موت الحامل ميرنا غمراوي.. "شهيدة" الأوكسيجين لا الكهرباء

المدن - مجتمع
الجمعة   2020/07/31
فارقت الحياة وهي حامل بتوأم في شهرها السابع (المدن)

في ظلّ استمرار انقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة في لبنان، وما يرافقها من نمط جديد في "التقنين" يتبعه أصحاب المولدات الكهربائية، انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي خبر مفاده أنّ مواطنة تدعى ميرنا غمراوي، تعيش في منطقة البداوي شمالاً، فارقت الحياة ليل الخميس، وهي حامل بتوأم في شهرها السابع بعد انتظار 18 عامًا من دون حمل، نتيجة ضيق تنفسها ليلًا جراء انقطاع التيار الكهربائي عن منزلها، وانطفاء أجهزة التكييف في ظل الارتفاع الكبير بدرجات الحرارة.  

ولأنّ الثقة معدومة بالدولة التي تعجز منذ عقود عن توفير حلٍ جذري في ملف الكهرباء المليء بالفساد، سارع الناس وأهالي المنطقة ورفاق ميرنا إلى تحميل السلطة مسؤولية وفاتها، وأعطوها لقب "شهيدة الكهرباء".  

رواية مختلفة
لكن في الحقيقة، رواية وفاة ميرنا، البالغة 37 عامًا، يمكن وضعها في سياق مأسوي آخر يختصره والدها بالقول "وفاة ميرنا قضاء وقدر، ضيق تنفس شديد بسبب الحمل وارتفاع حرارة الطقس". 

ميرنا، وهي مدرسة في التعليم المهني، تعيش وحدها في المنزل مع العاملة لديها، التي ترعى الاهتمام بصحتها. وزوجها مغترب يعمل في السعودية. ويفيد شقيق زوجها أسامة حنوف "المدن"، أن ميرنا قد توفيت إثر حالة صحية تعاني منها في جهازها التنفسي، وفارقت الحياة ليلاً، رغم توفر الكهرباء وأجهزة التكييف. إذ عانت من ضيق شديد بالتنفس، ولم تلحق العاملة لديها بإسعافها بواسطة الأوكسيجين الاصطناعي، ولم تستطع فرقة إسعاف الصليب الأحمر إنقاذها قبل الوصول بها إلى المستشفى، ففارقت الحياة مع الجنينين في بطنها، من دون أن تحقق حلمها بالإنجاب.