اغتيال عميد في "فتح" بمخيم عين الحلوة

المدن - لبنان
الإثنين   2022/08/08
تسود المخيم أجواء من التوتر (الأرشيف)
أقدم مجهول بعيد التاسعة مساء اليوم الاثنين 8 آب على إطلاق النار باتجاه مسؤول الارتباط والتنسيق في الأمن الوطني الفلسطيني التابع لحركة فتح، العميد سعيد العسوس، أثناء تواجده داخل سوق الخضار في مخيم عين الحلوة، ما أدى إلى وفاته (واسمه الحقيقي سعيد علاء الدين وهو في العقد الخامس من عمره).



على الأثر شهد المخيم إطلاق نار في الهواء. وتسوده حالياً أجواء من التوتر. وفيما لم تتوافر حتى الآن أي معلومات عن هوية مطلق النار، ذكرت مصادر فلسطينية في المخيم أن شخصاً مقنعاً كمن للعسوس في أحد الازقة المتفرعة من سوق الخضار، وبادره بعدة رصاصات من سلاح حربي، وأنه أصيب إصابة مباشرة في الرأس أدت إلى مقتله.

جاءت هذه الجريمة في ذروة الانشغال الفلسطيني السياسي والشعبي بتطورات الوضع في قطاع غزة في ظل العدوان الإسرائيلي على القطاع. ما دفع البعض في المخيم لإعتبارها محاولة لتحويل الأنظار عما يجري هناك، أو "لخطف" ما اعتبره آخرون "وهج انتصار حققته المقاومة الفلسطينية في مواجهة هذا العدوان"، خصوصاً وأن حركة فتح تقدمت معظم التحركات التي شهدتها مخيمات صيدا ولبنان عموماً، تضامناً مع غزة ومع مقاومتها وتصديها للعدوان.

مسلسل لا يتوقف
وفي الاستهداف، شكل الاغتيال ضربة قاسية لفتح وقوات أمنها الوطني في لبنان، كون العسوس كان يتولى مهام الإرتباط والتنسيق الأمني مع الدولة اللبنانية ومع فصائل وقوى فلسطينية داخل المخيم وهو كان معروفاً بعلاقاته الجيدة مع كل الأطراف داخل المخيم وخارجه.

أوساط فتح وضعت هذه الجريمة في سياق مسلسل اغتيالات سابقة طالت قيادات ومسؤولين وكوادر الحركة في مخيمات صيدا تحديداً، وانها تتعاطى معها على أنها رسالة واستهداف مباشر لفتح ومحاولة لجرها إلى اقتتال فلسطيني- فلسطيني في المخيم لصالح أجندات خارجية، لكنها لن تنجر لمثل هذه المحاولات، وهذا ما جسدته فعلاً في ضبط النفس بعد الاغتيال، وعدم اللجوء إلى ردود الفعل العشوائية قبل أن تنجلي نتائج التحقيقات تحت إشراف السلطات اللبنانية.

وفيما تحدثت مصادر فلسطينية داخل المخيم عن معطيات أولية تكونت لدى حركة فتح ومنظمة التحرير الفلسطينية، عن مشتبه بهم مفترضين بتنفيذ هذه الجريمة. وأشارت هذه المصادر إلى وجود كاميرات مراقبة في محيط ساحة الجريمة لم يتم التأكد بعد من صلاحيتها، علمت"المدن" أن فتح شكلت غرفة عمليات أمنية طارئة ولجنة تحقيق بالتنسيق مع بعض القوى الفلسطينية الممثلة في القوة الفلسطينية المشتركة داخل المخيم، ومع السلطات اللبنانية خارجه، من أجل التوصل إلى أي خيوط قد تقودها لكشف الفاعلين ومن يقف وراءهم.

أجندات مشبوهة
اتهمت منظمة التحرير الفلسطينية وحركة "فتح" وقوات "الأمن الوطني الفلسطيني" في لبنان "عناصر مأجورة تعمل لأجندات مشبوهة" باغتيال مسؤول الارتباط والعلاقات العامة في قوات "الأمن الوطني الفلسطيني" العميد سعيد علاء الدين (الشهير باسم سعيد العسوس).

وفي بيان نعي مشترك صادر عنها عاهدت قيادة منظمة التحرير الفلسطينية وحركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" وقوات الأمن الوطني في لبنان "بمحاسبةِ مرتكبي هذه الجريمة النكراء التي نفّذتها عناصر مأجورة تعمل لأجندات مشبوهة تستهدف النيل من أمن واستقرار مخيماتنا تعمّدت استهداف الشهيد "أبو نادر" في إطار مسلسلها الدموي لاستهداف قيادة وكوادر حركة "فتح" والأمن الوطني التي تشكل صمام أمان في وجه الفتن والمخططات التآمرية على قضيتنا ومشروعنا الوطني، بهدف زعزعة أمن واستقرار أهلنا ومخيماتنا والجوار اللبناني".

التحقيقات
قائد القوة الفلسطينية المشتركة في المخيم العميد عبد الهادي الأسدي قال لـ"المدن" إن التحقيق في هذه الجريمة يجري تحت إشراف الجهات الأمنية والقضائية اللبنانية المختصة، وأنه تم تسليم كل ما توافر من كاميرات مراقبة في محيط مكان الجريمة إلى مخابرات الجيش اللبناني.

وعلمت "المدن" في هذا السياق أن التحقيقات تشمل الاستماع إلى إفادات أشخاص كانوا مارين بالمكان أو متواجدين على مقربة منه لحظة وقوع الجريمة، واستخراج وتحليل ما التقطته كاميرات المراقبة المثبتة في محيطه.

وفي هذا السياق عقد ظهر اليوم الثلاثاء في مقر القوة المشتركة اجتماع مصغر للقوى السياسية الفلسطينية الوطنية والإسلامية في المخيم، خصص للبحث في ملابسات هذه الجريمة.

إلى ذلك، لم يتقرر حتى الآن دفن جثمان علاء الدين، بانتظار عودة أبنائه المقيمين خارج لبنان.