الجمعة 2014/04/04

آخر تحديث: 01:10 (بيروت)

مصر: الاجناد والانصار..على الخطى السورية

مصر: الاجناد والانصار..على الخطى السورية
يميل التنظيم المصري إلى ناحية "داعش" الأكثر تطرفاً (أ ف ب)
increase حجم الخط decrease
اضطربت وسائل الإعلام المصرية، في تحديد اسم الجماعة المسؤولة عن تفجير العبوات الناسفة بجامعة القاهرة قبل يومين، حيث لم تعتد الصحافة المحلية بعد، على تنوع أسماء الجماعات المسلحة. ولعل ذلك انعكاس لأحادية الرواية الأمنية الرسمية، والتي تعتبر الإخوان المسلمين جماعة إرهابية، وفق قرار مجلس الوزراء الصادر في كانون أول/ديسمبر الماضي، وتصرّ على معاملة بقية الجماعات المسلحة كأذرع تابعة للإخوان.
 
وعلى الرغم من إصدار جماعة "أجناد مصر" بياناً تعلن فيه مسؤوليتها عن تفجيرات جامعة القاهرة، إلا أن قناة "الحياة" المصرية، قد أذاعت أن "أنصار بيت المقدس" هي المسؤولة. وهو ما دفع الصحافة الإلكترونية للنشر خطأً عن تنفيذ التفجيرات بالتنسيق بين الجماعتين.
 
ليست هذه المرة الأولى التي يتجاهل فيها الإعلام، البيانات المكتوبة والمرئية الصادرة عن الجماعات المسلحة الناشئة. فالتنظيم الأشهر، "أنصار بيت المقدس"، لم يتوقف عن إصدار التسجيلات المرئية الطويلة والبيانات الإعلامية النصية، منذ صيف العام 2012. إلا أن وسائل الإعلام لم تلتفت إليه، إلا بعد التفجير الضخم الذي استهدف مديرية أمن الدقهلية بمدينة المنصورة، في كانون الأول/ديسمبر الماضي.
 
بدورها، أصدرت جماعة "أجناد مصر" أربعة بيانات سابقة، في مطلع العام الجاري، أعلنت فيها مسؤوليتها عن استهداف قوات للشرطة في قسم شرطة "الطالبية"، وعلى محور 26 يوليو. كذلك في استهداف قوات الأمن المركزي، بالقرب من محطة مترو الأنفاق "البحوث". كما في التسلل إلى داخل معسكر للأمن المركزي على طريق "القاهرة – الإسكندرية" الصحراوي وتفجير ناقلة جنود وقتل وإصابة من فيها.
 
ولأن مناطق أغلب عمليات "أجناد مصر" تقع في محيط محافظة الجيزة، بما في ذلك جامعة القاهرة. فذلك ربما ما تسبب في التباس، حتى لدى قيادة "أنصار بيت المقدس"، حين أعلنت مسؤوليتها عن عملية محطة البحوث في كانون الثاني/يناير الماضي. ثم سرعان ما تراجعت واعتذرت، موضحة أن الأمر اختلط على قيادتها، بسبب وجود خلية تابعة للتنظيم في محافظة الجيزة.
 
بدا حينها وكأن "أنصار بيت المقدس" لا تريد أن تنسب عمليات "إخوانهم" في "أجناد مصر" إلى نفسها كذباً، اتقاءً لأن يكونوا ممن "يحبون أن يُحمدوا بما لم يفعلوا". وأظهر بيان التراجع، الذي اشتمل على قائمة طويلة بعملياتهم الحقيقية، أن التنظيم يتسم بمرونة كبيرة في الإتصال بين خلاياه التي بدأت في الانتشار من سيناء إلى وادي النيل عقب مذابح السلطة في صفوف الإسلاميين.
 
حملت بيانات "أجناد مصر" كلها عنوان الحملة التي تضم عملياتها أي "حملة ولكم في القصاص حياة". ولم تخلُ طبعاً من تأكيد حرصها على سلامة المدنيين واصفةً إياهم بعبارة "أهلنا". أيضاً فالبيان الخامس للأجناد، زعم بأن بعض العلميات قد تم إلغاؤها حرصاً على سلامة الأبرياء من المارة، كما استعرض التنظيم مهاراته التقنية، وادّعى أنه خفّف من القوة التدميرية لبعض العبوات كي لا يطال التفجير مدنيين غير مستهدفين.
 
يتشابه خطاب "أنصار بيت المقدس" و"أجناد مصر" في الاستناد إلى نصوص دينية ومزجها بالتحريض على الثأر "للمسلمين" عموماً و"للحرائر" خصوصاً. إلا أن نبرة التكفير لدى "الأنصار" أعلى وأكثر صراحة. أما "أجناد مصر" فيغلب على خطابهم التحريض الإجتماعي الديني وليس الجهادي العقائدي، إذ لا تحمل بياناتهم نزعة تكفيرية واضحة.
 
بحسب المراقبين، فإن التحولات التي شهدتها "أنصار بيت المقدس"، في سيناء ووادي النيل، وتحول خطابها قد تأثر بوضوح بالانشقاق الواقع بين تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" (داعش) وبين "القاعدة" الأم. حيث يميل التنظيم المصري إلى ناحية "داعش" الأكثر تطرفاً. ورغم أنه لم يُثبتُ بعد، وجود لتنظيم "أنصار الشريعة" من شمال أفريقيا إلى وادي النيل، عبر محافظة مطروح الحدودية الغربية. إلا أن بروز العمليات النوعية للتنظيم الوليد، "أجناد مصر"، ينبيء بسير مشهد العنف الديني في مصر على خطى فوضى الأطياف الجهادية والتكفيرية في الحالة السورية.
 
increase حجم الخط decrease