ميقاتي يبدأ "التأليف": شياطين التفاصيل بالداخلية والعدل

المدن - لبنان
الأربعاء   2021/07/28
نفى باسيل مطالبته بوزارة الداخلية (مجلس النواب)

بدأ اليوم البحث جدياً في موضوع الصيغة الحكومية. وقد تم الاتفاق بين الرئيسين ميشال عون ونجيب ميقاتي على صيغة الـ24 وزيراً، على أن تكون الحكومة من اختصاصيين غير حزبيين مستقلين. واتفق الطرفان أيضاً على الإسراع في التأليف، في حين سيعقد اجتماع ثانٍ بينهما بعد ظهر اليوم الأربعاء. 
يُذكر أن العقدة الاساسية تكمن في وزارتي الداخلية والعدل. ولكن العمل يجري على تذليل هذه العقدة.

باسيل "المتعفف"
في المقابل، نفت اللجنة المركزية للإعلام في التيار الوطني الحر، في بيان، ما ورد على الصفحة الرئيسية في إحدى الصحف وفيه أن "عقبتين أساسيتين لا تزالان تعترضان التأليف، ولا يمكن تجاوزهما، في حال استمر رئيس التيار الوطني الحر، جبران باسيل، في مطالبته بحقيبة الداخلية والثلث المعطل". أضاف بيان اللجنة: "إن النائب باسيل سبق أن صارح دولة الرئيس المكلف نجيب ميقاتي، في العشاء الذي دعاه إليه في دارته، في حضور النائب إدي معلوف، ثم في الاستشارات النيابية أمس الثلاثاء، أنه لا يرغب في تناول أي حديث يتعلق بتشكيلة الحكومة وتفاصيلها". وأشارت إلى أن "اللجنة المركزية للإعلام في التيار والمكتب الإعلامي لدولة الرئيس المكلف، كانا نفيا أن يكون النائب باسيل قد طلب من الرئيس ميقاتي وزارة الداخلية".

ميقاتي والحريري
وبعد لقائه بالرئيس عون، بعد الظهر، قال ميقاتي من قصر بعبدا: "أعطيت الرئيس اقتراحاتي حول التشكيلة الحكومية، ولمست قبولاً من جانبه، وأخذت ملاحظاته بعين الاعتبار". ولفت ميقاتي إلى أنه يسعى مع رئيس الجمهورية لتشكيل الحكومة سريعاً. ولدى سؤاله عن توقيت تشكيل الحكومة ردّ: "لما تشوفوني لابس smoking".

بدورها أعلنت رئاسة الجمهورية في بيان أن "الرئيس ميشال عون تابع مع رئيس الحكومة المكلّف نجيب ميقاتي درس موضوع تشكيل الحكومة العتيدة، وقدّم ميقاتي لرئيس الجمهورية لائحة بتوزيع الحقائب الوزارية، واطلع عليها الرئيس عون تمهيداً لابداء ملاحظاته عليها ودرسها في العمق بما يتناسب مع التوجهات العامة للحكومة الجديدة وسيستكمل البحث بعد ظهر غد".

من جهته، أشار رئيس الحكومة السابق ​سعد الحريري،​ إلى أنه "من مصلحة لبنان أن ينجح رئيس الحكومة المكلف ​نجيب ميقاتي​ في ​تشكيل الحكومة​، ونحن ندعمه بقوة". وأعرب عن ندمه على "التسوية التي أوصلت ​ميشال عون​ إلى ​رئاسة الجمهورية​". وفي حديث لقناة سكاي نيوز، شدد الحريري على رغبته بـ"رفع الحصانة عن الجميع في قضية ​انفجار مرفأ بيروت​". وأضاف: "نحن ضد تغيير اتفاق الطائف. لكن مواقف بعض الأحزاب تسعى لتثبيت الفراغ". كما قال: "مشكلتنا مع بعض المتطرفين كتنظيم الإخوان، أنك لو لم تكن منهم فأنت خارج عن الدين".

الموقف السعودي
واعتبر الوزير السابق نقولا نحاس أن "لا خيارات اليوم سوى الإسراع بتأليف الحكومة. وهو ما توحي به المؤشرات الأولى للمشاورات وتحمل إيجابيات.. لكن الشياطين تكمن في التفاصيل"، مشيراً إلى أن "المطلوب من الحكومة المقبلة أن توقف التدحرج والانهيار الحاصل، وتؤمن معطيات إيجابية يبنى عليها مع الخارج، في ظل الالتزامات والضمانات الدولية لإنقاذ لبنان". وأوضح أن "المجتمع الدولي أبدى استعداده منذ عامين لمساعدة لبنان ضمن شروط واضحة، إلا أن المشكلة داخلية، لأن لبنان غير قادر على إثبات نفسه كدولة تتمتع بإطار حكم سليم يعطي الثقة".

وعن الموقف السعودي من تسمية الرئيس نجيب ميقاتي، اعتبر نحاس أنه "موقف مبدئي من التموضع الأخير في لبنان تجاه أزمات المنطقة، وبالتالي لا مشاكل شخصية"، وقال: "كل الأمور ستخضع للمعالجة. لكن الأولوية الآن لتأليف الحكومة". إلى ذلك، فإن السفير السعودي وليد بخاري غادر بيروت بشكل عاجل إلى الرياض للتشاور. وهي خطوة مشابهة لأخرى سبقتها بعد تكليف سعد الحريري بتشكيل الحكومة، وقد تعطي انطباعاً سلبياً.

مصر لدعم الجيش
من جهة أخرى، استقبل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اليوم الأربعاء، قائد الجيش اللبناني العماد جوزاف عون، وذلك بحضور الفريق أول محمد زكي القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربي، إلى جانب السفير اللبناني علي الحلبي. 

وصرح السفير بسام راضي، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية المصرية، بأن الرئيس رحب بالعماد عون في زيارته لمصر، في إطار المباحثات مع وزير الدفاع والإنتاج الحربي.

وأكد الرئيس، الاعتزاز بعمق العلاقات الوطيدة بين مصر ولبنان على المستويين الرسمي والشعبي، وحرص مصر على سلامة وأمن واستقرار لبنان ومصلحته الوطنية.

وثمن الرئيس المصري الدور الأساسي الذي يقوم به الجيش اللبناني الوطني للحفاظ على الاستقرار والتوازن في لبنان.

من جانبه، أعرب العماد عون عن تشرفه بلقاء الرئيس المصري، ناقلاً إليه تحيات الرئيس اللبناني ميشال عون، ومؤكداً حرص لبنان على تعزيز العلاقات التاريخية الوطيدة التي تربط الدولتين الشقيقتين، والتي تقوم على أسس من التضامن والأخوة، مع الإعراب عن تقدير بلاده للجهد المصري في دعم لبنان في كافة المجالات، امتداداً لدور مصر المحوري لحفظ الاستقرار في المنطقة العربية بأسرها.

وأوضح المتحدث الرسمي أن "اللقاء تناول سبل تعزيز أطر التعاون الثنائي القائمة بين البلدين، والاستفادة من الخبرة المصرية في العديد من المجالات".