باسيل يبدأ معركته الانتخابية ويستنجد بنصرالله

المدن - لبنان
الأحد   2021/06/20
استنجد باسيل بالآباء المؤسسين قائلاً "نحن في معركة على مستوى الوجود" (علي فواز)
افتتح رئيس التيار العوني جبران باسيل اليوم الأحد 20 حزيران موسم الانتخابات باكراً. فسياق كلمته كلها يصب في خانة الدفاع عن الصلاحيات ومواجهة من لا تعجبه استعادة الدور المسيحي منذ العام 2005. وهو بالتأكيد يغمز من قناة رئيس مجلس النواب نبيه بري والرئيس المكلف سعد الحريري. ولم يعتبر باسيل أن بري لديه مبادرة، بل يقوم بمسعى. وهذا بحدّ ذاته يخفف من أثر الاهتمام بأي مساعٍ جدية لتشكيل الحكومة.

مخاطبة نصرالله وجعجع
والجديد كان مخاطبة باسيل أمين عام حزب الله حسن نصر الله عبر الإعلام، داعياً إياه إلى أن يكون حكماً ويقبل لتياره ما يقبله لحزبه. والأساس في هذا الكلام هو الدفاع عن صلاحيات رئيس الجمهورية، وتقديم الخطاب بأسلوب مسيحي يفترض أن يستقطب المسيحيين للالتفاف حول رئيس الجمهورية.

وعملياً لم يقدم باسيل أي جديد في كلامه، إنما استعاد فيه مواقفه السابقة، مع رفعه شعار عدم التنازل، لأن التنازل حالياً وخسارة ما تم تحقيقه، وستؤدي إلى عدم القدرة على استعادته لاحقاً. وصحيح أنه كرر مواقفه بأن تياره يريد تشكيل حكومة برئاسة الحريري، وجدد اتهام الرئيس المكلف بأنه لا يريد تشكيل الحكومة، لكنه عملياً ضرب كل المحاولات التي يبذلها الحريري في سبيل تشكيل الحكومة، من خلال إصراره على عدم التنازل. مؤكداً أن الهدف الأكبر من الكلام يستهدف البيئة المسيحية انتخابياً. وذلك بتصويبه على القوات اللبنانية وسمير جعجع باتهامه بالتخاذل عن الدفاع عن صلاحيات المسيحيين.

معركة وجود 
وقال باسيل خلال كلمته مخاطباً المسيحيين: "وجودنا مرتبط بدورنا، ودورنا يجب أن يكون كاملاً، وليس طائفياً بل وطني. وهذا ما يجعل لبنان صاحب رسالة فريدة، تماماً كما أراده الآباء المؤسسون. ولذلك المعركة هي بمستوى الوجود". وتابع: "هم يستعملون ضيقة الناس ليكسرونا ويستعينون كالعادة بالخارج، ويخيّروننا بين جوع الناس وخسارة وجودنا السياسي، وطالما ناسنا صامدون نحن صامدون". 

ورأى أن "أزمة التشكيل كشفت أزمات أخطر وأعمق. كشفت أزمة النظام والدستور والممارسة والنوايا، وهذا الأبشع. وكشفت أن معركة الدفاع عن الحقوق التي نقوم بها، ليست من باب المزايدة ولا العرقلة، بل من باب حماية وجودنا الحر". وأضاف: "وجودنا مرتبط بدورنا. وهذا ما يجعل لبنان صاحب رسالة فريدة، تماما كما أراده الآباء المؤسسون. لذلك المعركة هي بمستوى الوجود". 

لن يبلعونا
وأشار باسيل إلى أن "أزمة التشكيل أظهرت أن المشكلة ليست بالنصوص الملتبسة للدستور الذي يفتقد للمهل، بل للأسف بالنوايا الدفينة التي تفضح أصحابها بلحظة تأزم أو غضب... وبهذه اللحظة تسقط كل معاني الشراكة والعيش المشترك ووقف العد، ويحل محلها التذكير بالعدد". وقال: "واضح أن هناك من لم يبلع استعادتنا للدور الذي شلحونا إياه بين 1990 و2005، واليوم يعتبرون أن عندهم فرصة جديدة ليستعيدوا زمن التشليح والتشبيح".

وشدد على أن "جوهر الأزمة هو الوجود والدور والشراكة في دولة تقوم على الإصلاح، وحتى الطائف الذي ارتضيناه ونطالب بتنفيذه وتطويره، وقدمنا مشروعا متكاملا بهذا الخصوص، صار المتمسكون به هم من يسيء اليه، بسوء تطبيقه وعدم احترام نصوصه ورفض تطويره، وبسببهم صار الطائف بخطر".

نحن وأنتم 
ولم تخل كلمة باسيل من توجيه رسالة إلى الثنائي الشيعي حين قال: "رئيس الحكومة يقوم بمداورة كاملة باستثناء وزارة واحدة هي المالية، وكأنّها صارت حقا مكتسباً. وهذا وحده كاف ليُسقط الطائف ونحن لا نقبل به". ووجه باسيل رسالة إلى نصر الله قائلاً: "أعرف أنّك لا تخزل الحق وأنا أقبل بما تقبل به لنفسك، وهذا آخر كلام لي في الموضوع الحكومي، أنا لا اسلّم أمري ومن امثّل الى السيّد حسن بل أؤمنه على الحقوق".

ثم أكد: "نحن نريد حكومة اليوم قبل الغد وبرئاسة سعد الحريري، لأنّ هذا المتاح وقدّمنا كلّ التسهيلات". وتابع، "تقولون لنا: ما بدّنا نحكي معكم وما بدّنا مشاركتكم، وبعد هيك بتقولولنا بدّنا ثقتكم لتعطونا الشرعية الميثاقية وتغطّونا. ونقول لكم إن رئيس الجمهورية سيوقّع، ونحن لن نأخد وزراء لنا، وانتم ستأخذون ثقة المجلس من دوننا، ونحن نقبل ولا نمنع الحكومة... لكنكم تقولون: "غصب عنكم بدّنا ثقتكم لنغطّسكم ونحملّكم مسؤولية وتسبّكم الناس".

وتظلم بالقول: "أي ردّة فعل تنتظرون منا عندما تستشهدوا بالبابا وبالبطريرك لتكذبوا عليهما بالمناصفة، وتطرحون المثالثة المقنّعة وبصيغة ثلاث ثمانات في الحكومة؟ المناصفة الفعلية هي 12 وزيراً مسلماً مقابل 12 من المسيحيين، يتم تسميتهم بالتوازي والتساوي من المسيحيين والمسلمين، وليس 8 يسمّيهم المسيحيون و 16 المسلمون. هذه اسمها مثالثة ومرفوضة!"

وقال باسيل: "المثالثة مرفوضة وربما البعض معتادون على السكوت نتيجة الخضوع والخوف على مدى 30 سنة وتوجه إلى القوات بالقول: "أنا أقول لكم: أنتو ساكتين وبتفرحوا لمّا الناس بتسبّنا! ليش أنتو لولانا كنتوا حصّلتوا يلّي عندكم؟".

وختم باسيل كلمته متوجهاً إلى "المنتشرين" اللبنانيين، يدعوهم إلى زيارة لبنان في هذا الموسم السياحي الصيفي مشيراً إلى أن تدني الأسعار في لبنان بالنسبة إلى العملات الأجنبية التي يحملونها وتدعم اللبنانيين "المقيمين".