مهمة الرئيس تحدد اسمه:بين عدم طعن المقاومة واسترجاع السيادة

دنيز عطالله
السبت   2022/11/19
الاختلاف على مواصفات الرئيس تنطلق من الاختلاف على مهمته ودوره (علي علوش)

صارت كل أوراق الإنتخابات الرئاسية اللبنانية على الطاولة: مكشوفة، معروفة وتعكس الإنقسامات اللبنانية العميقة. حددّ الجميع المواصفات المطلوبة للرئيس.
ومع ذلك، فات المهندسون أن رئيس الجمهورية في لبنان، منذ الإستقلال إلى اليوم، هو رئيس دور ومهمة وليس شخصاً ومواصفات فقط، وتأتي الأخيرة في خدمة الأولى.

وفي هذا السياق كان "حزب الله" الأكثر وضوحاً في التعبير عن الدور الذي يفترض أن على الرئيس الآتي أن يلعبه، وهو "عدم طعن المقاومة في الظهر".
في المقابل ، يرى  قسماً غير قليل من اللبنانيين أن مهمته "سيادية اولا"، أي بتعبير اوضح "حصر السلاح في يد القوى الشرعية"، وبالصراحة الفجّة:"نزع سلاح حزب الله" او في أقل تقدير تعطيله، مهما تلطفت التعابير ودُورت الزوايا.

فما هو الدور المطلوب من الرئيس المقبل؟ كيف تنظر بعض القوى الوازنة في المجلس إلى مهام الرئيس الرابع عشر؟

عدوان: التمسك بالبديهيات
يسارع نائب رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية، النائب جورج عدوان إلى الإجابة "بقدر ما مررنا بمصائب وتجاوزات صرنا نعطي البديهيات اهمية وأولوية". "يضيف لـ"المدن" أن "المهمة الاساسية والجوهرية للرئيس المقبل هي احترام الدستور وتطبيق القوانين. ومن هذا العنوان يتفرع كل ما عداه. فتطبيق القانون يعيد قرار الحرب والسلم إلى يد الدولة، يضبط الحدود الفالتة، ينفذ قرارات مجلس الوزراء، يعيد وصل ما انقطع مع المجتمع الدولي والدول العربية، ويعمل على معالجة الوضع الإقتصادي".
يفضل عدوان كلمة مهمة على دور. "فالدور يلعبه الشخص، اما المهمة فيحددها لنفسه ويتحمل مسؤولية الالتزام بها".
لا يبدي حماسة لتحديد مواصفات الرئيس وخصائصه "فالبلد صغير والناس تعرف بعضها جيدا. لن ياتي الرئيس من كوكب آخر. ويمكن استفتاء أي مواطن حول خمس أسماء ليفند صفاتها. بالتالي مهمة الرئيس تحدد المواصفات المطلوبة فيه ومنه".

الجميّل: لرئيس لا يهرب من المواجهة
عند هذا السؤال يشير "حزب الكتائب" إلى أنه "الوحيد تقريبا الذي لم يتحدث عن مواصفات، ولم يستخدم هذه الكلمة". فبحسب ما يقول رئيس الحزب النائب سامي الجميّل لـ"المدن" فإن "المطلوب من رئيس الجمهورية  أن يلتزم بالدستور اللبناني اولاً  وان يكون مدركاً  ان الهروب من مواجهة المشاكل الكبرى التي يعاني منها البلد خوفاً من اي نقاش يمكن ان يفتح، هو ما اوصلنا الى ما نحن عليه اليوم" .

يضيف محددا دور الرئيس المقبل بـ"مقاربة كل الملفات الأساسية بشجاعة للخروج بحل جذري لها بعيداً عن التأجيل المستمر وتدوير الزوايا. فيباشر فور انتخابه بمعالجة كل المشاكل البنيوية التي يعاني منها لبنان تباعاً،  من سلاح حزب الله والحدود السائبة الى الموضوع الاقتصادي والإصلاحات وملفات الكهرباء والقطاع العام واستكمال النقاش مع صندوق النقد الدولي وغيرها من الخطوات الضرورية والتي باتت معروفة. كما أن من مهامه الاساسية العمل على اخراج لبنان من عزلته واستعادة صداقاته ليعود الى لعب دوره في المحافل الدولية".  

وعليه يجدد الجميّل التأكيد أن "كل هذه الملفات لا يمكن ان تتم مقاربتها من قبل رئيس لا لون له ولا طعم ، او ان يكون من فريق حزب الله الذي يسعى الى ابقاء ورقة التعطيل في يده ليأتي بالرئيس الذي يريد ليحمي سلاحه ويبقي البلد رهينة لديه، عوض ان يضع نفسه تحت القانون ويساوي نفسه ببقية اللبنانيين ويجلس معهم للتفاهم على مرحلة جديدة تسمح لنا بالعيش في بلد حقيقي يتمتع بكل مواصفات البقاء والازدهار".

منيمنة: يحل مشاكل النظام البنيوية
في مقاربة النائب ابراهيم منيمنة فإن "من مهام الرئيس المقبل أن يملك رؤية ويكون راعيا وضابط إيقاع في معالجة المشاكل البنيوية التي تتحكم بالنظام اللبناني وفي طليعتها النظام الطائفي وانعدام العدالة الإجتماعية. فلا نحتاج إلى كثير عناء لنعرف أن النظام السياسي وصل إلى حائط مسدود". ويشرح لـ"المدن" ان "الدور المطلوب من الرئيس أن ينطلق من اتفاق الطائف كمدخل إلى الدولة المدنية، فيفرض تطبيق الدستور ويعيد الإعتبار لحكم القانون ويسقط الأعراف التي تكرست في أنظمة الحكم سواء لجهة المحاصصة أو التوازن الطائفي أو مقاربة ملفات الفساد". ويشدد بشكل خاص على أن "المرحلة المقبلة تتطلب رئيساً يلتزم بسيادة لبنان ، فيقارب موضوع السلاح وحصريته بيد الدولة اللبنانية من دون سواها".

عون:استكمال الاصلاحات
بالنسبة إلى النائب الان عون فإن "ثلاثة أدوار أساسية مطلوبة من الرئيس المقبل. اولا استكمال العملية الإصلاحية على المستوى الإقتصادي والمالي، ثانيا، فتح صفحة جديدة في البلد تجمع الناس وتقربّهم من بعضهم، وثالثا، ترميم العلاقات مع جميع الدول وفي طليعتها الدول العربية". ويضيف عون لـ"المدن" أن هذه الأولويات التي يفترض أن تكون على أجندة الرئيس تعكس مواصفاته التي يفترض أن تجمع، وهو ما سيجعل الداخل والخارج يعطونه فترة سماح تتيح له تركيز أسس الإصلاح المنشود وفتح الابواب المغلقة".