طرابلس وعكار: انتخبوا بشار الأسد.. أو نحرق مخيماتكم

جنى الدهيبي
الخميس   2021/05/20
كانت الباصات في انتظارهم لنقلهم عند بوابات المخيمات (مصطفى جمال الدين)
يبدو أن طرابلس وعكار كانت لهما حصة وافرة من الباصات والسيارات التي نقلت السوريين إلى السفارة السورية في اليرزة لانتخاب بشار الأسد رئيسا للنظام السوري. واندلعت الإشكالات على طول الأوتستراد بينهم وبين مجموعة من المحازبين والمواطنين اللبنانيين الذين استفزهم مشهد رفع صور الأسد والهتافات المناصرة له.  

"واجب وطني شرعي"
ميدانيًا، انطلقت منذ الصباح الباكر عشرات الباصات من منطقة جبل محسن في طرابلس، ناقلة مئات المواطنين السوريين إلى السفارة السورية، على وقع مكبرات الصوت المؤيدة للأسد، ودعوة الناس إلى الانضمام إليهم.  

حتى في أسواق طرابلس وساحاتها، لاحظ  بعض شهود العيان اختفاء عربات وبسطات يشغلها اللاجئون السوريون، ما عكس حجم المشاركة السورية من المناطق الشمالية.  

وكان عضو المجلس الإسلامي العلوي الشيخ أحمد الضايع، وجه تحية لأهالي جبل محسن والحزب العربي الديمقراطي السوري في ساحة نصب الجيش في جبل محسن بطرابلس، حيث رفعت الأعلام السورية وصور الأسد. وقال الشيخ: "نذهب إلى السفارة العربية السورية في بيروت لنؤدي واجب وطني وشرعي، ونبايع بالدم على ولاية دستورية جديدة ومن باب الوفاء والعزة والكرامة".  

عشائر عكار
وفي عكار اصطفت عشرات الباصات والفانات على طول الطريق العام الذي يربط المنية بعكار، وسط إجراءات أمنية واكبتها عناصر مخابرات الجيش اللبناني. وقد حضر معهم عدد من وجهاء عشائر عرب سوريا ورئيس "المركز الوطني" كمال الخير، لمواكبة السوريين الذين سبق أن سجلوا أسماءهم في قوائم الانتخابات.  

ورغم الهتافات المناصرة للأسد التي أثارت استفزازًا كبيرًا للبنانيين، يبدو أن نسبة كبيرة من اللاجئين السوريين تعرضت لضغوط كبيرة للمشاركة بالانتخابات. وارتقت حتى تهديدهم بالقتل وحرق خيمهم. وهذا يؤكد هشاشة المشهد "التمثيلي" في الشوارع، بعد حملة ضغوط واسعة سبقت موعد الانتخابات في السفارة السورية في بيروت. (راجع "المدن").  

وتشير معلومات "المدن" إلى أن الضغوط على اللاجئين في المخيمات، ولا سيما في المنية وعكار، بدأت منذ نحو ثلاثة أسابيع، حين انطلقت عملية تسجيل أسماء النازحين. وقد جرى التركيز على المخيمات الكبيرة، لا سيما في بحنين، عن طريق شخص من آل الفتى. وهو مقرب من كمال الخير. 

سلاح وتهديد بالحرق
وتفيد المعلومات أن النازحين استيقظوا اليوم الخميس 20 أيار، وكانت الباصات في انتظارهم لنقلهم عند بوابات المخيمات، من الساعة 5:30 فجرًا، كي لا يسمحوا لأحد بالذهاب إلى عمله في الأراضي الزراعية، هربًا من عملية الاقتراع.  

وفي محاولة لاحتجاز حرياتهم، وجه بعض المنظمين تهديدات للنازحين باحراق خيمهم. وهناك من شهر السلاح في وجه من كان لا يرغب بالاقتراع. فذهب العشرات من دون رغبتهم بذلك، حسبما أفاد شهود عيان لـ"المدن".  

هذا الأمر يحاول نفيه محمد مطر، صاحب مكتب عقاري ونائب رئيس حزب البعث العربي السوري في المنية. وقال لـ"المدن": "نحن لا نضغط على أحد، ونؤمن بحق السوريين الديمقراطي في انتخاب رئيسهم الدكتور الرفيق بشار الأسد" (!). وقال إن السفارة السورية غطت كلفة الباصات، وكذلك رابطة العمال السوريين في لبنان، وغيرهما من المحازبين والقياديين اللبنانيين.  

وقُطِع أوتوستراد البالما الذي يربط طرابلس بطريق بيروت الدولي، من قبل بعض المجموعات اللبنانية التي أرادت توقيف باصات السوريين. واعترض لبنانيون عدداً من الشاحنات التي تنقل مادتي المازوت والبنزين، بحجة السعي لتهريبها إلى سوريا. 

بالموازاة، انطلق عدد من أهالي جرحى منطقة جبل محسن بطرابلس، الذين سقطوا خلال اعتراض طريقهم من قبل محازبين لبنانيين، في مسيرة غاضبة جابت أحياء الجبل، ورفعوا الأعلام السورية وصور الأسد هاتفين له "بالروح بالدم نفديك يا بشار".
وألقى معاون الأمين العام للحزب "العربي الديمقراطي"، علي فضة، كلمة شدد فيها على "ضرورة إجراء تحقيق بما حصل ومحاسبة المعتدين على الناخبين السوريين"، مؤكداً أنهم "خلف الرئيس بشار الأسد".
أما في باب التبانة، فقد توجه عدد من الشبان إلى شارع سوريا، وقاموا بإحراق علم النظام السوري وصور الأسد، ردًا على الهتافات المؤيدة له في جبل محسن.