أهالي الضحايا يخاطبون نصرالله: ما الذي تعلمونه ولا نعلمه؟

المدن - لبنان
الجمعة   2021/09/24
الأهالي رداً على وفيق صفا: "ما بِمون الحاج.. فليذهب ويحكم في دويلته" (علي علوش)
اليوم، أكثر من أي يوم تلى مجزرة 4 آب، يشعر أهالي ضحايا وشهداء انفجار مرفأ بيروت بالغبن. في لحظة مماثلة، منتصف كانون الأول الماضي، عاش الأهالي هذا الإحباط والشعور بالغبن مع التقدّم بدعوى الارتياب المشروع بحق المحقق العدلي السابق في الملف، القاضي فادي صوّان. إلا أنّ ما يحصل اليوم على صعيد التحقيق والضغوط السياسية على القاضي طارق البيطار، والتهديدات والحملات المذهبية أخطر بكثير من لحظة كانون. واليوم أيضاً، أكثر من أي يوم بعد المجزرة، يؤكد الأهالي على وقوفهم إلى جانب التحقيق وكشف الحقيقة وإحقاق العدالة لدماء من سقطوا. السلطة "تتكالب علينا"، يقولون، ولا حاجة لسؤالهم عمّا يدفعهم إلى قول هذا الأمر. فالأمور واضحة للجميع. فكان اعتصام اليوم أمام قصر العدل، نظّمه الأهالي، مدعومين ببعض مجموعات 17 تشرين. وكانت داخل قصر العدل، وقفة لعدد من القضاة تضامناً مع البيطار لم تعط الاهتمام اللازم. وكان من بين اللافتات المطالبة بالعدالة والحقيقة والقصاص وحقوق الضحايا، لافتة تشير إلى أنّ "القاضي البيطار الحق بيحميه والشعب بيفيده".

اعتصام قصر العدل
أفاد عدد من موظفي قصر العدل عن أنّ عدداً من القضاة اجتمعوا لبعض الوقت في قاعة محكمة التمييز تضامناً مع القاضي البيطار، واحتجاجاً على كل الضغوط التي تُمارس في ملف المرفأ والتي وصلت إلى حدّ رسالة التهديد. وفي الخارج كان أهالي شهداء انفجار المرفأ، قد نظّموا اعتصاماً بعنوان دعم التحقيق والبيطار، وعدم تمييع الحقيقة والإجراءات التي يتمّ اتّخاذها من إجل طمس جريمة 4 آب. فحذّر الأهالي من "التدخل السافر في تهديد القاضي العدلي طارق بيطار لتحريف العدالة عن مسارها الطبيعي"، مشددين على "الدعم المطلق لتحقيقات واستدعاءات القاضي العدلي طارق بيطار لعدد من السياسيين والأمنيين مهما علا شأنهم، حتى جلاء الحقيقة الكاملة لأسوأ كارثة حلت في لبنان بانفجار مرفأ بيروت".

تهديد صفا
وتوقّف الأهالي عند التهديد الذي وجّهه مسؤول وحدة الارتباط والتنسيق في حزب الله وفيق صفا للبيطار، فتوجّهوا إلى أمين عام حزب سائلين "لماذا لا تترك القضاء يعمل بحرية ليحكم بالعدل بدل أن ترسل له معاونيك لتهديد المحقق العدلي، ولماذا تريدون لفلفة جريمة انفجار المرفأ؟ ما الذي تعلمونه ولا نعلمه"؟ واعتبروا أنّ "الأبشع من تهديد صفا للقاضي البيطار هو أنّه لم يصدر أيّ موقف من الدولة اللبنانية بعد هذا الهجوم على القضاء، أمين عام حزب الله هدّد القاضي بيطار مباشرةً على الهواء وليس مستغرباً تدخل وفيق صفا بالقضاء، وما بِمون الحاج.. فليذهب ويحكم في دويلته".

رسالة إلى القضاء
كما توجّه الأهالي مجدداً إلى الجسم القاضئي مشيرين إلى أنّ "مسؤوليتكم كبيرة وأنتم مسؤولين عن مصير بلد، وتهديد وفيق صفا للقاضي البيطار تدخل بالقضاء وتهديد مباشر له". وتوجّهوا إلى القاضية رندا كفوري، التي بات بين يديها دعوى الارتياب المشروع المقدّمة من الوزير السابق المدعى عليه في الملف يوسف فنيانوس ضد البيطار، قائلين إنّ "هناك ملفاً بين يديك يخصّ عائلات الشهداء ولا نطلب التعاطف معنا، إنّما نطالبك بتحكيم ضميرك وإثبات أنّ القضاء في لبنان هو فعلاً عادل".

السلطة مجتمعة
وحمّل الأهالي السلطة السياسية مجتمعة مسؤولية تعطيل التحقيق، فاعتبروا أنّ "السلطة الفاسدة تحاول بشتى الطرق تمييع التحقيق وتحويره وتزويره وصولاً إلى طمس معالم الحقيقة والاكتفاء بانها حادثة عادية عابرة". وتابعوا مؤكدين على أنّ "الطبقة السياسية يجب أن تكون في السجون ولكن للأسف ما من محاسبة"، مبدين استغرابهم "كيف أن الطبقة كلها اتّفقت علينا وعلى القاضي بيطار عندما اقترب من الحقيقة، وليست المرة الأولى التي يُهدد فيها البيطار، والأغرب أنه لم يصدر أي موقف من الدولة رداً على التدخل في القضاء وتهديد القاضي".

وأكد الأهالي على مواصلة تحركاتهم واعتصاماتهم الأسبوع المقبل، "أمام مقرّات ومنازل السياسيين وأماكن أخرى تعلن في حينه، حتى الوصول إلى الحقيقة الكاملة وتحديد المسؤوليات الجرمية واقتياد المسؤولين عنها إلى العدالة".