انتخابات القانون المسخ بكسروان-جبيل: الكل ينتظر قرار الثنائي الشيعي

حبيب شلوق
الأحد   2022/02/27
ما زال النائب شامل روكز يتردد في خوض انتخابات "عكس التيار" (المدن)
لم تشهد الانتخابات في كسروان - الفتوح- جبيل في تاريخها مداً وجزراً كاللذين تشهدهما في هذه الدورة. ويزيد في هذين المد والجزر قانون انتخاب لا يفيد التحالفات بالمطلق، نظراً إلى أن كل مرشح يتكل أكثر ما يتكل على نفسه، ويكون حلفاؤه في اللائحة مجرد "رفقة طريق"، بلا لون ولا رائحة ولا طعم.

حال من الترقب
واللافت في انتخابات كسروان ــ جبيل هذه السنة، وقبل 15 يوماً من إقفال باب الترشح، الكلام عن خمس لوائح حتى الآن، لكن لا لائحة واحدة معلنة. ويبدو الجميع في حال ترقب لما ستحمله الأيام المقبلة من تطورات على صعيد التحالفات، ومَن يختار كل حزب من مرشحين حلفاء لإكمال اللائحة. والموقف الأبرز هو موقف الناخبين الشيعة في جبيل (نحو 11 ألف ناخب) ولمَن يعطون أصواتهم، لأن انتخاب نائب شيعي مفروغ منه، وتصب الأصوات على المرشحين الموارنة (5 في كسروان و2 في جبيل). أما في كسروان فعدد الناخبين الشيعة يصل إلى نحو ألفين في قريتي المعيصرة والحصين، ينتخب منهم بين 1500 و 1600 وهم يتوزعون على أكثر من مرشح.

وفي انتظار انتهاء مهلة الترشيحات تصف أوساط ممارسة انتخابات القانون المعمول به في زمن الفقر والبؤس والعوز والجوع، بأنها انتخابات الأحزاب والمال، بحيث أن كل حزب قادر إلى حد معين على تجيير أصوات كفيلة بإيصال مرشحه، وهو يعمل على تأمين زيادة في الحاصل.

خمس لوائح
أما الوضع الانتخابي اليوم فيبدو فيه أن ثمة خمس لوائح في كسروان- جبيل، الأولى للتيار الوطني الحر، برئاسة الوزيرة السابقة ندى البستاني، ولم يكشف عن باقي أعضائها الكسروانيين الأربعة، ولكن ثمة سعي للتحالف مع النائب السابق منصور غانم البون، ولو أن هذا التحالف قد لا ينجح لتفاهم البون مع النائب السابق فارس سعيد، الذي لا يسير فيه "حزب الله"، علماً أن مرشح "التيار" في جبيل هو النائب سيمون أبي رميا. وينقص اللائحة ماروني آخر وشيعي من جبيل.

واللائحة الثانية هي لائحة القوات اللبنانية، وتضم النائبين زياد حواط (جبيل) وشوقي الدكاش (كسروان). والاتصالات قائمة لاستكمالها بماروني آخر وشيعي من جبيل، وأربعة مرشحين موارنة في كسروان. وثمة تفاهم مع المرشح المستقل المحامي أنطوان زخيا صفير. علماً أن اتصالات القوات مستمرة، وشملت أسماء عدة بينها المهندس مارون حلو والوزير السابق زياد بارود، اللذان يبدوان غير متحمسين حتى الآن للترشح، فضلاً عن المرشح السابق الدكتور شاكر سلامة الذي يمثل عائلة كبيرة في المنطقة، ولا يزال يتمتع بحضور في أوساط كتائبية.

وفي لائحة ثالثة ينشط النائب المستقيل نعمت أفرام الذي حسم تحالفه مع حزب الكتائب من خلال الوزير السابق السابق سليم الصايغ، ويتابع اتصالاته مع قوى المجتمع المدني وآخرين، وهو يتمتع بحضور واسع. إلا أنه يفتقد إلى المرشح الماروني القوي في جبيل، ومثله إلى مرشح شيعي.

اللائحة الرابعة برئاسة النائب فريد هيكل الخازن الذي يشهد له في الحضور، خصوصاً وسطاً وجرداً، وينشط ليل نهار لاستكمال اللائحة بمرشحين وازنين في كسروان وجبيل. والسؤال هل تنجح المساعي في وصل ما انقطع بين التيار والخازن؟ وهو وصلٌ صعب، وقد يبدأ في كسروان فيختصر اللوائح، لينعكس على خارج المنطقة، أو يبدأ خارجها لينعكس عليها. 

وفي مجال خامس تتحدث معلومات عن تحرك واسع يقوم به المرشحان الحليفان: منصور البون وفارس سعيد، وهما أجريا أكثر من لقاء مع الوزير السابق فارس بويز الذي يتمتع بقاعدة وازنة وراسخة، لا يزال يتريث في الترشح وتأليف لائحة أو التحالف مع أي مرشح، بينما حُكي عن تفاهم البون وسعيد مع المرشح سليم الهاني المدعوم من بهاء الحريري. كذلك ثمة تشاور مع النائب شامل روكز الذي لايزال يتردد في خوض انتخابات "عكس التيار" وبناء كيانه الخاص.
أما المجتمع الشيعي فيظل متريثاً منتظراً كلمة السر من الثنائي، علماً أن أسماء يتم تداولها، بينها النائب السابق الدكتور محمود عواد، الأقرب إلى التحالف مع حواط، وربيع عواد الأقرب إلى التيار، وطلال المقداد. الاّ أن الكلمة الفصل تبقى في عين التينة وحارة حريك.

في اختصار انتخابات 2022 هي انتخابات قانون مسخ، انتخابات أحزاب وأموال. فمتى التغيير؟!