العونيون يتطاحنون على النيابة..وباسيل يختار مقربيه ومسؤولي العلاقات الدولية

المدن - لبنان
السبت   2021/12/04
باسيل: "لا أحد يطلب مني التدخل لتعويمه بعد خسارته في الانتخابات الداخلية" (عباس سلمان)

ليس بجديد الكلام عن خلافات تعصف في صفوف التيار العوني. فهو بدأ يشهد خلافات منذ عودة رئيسه الروحي ميشال عون من منفاه الباريسي. ومنذ ذلك الحين، بدأ يتلمس من يعتبرون انفسهم مناضلون/ات لسنوات، بقاء "قضيتهم" على قيد الحياة. وبدأ يقلقهم أن يفضّل عون تكليف صهره جبران باسيل دون سواه، ملفات أساسية في علاقات التيار الداخلية والخارجية. ومنذ ذلك الحين، تتالت الانشقاقات، فبلغت ذروتها يوم "نصَّب" عون باسيل رئيساً غير منتخب على التيار الذي يفاخر بآلياته الديمقراطية في انتخاب مسؤوليه.

باسيل يختار نواب تياره
واليوم عادت بعض الخلافات إلى الظهور في العملية الانتخابية الأخيرة التي شهدها التيار منذ أكثر من أسبوع. وهي المرحلة الأولى التي تتطلب من أي راغب في الترشح إلى الانتخابات النيابية، الترشح والفوز بأصوات المنتسبين في التيار.

فالفائز والناجح في المرحلة الأولى، يكمل المرحلتين الثانية والثالثة، اللتين يملك باسيل حق اتخاذ القرار الذي يراه مناسبا "لمصلحة التيار". لكن الخلافات متفشية بالجملة من جزين إلى المتن وكسروان وجبيل، ويفصل فيها باسيل لمصلحة ما يراه مناسباً تحت عنوان "الركون إلى نتائج الانتخابات الداخلية".

جزين: أبو زيد الروسي
في جزين ارتفع اعتراض النائب زياد أسود ووصل إلى حد اتهام زميله النائب السابق أمل أبو زيد برشوة بعض الأشخاص ليتقدم عليه في الأصوات. واتهم أسود صراحة القيادة الحزبية بالتأثير على الناخبين، ليصوتوا لأبو زيد.

وإشكال قضاء جزين ليس بجديد. فالمعركة بين أسود وأبو زيد عمرها من عمر ترشح أبو زيد للانتخابات النيابية. والرجلان مارونيان يترشحان لمقعدين مارونيين، يدرك الجميع أن التيار العوني عاجز عن الفوز بهما معا. ويعتبر أبو زيد من أصدقاء باسيل، والممسك بملف علاقة التيار بروسيا. أما أسود فيعتبر من صقور التيار العوني وأحد أبرز مناضليه منذ زمن الاحتلال السوري.

وعلق باسيل على هذا الاشكال قائلا: "لا أحد يطلب مني التدخل لتعويمه بعد خسارته في الانتخابات الداخلية". ورسالة باسيل هذه في جزين واضحة في ميلها لمصلحة أبو زيد.

جبيل: أبي رميا الفرنسي
لكن المفاجأة مسرحها جبيل، حيث جاء تصريحه لمصلحة النائب سيمون أبي رميا. فالمعروف أن باسيل ينحاز لأصدقائه ومؤيديه من النواب، ويعارض محور خصومه المتمثل بالنواب ألان عون، سيمون أبي رميا، ابراهيم كنعان، وزياد أسود.

وفي جبيل هناك فريقان عونيان يختلفان في كل شيء. فريق أبي رميا وفريق آخر يوالي باسيل، ومؤلف من طارق صادق ومنسق جبيل سايد يونس. واتهم الفريق الصديق لباسيل أبي رميا بتزوير نتيجة الانتخابات لصالحه. لم يُحمل الاتهام على محمل الجد، ولم يتابعه باسيل، بل طلب من كل معترض على نتيجة انتخابات جبيل التزام الصمت والخضوع للنتيجة، رافضاً كل كلام عن تراجع أبي رميا.

لماذا هذا الدعم الباسيلي المفاجئ لابي رميا؟ يقول عارفو بباسيل إنه يبحث عن كل شخص على صلة بالمجتمع الدولي. وأبي رميا مسؤول عن علاقات تياره مع فرنسا. فهو لبناني- فرنسي ويمسك بملف العلاقة مع باريس، وبالتالي يعتبر حاجة ماسة لباسيل المحاصر دولياً.

المتن وكسروان: بستاني وبو صعب
في كسروان انسحب النائب روجيه عازار، بعدما أدرك أن إرادة باسيل ليست لمصلحته، بل لمصلحة وزيرة الطاقة السابقة ندى البستاني التي تنشط كثيراً في كسروان. لا يمانع عازار من مرافقة باسيل والبستاني في الجولات الانتخابية الكسروانية، ولكنه يدرك أن لا مكان سوى لماروني على اللائحة. لذا امتنع عن الترشح في انتخابات التيار الداخلية.

وفي المتن لم يترشح كذلك في الانتخابات الداخلية النائب الياس بو صعب، الذي يعلن حتى اللحظة أنه يفكر في احتمال ترشحه للنيابة أو عدمه. لكن الواقع غير ذلك، فهو يعود إلى الخلافات الدائمة بينه وبين النائب المتني ابراهيم كنعان.

وفي المعلومات أن كنعان يتفوق على بو صعب في الأصوات الداخلية من المنتسبين، بينما يحصد بو صعب أصوات غير المنتسبين. ولذلك امتنع عن الترشح، لأن المرحلة الثانية والثالثة من الانتخابات الداخلية تتيح لرئيس التيار اختيار ما هو مناسب لخوض المعركة، وبالتالي يعتبر بو صعب، صديق باسيل، مقعده محجوزاً سلفاً، عندما يخوض المنافسة في الانتخابات النيابية مع زميله كنعان في المتن.

هذه الخلافات الظاهرة على مستويات عالية، ولكن خلفها خلافات كثيرة في الصفوف الحزبية، شأنها شأن الخلافات في الأحزاب كافة. ولكن أهميتها تكمن في تكريس حال التصدع التي يشهدها التيار الرئاسي، بعدما كان من أقوى التيارات السياسية في لبنان.