"حرب" مخابرات الجيش على عصابات الضاحية والشويفات: 120 معتقلاً

محمد علوش
الأحد   2023/05/14
الوضع الأمني في منطقة الضاحية الجنوبية والشويفات لا يبشر بخير (Getty)

لا يُبشّر الوضع الأمني في منطقة الضاحية الجنوبية والشويفات بخير. فالوضع الاقتصادي الصعب وانعكاسه على حال الأجهزة الأمنية، كما الشعور بضعف أجهزة الدولة، أمور تجعل المجرم يتمادى بأعماله الجرمية. لكن رغم كل الصعوبات، تسعى مخابرات الجيش اللبناني لفعل ما بوسعها من أجل ضبط الوضع ومنع التفلت.

لأجل ذلك، وحسب مصادر أمنية، شنّت مديرية المخابرات بالجيش اللبناني، مكتب أمن الضاحية الجنوبية، حملة أمنية "سرية" واسعة خلال شهري آذار ونيسان، نتج عنها عدد كبير من الاعتقالات المهمة، زاد عددها عن 120 توقيفاً لمطلوبين خطرين، يشكلون تهديداً للسلامة العامة.

أبرز التوقيفات
في الأول من آذار، ألقت مخابرات الجيش اللبناني القبض على ف. ش، وهو من أهم وأبرز المطلوبين في منطقة صبرا، وبحقه العديد من وثائق إطلاق النار، ومتهم بتنفيذ جريمتي قتل، وجرح آخرين، بالإضافة إلى كونه من الأشخاص الذين يرد بحقهم شكاوى فرض خوات، وسرقة دراجات نارية، كما أنه متهم -حسب المصادر الأمنية- بتأليف عصابة مسلحة للسرقة والسلب، نفذت العديد من عمليات السرقة، بالإضافة إلى نشاطه في ترويج المخدرات، وتجارة الأسلحة الحربية.

الحرب على السرقة والمخدرات لم تتوقف، تقول المصادر، مشيرة إلى أنه بتاريخ 5 آذار الماضي، تعرض تاجر مخدرات معروف في منطقة صحراء الشويفات إلى ضربة أمنية، أسفرت عن توقيف أحد أهم مروجيه، وهو ح.ح من الجنسية السورية، حيث كان يُدير الرجل شبكة ترويج لصالح التاجر، وقد ضُبطت بحوزته كميات كبيرة من المخدرات تفوق قيمتها العشرين ألف دولار.

بعدها بأيام قليلة، وبعد جهد مخابراتي، واشتباكات بين الدورية والمطلوب، تمكن عناصر المخابرات بالجيش اللبناني من توقيف "الزغلول" في محلة حي السلم. وهذا الموقوف يُعد من أهم سارقي الدراجات النارية في المنطقة، وقد اعترف بسرقة 350 دراجة نارية، و250 هاتفاً، وقيامه بسرقة 7 منازل، إلى جانب دوره في ترويج المخدرات أيضاً.

في 12 آذار كانت حصيلة التوقيفات المهمة شخصين. الأول، وهو الملقب بـ"النمس"، تم توقيفه في محلة الجاموس، وهو سارق محترف اعترف بتنفيذه ما يزيد عن 150 عملية سرقة لمحال تجارية، مقاه، منازل، وهواتف، بالإضافة إلى سطوه على عدد كبير من صناديق الصدقات. أما التوقيف المهم الثاني، فكان للسوري ع.م في صحراء الشويفات، وهو أيضاً من أهم المروجين لصالح تاجر مخدرات معروف في المنطقة، وضُبط بحوزته عدد كبير من أكياس الكوكايين. وتُشير المصادر إلى أن الضربة الثانية للتاجر نفسه كانت بعدها بأسبوع، حين تم توقيف ا.ج وبحوزته كميات كبيرة من المخدرات التي تعود ملكيتها للتاجر.

في شهر نيسان استمرت الحرب. إذ تكشف المصادر أن الثلث الأخير من الشهر شهد توقيفات مهمة، أبرزها توقيف ع. ز. وقد اعترف بتنفيذ 100 عملية سرقة لدراجات نارية، كما تم إلقاء القبض على مطلوب مهم جداً هو ع.م، متورط بتجارة المخدرات وتجارة السلاح وتأليف عصابة سطو مسلح، وبحقه الكثير من مذكرات التوقيف.

وفي أواخر شهر نيسان، أوقفت دورية لعناصر المخابرات بالجيش اللبناني أحد المتورطين بقتل عسكري من مخابرات البقاع. كما تم توقيف السوري ع.ع الذي ينتمي إلى تنظيم داعش الارهابي ونفذ عدة عمليات قتل.

الحرب مستمرة
تؤكد المصادر الأمنية أن الحرب على المخدرات والسرقة وجرائم القتل مستمرة، مشيرة إلى أن جهداً كبيراً يتم وضعه في هذه المنطقة، بسبب الكثافة السكانية الموجودة بها، وسهولة عمل العصابات، مشددة على أن "شعور الراحة" الذي يحاول المجرمون الإحساس به لن يتحقق. وتُشير المصادر إلى أن أعداد الموقوفين كان يمكن أن تكون أكبر لو يمارس القضاء عمله بسرعة، بما يُتيح إفساح المجال لتوافد موقوفين جدد.