أهالي موقوفي أحداث الطيونة إلى الشارع والثنائي الشيعي يتنصّل

فرح منصور
الأربعاء   2022/09/28
طالب أهالي موقوفي الطيونة بإطلاق سراح أبنائهم (المدن)

اعتراضاً على تردّي الوضع الصحي والنفسي لموقوفي أحداث الطيونة، نفّذ أهاليهم، مساء يوم الثلاثاء، وقفةً احتجاجيةً، في منطقة الطيونة، للمطالبة بإنهاء التحقيق وإخلاء سبيلهم.

في تمام الساعة السادسة مساءً، تجمّع أهالي الموقوفين علي بسام مبارك، بلال محمد السلوم، ونبيه بري. فقطعوا منتصف الطريق بالإطارات المشتعلة، ومنعوا السيارات من العبور. ما أدى إلى حدوث زحمة سير خانقة في المنطقة، وتحويل السير إلى الطرقات الفرعية.

إضراب عن الطعام؟
وفي التفاصيل، فإن أهالي الموقوفين تلقوا رسالة صوتية، من الموقوف نبيه برّي مساء الاثنين، وأخبرهم فيها بأنه وأصدقاءه قد أضربوا عن الطعام، لليوم الثامن على التوالي، وهم بحالة صحية سيئة، و"يتعرضون للتعذيب". كما علموا أيضاً بأن الموقوف علي بسام مبارك نقل يوم الاثنين إلى مستشفى الحياة في بيروت، بسبب تدهور صحته، ولكنه رفض تلقي العلاج في المستشفى. وعند عودته إلى سجن رومية، تعرض للضرب المبرح من قبل العناصر الأمنية، بسبب إضرابه عن الطعام.

تحرك الأهالي
وأمام هذه المعطيات، تحرك أهاليهم على الفور للمطالبة بإخلاء سبيلهم، فرفعوا صورهم عالياً، ورددوا عبارات وشعارات متعددة عن العدالة المفقودة في لبنان. كما طالبوا القاضي فادي الصوان بمتابعة الملف وعدم إهماله، وشددوا على براءة الموقوفين، إذ لم تتم إدانتهم بأي جريمة، إنما تم توقيفهم بعد اتهامهم بإطلاق النار يوم أحداث الطيونة.

وأكد الأهالي بأن هذه الوقفة التي رافقها قطع الطرقات هي أولى مراحل التصعيد، إذ سيتوجهون إلى الشارع بشكل يومي حتى تحقيق مطالبهم وإخلاء سبيل الشباب ومعالجتهم.

إلى نصرلله
ووجهوا رسالة واضحة إلى أمين عام حزب الله، وطالبوه بالتدخل بشكل مباشر في هذا الملف. وقالوا: "نحن أهالي الطيونة أشرف الناس الذين تكلمت عنا سابقاً، لذا نطلب منك اليوم التدخل وإطلاق سراح أبنائنا، إذ هم أولادك الذين يقدمون أرواحهم فداك.."

من جهة أخرى، أكد الأهالي بأنهم توجهوا بشكل مباشر بصرختهم إلى نصرالله، بسبب تنصل الثنائي الشيعي من مسؤولياته. فهم تواصلوا على مدى أشهر مع مسؤولين وأصحاب نفوذ في حزب الله وحركة أمل، لمساعدتهم في حلّ هذا الملف وإقفاله. وفي كل أسبوع، كان مسؤولو الثنائي يؤكدون لهم بأنهم يتابعون هذا الملف بجدية، وأنهم سيخرجون الموقوفين من السجن يوم الخميس الماضي، إلا أنهم لم يصدقوا معهم أبداً. لذا، تمنع الأهالي اليوم عن ذكر أسماء هؤلاء المسؤولين والتعرض لهم، ولكنهم توعّدوا في الأيام المقبلة أنهم سيصعّدون تحركاتهم، وسيشهّرون بأسماء أولئك المسؤولين الذي نكثوا وعودهم أمام الرأي العام.

أسباب سياسية
وانضم إلى التحرك أصدقاء الموقوفين في المنطقة، ووصل عددهم إلى نحو 50 شاباً، توزعوا في زوايا شوارع الطيونة، وعمدوا إلى إعادة إشعال النار بشكل مستمر، حيث بقي التحرك لأكثر من ساعتين. ورددوا بصوت مرتفع شعارات ضد حزب القوات اللبنانية. لاسيما أنهم يعتبرون أن رفض إخلاءات سبيل الشبان يعود لأسباب سياسية واضحة، وهي ضغط القوات اللبنانية على التحقيق بسبب عدم إطلاق سراح شابين من القوات اللبنانية وهما رامي موسى وجورج توما. وهما متهمان، حسب أهالي الطيونة، بالقتل.

تدابير أمنية مشددة
وفور إعلان تحرك الأهالي، انتشر الجيش اللبناني والقوى الأمنية في محيط منطقة الطيونة والشياح وعين الرمانة بشكل كثيف. وذلك تجنباً لأي استفزاز أو تصادم بين المنطقتين. وأقفلت كل مداخل عين الرمانة والطرق الفرعية بالأسلاك الشائكة. وامتدت العناصر على أبواب المداخل، وفي منتصف الطريق، ووضعوا الآليات العسكرية في منتصف طريق الشياح ومنعوا أهالي منطقة عين الرمانة من الدخول والخروج من المفارق الرئيسية حتى يوم الأربعاء.