بكركي تتحول مزاراً سياسياً.. وحزب الله يوسّط اللواء ابراهيم
التيار و"الحوار الشامل"
من الواضح أن التيار الوطني الحرّ يريد أن يدخل على خط العلاقة مع بكركي والفاتيكان، لعدم ترك المجال للقوى الأخرى، وتطويقاً لمحاولات إشاعة أجواء سلبية في العلاقة بين التيار الوطني الحرّ والبطريرك الراعي. وكان صباحاً قد حصل اتصال هاتفي من قبل رئيس التيار، جبران باسيل، بالبطريرك الراعي. بعد اللقاء، قال عازار: أبلغنا الراعي أنّ "التيار" مستعد للبحث في أيّ طرح على قاعدة الحوار الشامل بين اللبنانيين. وأضاف: نقول للمصطادين بالماء العكر إنّ هذا الصرح أكبر من أن تطاله سهام الكيدية والسلبية، وما بينه وبين "التيار" لن تقوى عليه ألسنة السوء، والأيام شاهدة. ووضعنا الراعي في تفاصيل الكتاب الذي توجّهنا به إلى البابا فرنسيس.. الاتصال دائم بين البطريرك الراعي وباسيل ولم ينقطع أبداً. و"هذا بيتنا ومنجي ومنروح بسّ بدنا حتّى من دون أيّ تحضير". وتابع: "بحثنا موضوع تشكيل حكومة قادرة بتركيبتها وبرنامجها على تحقيق الإصلاح المطلوب، واكتساب ثقة اللبنانيين قبل كل شيء. وقد لمسنا حرص غبطته على أن يتم الاستحقاق بأسرع وقت، ومن ضمن الأصول والقواعد الميثاقية والدستورية وعلى أساس الشراكه الوطنية الكاملة".
التحضير للسبت
إلى ذلك، استقبل الراعي وفداً من "لقاء سيدة الجبل" و"التجمع الوطني" و"حركة المبادرة الوطنية" سلّمه مذكرة سياسية. هذا الوفد الموسع، ضم شخصيات مسيحية وإسلامية، أكدت على الوقوف إلى جانب الراعي في مواقفه وطروحاته، وأبدى الوفد كل الدعم والتأييد لخيار البطريرك، مشيراً إلى أنه يتم التحضير لتجمّع شعبي حاشد يوم السبت المقبل في بكركي، دعماً لمواقف الراعي.
وقد أشار البطريرك إلى أنه "عندما كنا نعيش زمن الحياد كان لبنان يعيش الازدهار والتقدم. وخسرنا كل شيء عندما فُرض علينا ألا نكون حياديين"، لافتاً إلى "أنّنا وصلنا إلى مكان لا نستطيع التفاهم مع بعضنا البعض. لذلك كان طرحنا لمؤتمر دولي". وأضاف: "علينا تشخيص مرضنا وطرح معاناتنا انطلاقاً من ثلاث ثوابت هي وثيقة الوفاق الوطني والدستور والميثاق، وكل ما يجري الخلاف عليه اليوم في الداخل هو بسبب التدخلات الخارجية".
كما دعا الراعي كل فريق إلى "وضع ورقة حول مشكلتنا في لبنان لتقديمها كورقة واحدة إلى الأمم المتحدة من دون الرجوع إلى أي دولة".
وساطة عباس ابراهيم
وفي إطار محاولات تقريب وجهات النظر بين بكركي وحارة حريك، سيتحرك اللواء عباس إبراهيم على خط العلاقة بين الطرفين. إذ سيزور ابراهيم الصرح البطريركي بعد ظهر الخميس، للبحث مع الراعي في كيفية تهدئة الأوضاع، والتركيز على نقطة الحوار الجامع بين كل القوى اللبنانية. وهذا موقف سيشير إلى انفتاح حزب الله على كل الأفرقاء. ويفترض أيضاً أن يزور وفد من كتلة المستقبل الراعي يوم الإثنين المقبل، في إطار الحرص على العلاقة واستمرار التنسيق.
في المقابل، تحدثت المعلومات عن احتمال تشكيل وفد من قبل بكركي ليجول على المرجعيات الروحية المختلفة، لشرح وجهة نظر الراعي حول الدعوة إلى مؤتمر دولي لحل الأزمة اللبنانية.