدعوته ككيان سياسي لتثبت أن رفضه حضور المباحثات ليس اعتراضاً على طريقة الدعوة
increase حجم الخط decrease
مبادرات سياسية كثيرة تطرح لحل الأزمة السورية المستمرة منذ أربع سنوات. بعض هذه المبادرات تقضي بحل الخلافات بين صفوف المعارضة، كالمبادرة المصرية لجمع أطياف المعارضة في القاهرة، وبعضها الآخر لحل الأزمة السورية بين النظام والمعارضة وأبرزها المبادرة الروسية. وعلى الرغم من كل هذه الدعوات والمبادرات السياسية، إلا أن أياً منها لم ينجح في الوصول الى حل ينهي معاناة السوريين.


ولا يبدو الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية مقتنعاً بأن موسكو يمكن أن تكون جزءاً من الحل في سوريا، خاصة بعد دعمها غير المحدود لنظام الرئيس السوري بشار الأسد، إذ يرى الائتلاف أن موسكو هي "جزء من المشكلة ولا يمكن أن تتحول فجأة الى جزء من الحل" حسب قول أحد أعضاء الائتلاف الوطني لـ"المدن".


الموقف الحاسم للائتلاف برفض مباحثات موسكو، يبدو أنه أجبر الأخيرة على تقديم دعوة جديدة للائتلاف ككيان سياسي. وقد تكون الدعوة فخاً روسياً، وقع في شركه الائتلاف عندما رفضها، وبذلك أثبتت موسكو أن التعطيل من الائتلاف الذي اتخذ من طريقة توجيه روسيا للدعوات ذريعة لرفض الحضور.  فهو الآن بات يرفض المشاركة على نطاق الأفراد، وككيان سياسي.


وقال قيادي في الائتلاف، طلب من "المدن" عدم الكشف عن اسمه، إنه حتى مع الدعوة الجديدة "لن نشارك في اجتماعات موسكو. هذه الدعوات لا تعني الائتلاف بأي شيء". وأكد القيادي أن موسكو وجهة الدعوة للائتلاف باسم رئيسه الجديد، خالد خوجة، وأشار إلى أن خوجة لن يشارك في هذا الاجتماع "لا بصفته رئيسا للائتلاف ولا بصفته الشخصية"، وبرر ذلك بأن الائتلاف ما زال يتمسك بمحددات "جنيف 1" وفي مقدمتها تشكيل "حكومة انتقالية بكامل الصلاحيات لا مكان للاسد فيها" كشرط أساسي للدخول في أي عملية تفاوضية.


واعتبر المصدر أن "أن اجتماع موسكو لا يتجاوز أن يكون دردشة سياسية، وليس إطاراً للحل، خصوصاً مع تعنّت موسكو وتمسكها ببقاء الاسد. لا يمكن أن يكون هناك مكان لبشار الأسد ونظامه في مستقبل سوريا".


وكانت شخصيات كثيرة داخل صفوف الائتلاف الوطني قد رفضت دعوات موسكو للمشاركة في اللقاء المزمع عقده في السادس والعشرين من الشهر الحالي، لاسيما أن موسكو وجهت الدعوات على اعتبار المدعوين شخصيات معارضة وليس ممثلي كتل سياسية ضمن الائتلاف.


من جانب آخر، قال المتحدث باسم الائتلاف، سالم المسلط، في مؤتمر صحافي، تحدث فيه عن التحضيرات الجارية لاجتماع المعارضة في القاهرة، إن الائتلاف ما زال ينتظر رد هيئة التنسيق الوطني حول مذكرة التفاهم التي أرسلها الائتلاف من أجل الوصول الى اتفاق يضم أطياف المعارضة السورية، وتضمنت المذكرة رؤية الائتلاف للحل السياسي القائم على "اعتماد بيان جنيف وقرارات مجلس الأمن المعنية بالشأن السوري كأساس للحل السياسي في سوريا، وإطار للعملية التفاوضية برعاية دولية". وشددت المذكرة على التعاون بين جميع أطراف المعارضة السورية لعقد لقاءات تشاورية وطنية كمقدمة لعقد "مؤتمر وطني جامع"، بالإضافة إلى تشكيل لجنة من الائتلاف وهيئة التنسيق من أجل استكمال الحوار بينهما.


وأكد المسلط أن "المذكرة تمثل ثوابت الثورة التي حددها السوريون، ولا يملك الائتلاف حق تغيير هذه المبادئ والثوابت أو التلاعب بها، وأن الائتلاف حدد أفكار هذه المذكرة بعد التشاور مع القوى الثورية والعسكرية والمجالس المحلية، وذلك لبلورة موقف مشترك يخدم أهداف الثورة السورية". ونفى في الوقت ذاته أن يكون الائتلاف قد شكل وفداً للذهاب إلى القاهرة.      

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها