الراعي: على الدولة أن تكون مستقلة ولشعب لبنان كله

المدن - لبنان
الأحد   2021/06/13
قضى حكام لبنان على علاقاته العربية والدولية (علي علوش)
دعا البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي "الدولة إلى التحرك نحو الدول الشقيقة والصديقة، للتفاوض معها لمساعدة لبنان اليوم قبل غد. فالشعب لا يحتمل مزيداً من القهر والإذلال". 

دولة مستقلة للشعب
وأضاف، خلال قداس الأحد في 13 حزيران، أن "الدول مستعدة لتلبية النداء، لكنها تفترض أن تكون الدولة دولة لبنان ودولة شعب لبنان، وتمتلك قرارها الحر والمستقل. لقد حان الوقت لخروج الدولة من لعبة المحاور الإقليمية، ولتعيد النظر بخياراتها التي أثبتت التطورات أنها لا تصب في مصلحة البلاد والاستقلال والاستقرار والوحدة والازدهار، وأنها قضت على علاقات لبنان العربية والدولية".

واعتبر أن "الجماعة السياسية ضربت سمعة لبنان الدولية، فيما كان اسم لبنان رمز الإبداع والنهضة والازدهار في بلاد العرب والعالم". ودعا حكومة تصريف الأعمال "لتقوم بواجباتها بحكم الدستور والقانون والضمير، فتبادر إلى توفير الغذاء والدواء والمحروقات وحليب الأطفال" وتساءل الراعي: "أليس من أبسط واجباتها دهم مستودعات وخزانات الاحتكار، وتوقيف شبكات التهريب المنظمة والمحتضنة، وإقفال المعابر غير الشرعية وضبط المعابر الشرعية، ومنع غلاء الأسعار والتزوير؟".

قيادة حكيمة
وأكد أنه "رغم فداحة الأزمة، الحلول موجودة وسبل الإنقاذ متوافرة. لكن هناك من يمنعون تنفيذ الحلول، ويمنعون تأليف الحكومة. وهناك من يريد أن يقفل البلاد ويتسلم مفاتيحها. وهذه رهانات خاطئة. هذا بلد لا تسلم مقاليده لأحد ولا يستسلم أمامَ أحد. جذوة النضال في القلوب حية. بلادنا تمتلك، رغم الانهيار، جميع طاقات الإنقاذ، لكنها تحتاج إلى قيادة حكيمة وشجاعة ووطنية تحب شعبها. وإذا لم تتوافر هذه القيادة، فمسؤولية الشعب أن ينتظم في حركة اعتراضية سلمية لإحداث التغيير المطلوب، ولاستعادة هوية لبنان وحياده الناشط ومكانه في منظومة الأمم، وصداقاته، والدورة الاقتصادية والحضارية العالمية، ودوره في الإبداع والسلام".

الشعب المحروق 
وأضاف الراعي: "نقول للمسؤولين الذين يعطلون تأليف الحكومة ونهوض الدولة: لقد عرفنا سياسة الأرض المحروقة، لكننا نرى في هذه الأيام سياسة الشعب المحروق. العالم كله ينتظرنا لكي يتمكن من مد يد المساعدة من أجل إنهاض الدولة".


وخاطب السياسيين قائلاً: "أما أنتم فغارقون في لعبة جهنمية، في الأنانيات والأخطاء، في سوء التقدير وسوء الحوكمة، في المحاصصة والمكاسب، وفي السير عكس أماني شعبنا...ولا يكفي أن تعترفوا بعجزكم وضعف صلاحياتكم لتبرروا المراوحة، وتتركوا الأزمات تتفاقم والمآسي تتعمق والانهيار يتسارع. هذه البلاد ليست ملكية خاصة لكي تسمحوا لأنفسكم بتفلسيها وتدميرها. وهذه الدولة هي ملك شعبها وتاريخها وأجيالها الطالعة".
وختم عظته بالقول: "أمام عدم معالجة الأمور العامة الحياتية، نتساءل إذا ما كنتم مكلفين بتدمير بلادنا، وإلا لم هذا الجمود فيما فرص المعالجة متوافرة، ونحن في زمن فيه حلول لكل شيء؟".