مجلس النواب "ينفجر" طائفياً: حفلة شتائم مقذعة

المدن - لبنان
الثلاثاء   2023/03/28
سامي الجميّل: إذا أخبرتكم بما حصل سأكون مساهماً بفتنة يريد البعض جرّ البلد إليها (علي علوش)
اشتعلت جلسة اللجان النيابية المشتركة، صراخاً وتضارباً بالأيدي -كما تقول بعض المعلومات- التي تحاول تلطيف ما جرى بالإشارة إلى أنه تدافع فقط. فيما كان ثمة سعي بين النواب لإبقاء الأمر داخل أروقة القاعة العامة، كي لا تكون انعكاساته خطرة. إنه الصراع السياسي بخلفيات طائفية ومذهبية. وهو صراع يجد حلبته مجدداً في المجلس النيابي بمفعول رجعي، على قاعدة من يسعى إلى تعطيل عمل المجلس ومن يريد تفعيل عمله في ظل الفراغ. 

كلام بذيء وتدافع
سجالات وخلافات وكلام نابٍ ومس بالمقدسات، كما يتسرّب من داخل الجلسة، التي انتهت إلى لا شيء، سوى إضفاء المزيد من التشنج والتوتر في البلاد. مع بدء جلسة اللجان المشتركة، التي اجتمعت بعد ظهر اليوم لمناقشة جدول من 8 بنود، علا الصراخ من داخل الهيئة العامة بسبب سجال بين النائبين ملحم خلف وغازي زعيتر، على خلفية دعوة خلف لانتخاب رئيس جمهورية. وما إن دعا خلف النواب إلى انتخاب رئيس جمهورية، حتى ردّ عليه زعيتر معتبراً كلامه "مش بالنظام". وارتفع سقف النقاش بين النائبين، وصدر عن زعيتر كلام غير مسبوق في المجلس إذا قال لأحد النواب "شو هالبضاعة"، وتوجّه لخلف بالقول "متل صباطي". ولاحقا، ارتفعت الأصوات من جديد، وأفيد عن إشكال كبير بين النائبين علي حسن خليل وسامي الجميل، على خلفية السحوبات الخاصة. وحسب ما نقل أيضاً، قد شهد الإشكال بعض التدافع.

تفاصيل الإشكال
واثناء مناقشة موضوع تمويل الانتخابات البلدية في جلسة اللجان النيابية المشتركة طرح رئيس حزب "الكتائب اللبنانية" النائب سامي الجميّل اكثر من احتمال لكيفية تأمين الأموال دون الحاجة الى انعقاد جلسة تشريعية لمجلس النواب والتي هي غير دستورية بحكم الشغور الرئاسي. من ضمن الخيارات امكانية التمويل من لهيئة العليا للإغاثة او من مصرف لبنان الذي يصرف يومياً اضعاف المبلغ المطلوب والذي يقدر بثمانية ملايين دولار. كما طرح امكانية استعمال اموال السحب الخاصة SDR التي تستعمل اليوم لأغراض متعددة وصولاً حتى الى تنظيف الوزارات. هنا تدخل النائب علي حسن خليل ليقول:" ان احد رؤساء الأحزاب يريد مخالفة الدستور ويطلب من مجلس الوزراء مخالفة الدستور. فقاطعه النائب سامي الجميل قائلاً: " استغرب كيف ان حضرة الزميل يعطينا امثولة في كيفية احترام الدستور والقوانين والقضاء". فانفعل الخليل ورد على رئيس الكتائب قائلاً: " انت مجرم ابن مجرم ومن عائلة مجرمة ".

وفي السياق، قال النائب ياسين ياسين إنه "لم يحصل تضارب بين النواب بل ارتفعت الأصوات" و"القلوب مليانة". ومن جهته، أكّد النائب هادي أبو الحسن، أنه "منذ يومين ونحن نحاول ضبط الأمور. ربما نجحنا بموضوع "الساعة" لكن الجو مشحون بشكل عام". وبدورها، قالت النائبة بولا يعقوبيان: "شكلن بدن يعملو mini حرب أهلية، ليطيرو الانتخابات البلدية"، والنائب ملحم خلف سمع كلمة "شو هالبضاعة" من النائب غازي زعيتر".

الجميّل: بعهدة برّي
بعدالإشكال الذي حصل بين النائبين سامي الجميّل وعلي حسن خليل، على خلفية ملف الانتخابات البلدية والسحوبات الخاصة، تحدّث النائب الجميّل في مؤتمر صحافي من مجلس النواب قائلاً: "أضع بعهدة الرئيس برّي ما حصل اليوم في جلسة اللجان ولن أخبر ما حصل لكي لا أساهم بحصول فتنة". وأضاف، "لن أدخل في تفاصيل الإشكال الذي حصل وسأضعه بعهدة الرئيس برّي، لنرى كيف سيتعاطى مع ما حصل. إذا أخبرتكم بما حصل سأكون مساهماً بفتنة يريد البعض جرّ البلد إليها وهذا ما لا نريده. من هنا لن أتحدث عما حصل خلال الجلسة والذي كان يمكن أن يأخذ البلد الى مكان آخر".
وتابع الجميل، "أتينا لنؤكد على أن عدم حصول الانتخابات البلدية سيؤدي إلى فوضى كبيرة في البلد. وهناك عدّة طرق للحكومة لإجرائها، خصوصاً أن المبلغ المطلوب هو 8 مليون دولار، وهو ربع ما يدفعه مصرف لبنان يومياً لمنصة صيرفة". وأوضح، "التسجيل موجود وإذا اعتبر برّي أن ما دار في الجلسة يُمكن أن يمرّ، فهذا يعني أنّ هناك مشكلة كبيرة. إذ حصل مسٌّ بمقدّسات، وبرّي يعرف جيداً كيفية معالجة الموضوع، وإذا لم يعالجه، فهذا يعني أنّ الرسالة وصلت". وقال الجميّل: "ما حصل اليوم خطير وإن كان أحد النواب قد فقد أعصابه، فنحن نمر فوق ما حصل ونتخذ التدابير اللازمة، أما إن كان هناك توجّه سياسي بأن يتعاطوا في البلد بهذا الشكل، ويستخدموا هذا المنطق وينظروا للآخر بهذا الشكل، أي إذا كان هذا الشيء معمّم، فالمشكلة كبيرة جداً".

خليل: متمسّك بقناعاتي
بدوره أكد النائب علي حسن خليل: "كنت واضحًا عندما قلت إن مجلس النواب لا يجب أن يدخل بملف حقوق السحب الخاصة، ولا نريد أن يخرج من عندنا تغطية قانونية للتصرف بتلك الحقوق". ولفت إلى أن "البعض يصرّ علي رفض الجلسات التشريعية، وعليه فإن من يرفع شعار إجراء الانتخابات البلدية، لا يريدها"، مشددًا على "تجاوز بعض النواب حدود الزمالة، وكان من اللازم الردّ عليهم". وأكّد خليل، "لن ننجر إلى خطاب الانقسام في البلد"، مشيرًا إلى "إنني أدعو إلى وضع اليد على ما حصل اليوم في مجلس النواب، وليس مسموحاً لأي أحد أن يتطاول على غيره، ومتمسّك بقناعاتي وبكل ما أقول".

توضيحات واعتذار
فيما بعد تلقى الجميل اتصالاً من رئيس مجلس النواب نبيه بري، فيما أوضح نائب رئيس المجلس النيابي الياس بو صعب، في بيان أنه:" على اثر السجال الذي حصل خلال جلسة اللجان المشتركة بالمجلس النيابي صباح اليوم تواصل نائب رئيس المجلس النيابي الياس بو صعب مع دولة الرئيس نبيه بري رئيس المجلس النيابي واطلعه على تفاصيل ما حصل؛ فبادر بعدها مباشرة الرئيس بري واتصل برئيس حزب الكتائب اللبنانية الشيخ سامي الجميل مؤكدا له حرصه على معالجة ما حصل، كما طلب بري من بو صعب استكمال اتصالاته لايجاد حل من شأنه ان يعالج الموضوع سريعا. وعلى أثر هذه الاتصالات، زار بو صعب مقر حزب الكتائب في الصيفي حيث اجتمع مع رئيس حزب الكتائب الشيخ سامي الجميل واتفق معه على طريقة معالجة الموضوع.

وبعدها، اجرى النائب علي حسن خليل اتصالا بالشيخ سامي الجميل بصفته رئيس حزب الكتائب معتذرا منه على الكلام الذي صدر عنه ولاسيما بعدما تأكد النائب خليل أن الكلام الاستفزازي الذي صدر بحقه لم يكن صادرا عن رئيس حزب الكتائب. واكد خليل خلال الاتصال الذي شارك به بو صعب، كامل احترامه للشيخ سامي الجميل ولحزب الكتائب.