نصرالله بإطلالة صحّية: لا انتخابات مبكرة.. والبنزين من إيران!

المدن - لبنان
الثلاثاء   2021/06/08
نصر الله: اللجوء إلى الانتخابات المبكرة مضيعة للوقت وإلهاء للناس (الانترنت)
بعد أسبوعين على إطلالته الأخيرة، عاد أمين عام حزب الله، حسن نصر الله، إلى الشاشة بكامل صحّته. فضرب كل السيناريوهات التي سيقت في هذا الإطار منذ إطلالته الأخيرة يوم 25 أيار الماضي، فكانت كلمته اليوم في الذكرى الثلاثين لتأسيس قناة "المنار"، مناسبة لدحض كل الشائعات التي انشغل بها سياسيون ومحللون وصحافيون في الأيام الأخيرة. نصر الله، قطع في خطابه الطريق أمام الدعوات المتلاحقة لإجراء انتخابات نيابية مبكرة، في ظلّ العجز عن تشكيل الحكومة واستمرار الانحدار اللبناني العام، اقتصادياً ومالياً واجتماعياً. فوصف نصرالله الانتخابات المبكرة وإجراءها بـ"مضيعة الوقت"، داعياً كل المطالبين بهذا الطرح إلى تشكيل الحكومة لكونه المدخل الوحيد لحلّ الأزمة الداخلية.

أزمة المحروقات
وفي ظلّ الأزمة المستمرة في تأمين المحروقات وانقطاع الدواء والتهديد الحياتي واليومي الذي يلاحق اللبنانيين، تقدّم نصرالله بعرض جديد للتعاون بين الدولتين اللبنانية والإيرانية. وصعّد موقفه، مشيراً إلى طوابير الذلّ أمام محطّات المحروقات، فكانت رسالته الأبلغ على هذا المستوى تقول إنه "إذا استمر هذا الوضع، نحن سنذهب إلى إيران ونحصل على البنزين بالليرة اللبنانية ونأتي به إلى ميناء ‏بيروت، ولتمنع الدولة اللبنانية البنزين عن اللبنانيين عندئذ". هذا، في حين أنّ جهات عديدة تتّهم حزب الله بتهريب المحروقات المدعومة من قبل الدولة اللبنانية إلى سوريا. وقال إنّ "معالجة أزمة البنزين في لبنان ممكنة وخلال أيام قليلة عبر النفط الإيراني. لكن الموضوع بحاجة إلى قرار سياسي جريء بالتخلي عن أميركا واستيراد النفط من ايران وبالليرة اللبنانية".

الشأن الداخلي
وتطرّق نصر الله إلى الوضع الراهن، مشيراً إلى أنّ تسويق البعض لموضوع تأجيل الانتخابات النيابية، فلفت في هذا الإطار إلى أنّ "حزب الله لم يخطر في باله أصلاً تأجيل الانتخابات النيابية ولم نناقش ذلك مع حلفائنا". وشدد على أنه "يجب أن تجرى الانتخابات النيابية في موعدها مهما كانت الظروف"، معلناً بشكل واضح رفضه لإجراء انتخابات مبكرة "واللجوء إليها مضيعة للوقت وإلهاء للناس". واعتبر أنّ "من يطالب بالانتخابات النيابية المبكرة فليتفضل وليشكل حكومة وليتحمل المسؤولية. إذ أنّ أغلب الذين يدعون إلى انتخابات نيابية مبكرة حساباتهم حزبية فئوية، لا علاقة لها بوطن وشعب".

الأزمة وتفعيل المؤسسات
وتوقف نصر الله عند واقع الذل الذي يعيشه اللبنانيون مؤكداً "مواصلة  السعي لحل الأزمة الداخلية"، داعياً المعنيين إلى "الاستماع لوجع الناس وان يشاهدوا بألم مشاهد الناس على محطات الوقود وفقدان الدواء وانقطاع الكهرباء والعديد من المواد الغذائية الأساسية". وطالب المسؤولين بـ"وضع هذا المشهد الانساني قبل أي حسابات سياسية التي تفرض التشدد هنا او هناك". واعتبر نصر الله أنّ الأزمة هي نتاج 30 أو 40 سنة من التراكمات، مشيراً إلى أنّ "معالجة الأزمة تحتاج إلى قرار، منها الأداء الرسمي الضعيف في كل الملفات وبالوزارات المختلفة إلى حين تشكيل الحكومة". فأكد أن "على الحكومة والوزراء والمدراء والموظفين تحمّل المسؤولية، خاصة أنّ الأزمة الحكومية طالت وقد تطول على الرغم من الجهود من قبلنا ومن قبل الأخ الرئيس نبيه برّي".

الاحتكار والرقابة
وفي موضوع انقطاع الأدوية من الأسواق اللبنانية، أشار نصر الله إلى أنّ "معلوماتنا تقول إن الدواء موجود في مستودعات يحتكرها تجار الدواء وكذلك المواد الغذائية". وقال إن في لبنان "المحتكرين يسرحون ويمرحون ومعروفون، ولكنهم يحظون بالغطاء السياسي"، وتابع مشدداً على أنّ "الحلول الجذرية للأزمة الاقتصادية تحتاج سنوات، ولا يجوز انتظارها بلا حل للوضع الحالي". وتوجّه إلى المحتكرين بالقول "أنتم خونة، قتلة، وشركاء في جهنم مع قتلة النفس المحترمة"، واعتبر أن "على الحكومة والوزارات المعنية الحالية أن تعلن حرباً على الاحتكار والمحتكرين، وهذا جزء من المعالجة". كما أعاد تقديم عرض إضافي للمعنيين بتقديم 20 ألف متطوّع لمواجهة الاحتكار".

الدعم والبطاقة التمويلية
وحول موضوع رفع الدعم، توجّه إلى اللبنانيين قائلاً "أيها الشعب اللبناني كل ما تسمعونه عن ترشيد الدعم لن يحصل، ورفع الدعم شرط من شروط صندوق النقد الدولي". وسأل "هل أحد أسباب تأجيل تأليف الحكومة هو انتظار انتهاء الدعم على المواد الأساسية"؟ وفي معالجة نتائج الأزمة الاقتصادية، شدد نصر الله على ضرورة إقرار مشروع البطاقة التمويلية مشيراً إلى أنّ الأخيرة "إذا أقرّت في مجلس النواب تساعد 750 ألف عائلة في تخفيف المعاناة ونؤيد مشروع هذه البطاقة". معيداً التأكيد على أنّ المدخل الطبيعي لمواجهة الأزمة هو في تشكيل حكومة جديدة تتحمّل المسؤولية التنفيذية في البلاد.