الراعي: يريدون تعطيل التغيير السياسي.. استعدوا للمواجهة

المدن - لبنان
الأحد   2022/05/22
قوة القِوى الفائزةِ بالأكثريّةِ ليست بعددِ نوّابِها، بل بقُدرتِـها على تشكيلِ كُتلٍ نيابيّةٍ متجانِسةٍ (علي علّوش)
علق البطريرك بشارة الراعي في عظته اليوم الأحد 22 أيار، على الانتخابات النيابية، التي جرت يوم الأحد الفائت، مؤكداً أن لبنان أمام استحقاقاتٍ تبدأ بانتخابِ رئيسٍ للمجلسِ النيابيِّ الجديد على أسُسِ الدستورِ والميثاق، وتَـمرُّ بتأليفِ حكومةٍ وطنيّةٍ على أسُسِ التفاهمِ المسبَقِ على المبادئ والخِيارات والإصلاحات، وصولاً إلى انتخابِ رئيسٍ جديدٍ للجُمهورية.

وقال الراعي في عظته: "نشكر الله على أنّ اللبنانيّين اقترعوا واختاروا مجلِسًا نيابيًّا جديدًا يُـمثِّلُ مختلفَ الاتّجاهاتِ السياسيّةِ في لبنان وبلاد الانتشار. فأدّت هذه الانتخاباتُ إلى مُناخٍ وطنيٍّ جديدٍ أعطى المواطنين جُرعةَ أملٍ بحصولِ تغييرٍ إيجابيٍّ ووطنيٍّ من شأنِه أن يُشجِّعَ المجتمعَ الدُوليَّ، بما فيه العربيّ، على مساعدةِ لبنان جِدّيًا، لا رمزيًّا، على الخروجِ من ضائقتِه الاقتصاديّةِ ومن أزْمتِه الوجوديّة". 

يريدون تعطيل التغيير
وتابع الراعي: "لكن ما لَفَتنا وأَلمنا هو أن تَندلِعَ، غداةَ إعلانِ نتائج الانتخابات، اضطراباتٌ أمنيّةٌ، وأن تعودَ أزمةُ المحروقات، ويَنقطِعَ الخبزُ، وتُفقَدَ الأدويةُ، وتَرتفع الأسعار، ويَتمَّ التلاعبُ بالليرةِ والدولار". وتساءل: "ألم يكن من المفتَرضِ أن يحصلَ عكسَ ذلك، فيَتأمّنُ ما كان مفقودًا ويَرخُصُ ما كان غاليًا؟ إن هذا التطوّرَ المشبوه يؤكّدُ مرّةً أخرى إنَّ هناك من يُريد تعطيلَ واقعَ التغييرِ النيابيٍّ وحركةَ التغييرِ السياسيِّ، والانقلابَ على نتائجِ الانتخاباتِ والهيمنةِ على الاستحقاقاتِ الآتية". ورفض البطريرك ذلك ودعا "جميعَ المسؤولين والقادة والشعب إلى تحمل المسؤوليّة والتصدي له".

إصلاح القضاء
ودعا إلى أن يبدأ التغيير بإصلاح أداء بعض القضاة، والالتزام بأصول المحاكمات، فتتوقّف "فبركة" الملفات ولصق "تهمة" التعاون مع العدوّ، "ظلمًا وتشفّيًا لأسباب سياسيّة وحزبيّة". وأشار إلى أن "عددًا غفير زارنا مساء أمس مستنكرين توقيف السيّد طوني خوري لدى المحكمة العسكريّة منذ أسبوعين لسبب لا يستحقّ هذا الإجراء". فطالب السلطات القضائيّة المعنية بـ"رفع الظلم والتقيّد بالأصول القضائيّة، لئلا يتحوّل نظامُنا الديمقراطيّ إلى نظام قمعيّ توتاليتاريّ واستبداديّ". ودعا القضاء إلى القيام  بواجباته "بشأن تفجير مرفأ بيروت، ومن نهبوا المال العام وأفلسوا الدولة، وزجّونا في العتمة، والذين يخزّنون الأدوية ويتلاعبون بالدولار ويحطّون من قيمة الليرة اللبنانيّة". وأشار إلى أن "هؤلاء محميّون من النافذين المستفيدين".

انتظام الاستحقاقات
ولفت إلى "قوة القِوى الفائزةِ بالأكثريّةِ ليست بعددِ نوّابِها، بل بقُدرتِـها على تشكيلِ كُتلٍ نيابيّةٍ متجانِسةٍ ومتَّحدةٍ ومتعدّدةِ الطوائف حولَ مبادئ السيادةِ والاستقلال والِحياد واللامركزيّة، لتصبح هذه المبادئ الوطنيّةَ نقاط تلاقٍ يُجمِعُ عليها جميعُ النوّاب لأنّها ثوابتُ لبنانيّةٌ تاريخيّةٌ ومٌرتكزاتُ الهُويّةِ اللبنانيّةِ ومنطَلقُ أيِّ تغييرٍ تقدميّ يشمل مختلِف القطاعات".

واعتبر أن "انتخابَ مجلسٍ نيابٍّي جديدٍ هو بَدءُ مرحلةٍ مصيريّةٍ يتوقف عليها مُستقبلُ لبنان وشكلُ الدولةِ اللبنانية. فنحن أمام استحقاقاتٍ تبدأ بانتخابِ رئيسٍ للمجلسِ النيابيِّ الجديد على أسُسِ الدستورِ والميثاق، وتَـمرُّ بتأليفِ حكومةٍ وطنيّةٍ على أسُسِ التفاهمِ المسبَقِ على المبادئ والخِيارات والإصلاحات، فلا تَتعطّل من الداخل، لنصل إلى انتخابِ رئيسٍ جديدٍ للجُمهورية على أسُسِ الأخلاقِ والكفاءةِ والتجرّدِ والشجاعةِ والموقِفِ الوطنيّ". 

بداية النضال
وقال الراعي: "الفوز في الانتخاباتِ النيابيّةِ ليس نهايةَ النضالِ بل بدايتَه. لذلك ندعو جميعَ المواطنين، لاسيّما أولئك المؤمنين بالتغييرِ الإيجابيِّ وبالسيادةِ الوطنيّةِ وبوِحدةِ السلاحِ وبالحيادِ وباللامركزيّةِ إلى اليقظةِ والاستعدادِ لمواجهةِ الالتفافِ على الإرادةِ الشعبيّةِ حتى لا يَضيعَ صوتُ الشعبِ الصارخ في وجهِ المصالح السياسيّةِ والتسوياتِ والمساوماتِ وتقاسم المناصب على حسابِ المبادئ".
ودعا ذوي "الإرادات الحسنة إلى استكمال هذه المرحلة الدستوريّة بتأليف حكومة جديدة تتولّى مسؤوليّاتها العديدة والضروريّة لكي تستعيد البلاد حيويّتها الاقتصاديّة والماليّة والاجتماعيّة".