برّي متخوّف من نسف مفاوضات الترسيم.. وجنبلاط يأسف للمزايدات

المدن - لبنان
السبت   2021/09/18
برّي: "تمادي الكيان الاسرائيلي في عدوانيته يمثل تهديداً للأمن والسلام الدوليين" (علي علّوش)
تتعدد المواقف اللبنانية التي تبدي استغرابها لتطورات الأوضاع النفطية في المنطقة. هناك تساؤلات كثيرة تطرح في لبنان حول أسباب تأجيل مفاوضات ترسيم الحدود، والتأخر بإنجاز الاتفاق للبدء بعمليات التنقيب عن النفط والغاز من قبل الشركات العالمية، فيما يتجه لبنان للحصول على إمدادات الغاز من مصر بدلاً من العمل على استخراجها من أراضيه.
وكانت جريدة "المدن" أول من ذكر أن اتفاق الغاز مع مصر بموافقة أميركية، سيؤدي إلى تأخير ملف ترسيم الحدود البحرية. وظهر ذلك أكثر خلال زيارة وفد الكونغرس الأميركي إلى لبنان. وحينها، لم يطرح أي فكرة لها علاقة بهذا الملف.

تساؤلات برّي
وتعليقاً على التقارير الواردة حول فوز شركة هاليبرتون بعقد للتنقيب عن النفط والغاز في المنطقة المتنازع عليها بين لبنان وفلسطين المحتلة، دعا رئيس مجلس النواب، نبيه برّي، وزارة الخارجية اللبنانية إلى تحرك عاجل وفوري باتجاه مجلس الأمن والمجتمع الدولي، للتحقق من احتمال حصول إعتداء إسرائيلي جديد على السيادة والحقوق اللبنانية.

وأكّد بري أن "قيام الكيان الاسرائيلي بإجراء تلزيمات وإبرام لعقود تنقيب في البحر لشركة هاليبرتون، أو سواها من الشركات في المنطقة المتنازع عليها في البحر، يمثل نقضاً لا بل نسفاً لاتفاق الإطار الذي رعته الولايات المتحدة الأميركية والأمم المتحدة"، معتبراً ان "تلكؤ ومماطلة تحالف شركات توتال ونوفاتك وإيني في المباشرة بعمليات التنقيب، والتي كان من المفترض البدء بها قبل عدة شهور، في البلوك رقم 9 من الجانب اللبناني للحدود البحرية، يطرح علامات تساؤلات كبرى"، مؤكداً ان "تمادي الكيان الاسرائيلي في عدوانيته هذه يمثل تهديداً للأمن والسلام الدوليين".

ميقاتي والأمم المتحدة
من جانبه، طلب رئيس مجلس الوزراء، ​نجيب ميقاتي،​ من وزير الخارجية والمغتربين، ​عبدالله بو حبيب،​ إجراء الاتصالات اللازمة مع الجهات الدولية المعنية، لمنع ​اسرائيل​ من مباشرة أعمال ​التنقيب​ عن ​النفط والغاز​ في المنطقة البحرية المتنازع عليها، مؤكداً أن "لا تهاون في هذا الموضوع ولا تنازل عن الحقوق اللبنانية، وعلى ​الأمم المتحدة​ القيام بدورها في ردع إسرائيل وإجبارها على وقف انتهاكاتها المتكررة للحقوق اللبنانية وسيادة لبنان".
وسريعاً تواصل وزير الخارجية والمغتربين، عبدالله بو حبيب، مع كل من مندوبة لبنان الدائمة لدى الأمم المتحدة في نيويورك، وسفارة الولايات المتحدة الأميركية، الدولة الراعية للمفاوضات بين الطرفين، بشأن تلزيم اسرائيل شركة Halliburton عقداً للقيام بعمليات تقييم للتنقيب، والتأكد من أنه لا يقع في منطقة متنازع عليها بين لبنان وإسرائيل، بغية تجنب أي اعتداء على حقوق لبنان، ولمنع أي أعمال تنقيب مستقبلية في المناطق المتنازع عليها.

تغريدات جنبلاط
من جانبه غرّد رئيس الحزب "التقدمي الاشتراكي" وليد جنبلاط، عبر "تويتر": "أعلنت شركة Halliburton فوزها بعقد حفر آبار نفط في المنطقة المتنازع عليها مع اسرائيل. المنطقة نفسها التي كدنا نستعيد قسماً منها لولا المزايدات. هذا يعني دفن آخر شبر سيادة في لبنان على ثرواته ومقدراته".

وكان جنبلاط قد غرّد يوم أمس قائلاً: "لم نعد نعلم من أين تأتي قوافل ​المازوت​ و​البنزين​ والنفط​". وتابع جنبلاط: "كثر المحبون إلى درجة قد نصبح فيها بلداً مصدّراً للنفط، من دون ترسيم حدود ومن دون تنقيب، لا شمالاً ولا جنوباً ولا بحراً ولا براً".