من مونديال قطر إلى ضغائن الدوري اللبناني

عارف العبد
الجمعة   2022/12/09
هل تفتح المواجهة بين حزب الله وباسيل الباب امام مرشح اخر بعيدا عنه وعن فرنجية

انشغلت الأوساط السياسية وبعض قطاعات الراي العام خلال الأيام الماضية بنتائج وانعكاسات جلسة مجلس الوزراء التي عقدتها حكومة تصريف الاعمال في السراي الكبير برئاسة الرئيس نجيب ميقاتي وما افضت اليه من مواقف وردود وانعكاسات كان أبرزها الموقف والكلام الذي صدر عن رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل وقيادات في التيار العوني في أكثر من اتجاه. لكن أبرز ما ركز عليه باسيل هو الهجوم الشخصي والسياسي على الرئيس نجيب ميقاتي وانتقاده المبطن والقوي لحليفه الاساسي واللدود حزب الله ولحركة امل ورئيسها نبيه بري من دون ذكره او تسميته.

باسيل أعلن عن رفضه انعقاد جلسة مجلس الوزراء ملوحا ومهددا بتصعيد مستقبلي على كل المستويات إذا كان هناك توجه لجلسات أخرى مهددا بخطوات عملية على الأرض وعلى وجه الخصوص في ما يتعلق بتنفيذ اللامركزية الإدارية الموسعة ملمحا الى ما هو اكثر من ذلك او الى تنفيذ متطرف للامركزية الإدارية وكأنه بذلك يشير الى احتمال اقدامه على خطوات مستقلة على الأرض بما يشبه المناطق المستقلة ذات الادارة الذاتية!

كلام باسيل التصعيدي لم يكن ابن لحظته فقد سبق لباسيل بأسبوع ان احتل العناوين الصحافية والاخبارية حين زار العاصمة الفرنسية باريس وتسرب بشكل مقصود من احدى اجتماعاته الحزبية كلام عنيف ومهين ومؤذ على المستوى الشخصي، طاول المرشح لرئاسة الجمهورية النائب والوزير السابق سليمان فرنجية والرئيسين بري وميقاتي، علما ان باسيل كان لعب دورا اساسيا في افشال محاولات ميقاتي تشكيل حكومة متكاملة قبل نهاية ولاية ميشال عون.

كلام باسيل إثر جلسة مجلس الوزراء والذي جهد فيه لإظهار التيار العوني على وجه الخصوص والمسيحيين بشكل عام انهم محل تقصد وانتقاص واستهداف بقصد الاستيلاء على مواقعهم وحقوقهم السياسية، حاول فيه ان يحجب الضرر المعنوي الذي كان تسبب به لحليفه وحاميه منذ سنوات حزب الله ومرشحه فرنجية وداعمه الرئيس نبيه بري.

بمعنى اخر، فان باسيل الذي "لم يترك له صاحب" كما يقول المثل العامي حاول التركيز على انه تعرض للظلم متناسيا انه في الكلام الذي قاله في باريس قد وجه طعنة لحليفه حزب الله والرئيس بري الذي يفترض انه في الخط السياسي نفسه الذي يقف فيه وخصوصا انه كان زاره في منزله وأعلن انه يريد ان يفتح معه صفحة جديدة بعد كثير من الخلافات والمناكفات.

باسيل الذي تلبس لبوس المظلومية كان تنقل في المدة الأخيرة بين باريس وقطر بحجة متابعة المونديال في الدوحة وعاد الى لبنان ليشارك في دوري النكايات والاحقاد والمقالب المتبادلة والمندلعة في بيروت، فتلقى فيها ركلات وضربات جزاء كروية ميقاتية مدروسة ومعدة كان قد افسح المجال لها في المخالفات المقصودة التي ارتكبها في باريس واحرجت كل من استهدفته وخصوصا حركة امل وحزب الله وسليمان فرنجية.

 باسيل الذي اعتبر انه مستهدف بموقعه ودوره من قبل أطراف حليفة له، فقد تناسى انه هو من بادر سابقا الى تعطيل اية خطوة لتشكيل حكومة مكتملة واقدم الأسبوع الذي سبق الى استهداف غيره وباقي الأطراف الحليفة له التي ردت له تعديه عليها عبر الكلام السياسي والإعلامي المسرب عن قصد من باريس.

 ماذا في خلفيات ما جرى؟

راجت في المدة الأخيرة معلومات وسيناريوهات صحافية تقول ان باسيل الذي وصل حد التهديد بتطبيق اللامركزية الإدارية الموسعة على الأرض وبالقوة كان قصد العاصمة القطرية الدوحة في المدة الأخيرة أكثر من مرة في محاولة للطلب من بعض المسؤولين القطريين التدخل لمساعدته في تنظيف سجلاته لدى الإدارة الامريكية التي استهدفته بعقوبات عبر قانون ماغنيتسكي.

ويقول هذا السيناريو ان باسيل وجد ان العمل على هذا الملف بحاجة الى وقت ليس بقصير وبالتالي عمد الى الاعتراض العلني على ترشيح فرنجية وسيكمل في هذا الاتجاه بانتظار ان يكون قد حصل على الوقت اللازم لمعالجة وتنظيف ملفه في الولايات المتحدة حيث تبين ان هذا الملف بحاجة لوقت وجهد كبيرين حتى يتم انضاجه وانجاحه وتنظيفه، لذلك فان عرقلة انتخاب رئيس يقترحه حزب الله وخصوصا فرنجية، وإطالة امد التوصل الى اتفاق لانتخاب رئيس للجمهورية الان يخدم أهدافه حتى يتسنى له العودة الى اعلان الترشح بعد إزالة العقبات القانونية الامريكية من امام طريقه.

السؤال الان بعد تشقق وتصدع الجرة بين باسيل وحزب الله كيف ستتم تعبئتها بالمياه؟ وهل ستفتح هذه المواجهة الباب امام مرشح اخر بعيدا عن باسيل وفرنجية؟