الانتخابات محتدمة في زغرتا والبترون.. ومتثائبة بطرابلس

جنى الدهيبي
الأحد   2022/05/15
باسيل: "أشاغب دائماً وسأبقى" (جنى الدهيبي)

في أجواء تراوحت بين الرتابة الشعبية وقلق المندوبين وضياع رؤساء الأقلام، انطلقت العملية الانتخابية في دائرة الشمال الثانية. في حين، بدت دائرة الشمال الثالث أكثر حماسة للانتخابات، بما فيهما البترون وزغرتا، حيث رصدت "المدن "حركة الناخبين والمندوبين والمسيرات السيارة، التي جسدت صراع القوى المسيحية، وفي طليعتها التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية وتيار المردة وتحالف الكتائب وميشال معوض.  

اقتراع جبران بالبرتقالي  
محاطًا بعناصر أمن الدولة، ترجل رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل من موكبه، أمام مدرسة اسطفان عطيه البترونية، مرتديًا كنزته البرتقالية، وبدا مصرًا على إظهار ابتسامته وثقته بالفوز، إذا تقدم نحوه أحد الناخبين العونيين وخاطبه "الله معك يا جبران"، فرد سريعًا: "منتصرين.. منتصرين".  

وداخل قلم الاقتراع، كاد باسيل يرتكب بعض المخالفات سهوًا من دون قصدٍ، بسبب إحاطته بعدد كبير من المرافقين والناخبين والصحافيين، ثم انتبه سريعًا أن عليه الاقتراع داخل العازل، وأصبح يمازح المندوبين، بمن فيهم مندوبي القوات متوجهًا إليهم سائلًا وضاحكًا: كيفكم شباب كلو على ذوقكم؟  

لم يدلِ باسيل بتصاريح مباشرة، لكنه لم يخرج من دون تمرير رسائله، وبعد دمغ اصبعه بالحبر قال لرئيسة القلم وللحاضرين بما معناه: "أشاغب دائما وسأبقى".  

وواقع الحال، بدت أحياء البترون هادئة نسبيًا، لكن خرقها بعض التشنج الذي ما زال مضبوطًا بين المندوبين، وكأن كل مندوبي الأحزاب واللوائح تتمحور خصومتهم مع مندوبي التيار الوطني الحر.  

إذا لحظت "المدن" إصرار مندوبي "القوات" الذين يجلسون كتفًا لكتف مع مندوبي باسيل ومجد حرب، على التحقق من كل اسم وهوية وكيفية اقتراعه.  

في زغرتا، بدا الاستقطاب أشد وطأةً. إذ شهدت أحياؤها منذ ساعات صباح الأولى زحمة سير قوية وحركة كثيفة أمام مراكز الاقتراع، وتصدر المشهد في الشارع مندوبي تيار المردة، الذين بدوا كمن يقف لترصد حركة مندوبي ميشال معوض، والعكس أيضًا. وشهدت البلدة الشمالية ذات الغالبية المارونية، حركة كثيفة للمواكب السيارة لكل من مناصري المردة ومعوض الذين حولوا الشوارع إلى حلبة للاستعراض.  

وداخل بلدية زغرتا- إهدن، حيث يوجد عدد من الأقلام، شهدت حركة كثيفة للناخبين، الذين اصطفوا بالطابور، وبدا ملحوظًا حضور مندوبي لائحة "شمالنا" داخل الأقلام، من دون أن توازي أعدادهم مندوبي معوض والقوات والمردة.  

ورصدت "المدن" بعض التوتر داخل أقلام اقتراع زغرتا والبترون وطرابلس، إذا بدا ملحوظًا أن عددًا كبيرًا من الناخبين لا يدركون كيفية التصويت، كما جمعنا ملاحظات بالجملة، سواء لجهة إقدام البعض على الطلب من مندوبين أو رؤساء أقلام مساعدته في الاقتراع خلف العازل، أو لجهة محاولة البعض إدخال الهاتف أو تصوير الناخبين أثناء الاقتراع، وهو ما تسبب بتلاسن وتشنج بين المندوبين والمقترعين.  

الشمال الثانية  
في الميناء وطرابلس، انطلقت العملية الانتخابية بأجواء من الضياع، وإقبال معتدل نحو صناديق الاقتراع، في ظل انقطاع الكهرباء صباحًا عن عددٍ من المراكز.  

وفي حركة الشارع، بدا ملحوظًا الحضور الكبير لمندوبي النائب فيصل كرامي وجمعية المشاريع الإسلامية (الأحباش)، يليهم مندوبي اللواء أشرف ريفي والقوات، ومن ثم مندوبي المرشح إيهاب مطر. 

وداخل عدد من الأقلام في الميناء وطرابلس، شكا عدد من المقترعين من فوضى داخل المراكز رغم الحضور الأمني.  

وعلى هامش تصويته في مدرسة جبران الرسمية في الزاهرية، قال النائب السابق مصطفى علوش: "لا اعتبر الانتخابات عرسًا، بل استحقاقًا واجبًا كل أربع سنوات، والمطلوب من أهالي طرابلس، حتى نحقق تداول السلطات، هو الاقتراع بكثافة، إذا لا يحق لأحد أن يشكو بعد هذا اليوم". وتابع: "إن انسحاب المستقبل لا يجب أن يؤدي إلى مقاطعة الانتخابات، لأن البقاء في المنزل سيزيد الطين بلة".  

وتتجه الأنظار في هذا اليوم نحو الشمال الثانية، ونتائج انتخاباتها التي ستعكس طبيعة التمثيل في المدينة في ظل غياب تيار المستقبل.