تحقيقات المرفأ: إعداد مسرح الجريمة لإعادة تمثيلها!

نادر فوز
الأربعاء   2021/06/02
إعادة تركيب مسرح الجريمة لإجراء بعض الاختبارات الميدانية (Getty)
نتيجة جريمة 4 آب، وفي ظلّ غياب الأرقام الرسمية الصادرة عن الدولة اللبنانية ومنظومتها الحاكمة، يتضّح أن عدد الضحايا والشهداء الذين سقطوا يوم انفجار مرفأ بيروت قد ارتفع إلى 215. من بين هؤلاء مفقودون، وآخرون توفوا نتيجة مضاعفات الإصابة يوم الانفجار. جمعية "معاً"، وثّقت كل هذه التفاصيل، ومن المفترض أن تطبع كتيّباً خاصاً عن ضحايا وشهداء 4 آب، يوم الجمعة المقبل في الرابع من حزيران. وسيضمّ الكتّيب أسماء ومعلومات عن جميع الضحايا، إضافةً إلى شهادات من ذويهم. وعلّ عبارة "أكثر من 200 ضحية"، هي الرائجة في أي كلام أو موقف أو مادة صحافية تتعلّق بتفجير المرفأ، في بلد لطالما تعاطى المسوؤلون فيه مع الضحايا كرقم أو عدد.

تحقيقات البيطار
في الأثناء، يستكمل القاضي طارق البيطار تحقيقاته في ملف انفجار مرفأ بيروت، ولم تصدر بعد أي نتائج فعلية للمعلومات التي أطلعه عليها الوفد الفرنسي المكلّف بالتحقيق في القضية. وفي هذا الإطار، علمت "المدن" أنّ البيطار استمع خلال الساعات السابقة إلى أحد الضباط الأمنيين السابقين بصفة شاهد. وقالت مصادر مواكبة للتحقيق إنّ "عمل البيطار يتركّز اليوم على عمل ضباط من مؤسسات أمنية في المرفأ". فلمس البيطار، حسب المطلعين، محاولة أحد المدعى عليهم التملّص من الإجابة عن بعض الأسئلة من خلال إنكار معرفته ببعض التفاصيل. وهو الأمر الذي يمكن تفسيره على أنه "محاولة للتغطية على مرؤوسي المدعى عليه". وهو ما دفع البيطار إلى توسيع دائرة الاستجوابات وتدوين الإفادات بهذا الخصوص.

أسئلة مشروعة
وفي هذا الإطار، تقدّم عدد من وكلاء الضحايا والموقوفين على حدّ سواء، وخلال دردشة مع "المدن"، بالعديد من الأسئلة والتساؤلات حول التحقيق المستمر في ملف جريمة 4 آب. ونقطة الإجماع، التي تكاد تكون الوحيدة، بين الطرفين هي التساؤل عن سبب الاكتفاء بتوقيف "صغار الموظفين في مرفأ بيروت"؟ فبدل أن يكون على رأس هرم الموقوفين مدير عام، يشير هؤلاء إلى أنّ "أصغر الموقوفين والمدعى عليهم أو حتى الذين يتمّ استجوابهم، يجب أن يكونوا في موقع مدير عام". لذا يعود السؤال أيضاً عن مصير التحقيق والادعاء على وزراء ورؤساء مستقيلين وسابقين في ملف المرفأ، وكيفية معالجة القاضي البيطار لهذا الجانب من التحقيق.

مسرح الجريمة
وفي سياق آخر متعلّق بتحقيقات القاضي البيطار، علمت "المدن" أنّ الأخير يضع لمسات أخيرة على عملية إعادة تمثيل الجريمة. وفي هذا الإطار عمل البيطار، بواسطة خبراء ومعاونين، على إعادة تركيب مسرح الجريمة لإجراء بعض الاختبارات الميدانية، وأهمها إعادة تمثيل عملية التلحيم. وقال مطلعون على سير التحقيق إنّه "من المرجح أن يعاد تركيب مسرح الجريمة في مرفأ بيروت"، مع العلم أنّ البيطار سبق وزار المرفأ مرّتين على الأقل خلال الأسابيع الماضية. مرة أولى لمنع أي تدخّل في المكان، خصوصاً بعد ما أشيع عن نيّة إحدى الجمعيات إقامة حفل في المرفأ برعاية رئيس الجمهورية. ومرة ثانية، برفقة وفد من القضاء الفرنسي يحقّق في الملف نظراً لسقوط ضحيّتين من الجنسية الفرنسية يوم 4 آب.

وعلى مستوى آخر، تابع عدد من الوكلاء القانونيين اليوم التقدّم بطلبات إخلاء السبيل لموكلّيهم الموقوفين في ملف المرفأ. مع العلم أنّ الخطوة الأخيرة التي اتّخذها القاضي في ما يخص إخلاءات السبيل كانت قبل خمسين يوماً، أي في 15 نيسان الماضي، يوم وافق على إطلاق 6 من أصل 25 موقوفاً في الملف. إلا أنه لا يزال غير واضح الموعد الذي سيقدم فيه البيطار على تحويل هذه الطلبات الجديدة إلى النيابة العامة لإبداء الرأي فيها، وليصدر بعدها قراره في شأنها.