ما حقيقة وجود مخزنيّ سلاح لحماس في البرامية؟

المدن - لبنان
الثلاثاء   2021/12/21
نفت "حماس" وجود أي شيء يتعلق بها في البلدة (المدن)
أثار تداول الإعلام الإسرائيلي تقريراً نشره مركز "ألما" عن خريطة مزعومة لانتشار مخازن ومستودعات أسلحة لحركة حماس في عدة مناطق لبنانية عدة ومنها منطقة صيدا، قلق ومخاوف أهالي بعض المناطق (راجع "المدن"). والتقرير مرفق بصور جوية للنقاط المزعومة، ومن بينها صورتان جويتان لبلدة البرامية شرق صيدا تظهران مركزين: مشغل الأم للخياطة، التابع للجماعة الإسلامية. ومدرسة خاصة. ونظراً لخصوصية بلدة البرامية المسيحية واختلاطهم بسكان مسلمين ولموقعها على تخوم صيدا، سارعت البلدية للتحرك دحضاً لمزاعم وجود مخازن أسلحة في البلدة، ووضع حد لما يتداول إعلامياً في هذا الموضوع.

وسجل تحرك سريع لمخابرات الجيش والأجهزة الأمنية، استطلاعاً لحقيقة هذه المعلومات، فلم يفض إلى ما يشير إلى وجود أسلحة.

كتاب البلدية
فقد وجه رئيس بلدية البرامية جورج سعد كتاباً إلى محافظ الجنوب منصور ضو حمل رقم الصادر 16/2021 ، وجاء فيه "بعدما تداولت مواقع التواصل الاجتماعي خبراً عن وجود مراكز في عدد من المناطق اللبنانية يوجد فيها أسلحة وذخائر تابعة لحركة حماس، ومن ضمنها مشغل الأم في بلدة البرامية، مرفقة بصور جوية للموقع المذكور ولمدرسة قربه مقابل مدافن الدروز في البلدة، نشأت بلبلة وقلق بين الأهالي. لذلك نرفع لسعادتكم كتابنا هذا راجين من حضرتكم التفضل بالاطلاع وتزويدنا بالتوجيهات المطلوبة لمعالجة هذا الموضوع، وتكليف من ترونه مناسباً من الأجهزة الأمنية لمؤازرتنا لنتمكن من القيام بما يجب القيام به".

واتصلت "المدن" برئيس البلدية جورج سعد وسألته عن حقيقة الأمر، فأشار إلى أنه كما أهالي البلدة وقاطنيها فوجئ بما نشر وتم تداوله عن وجود مراكز مزعومة لأسلحة في البلدة، وقال: "هذه الخبرية هزتنا ونعتبرها تجنٍ على البرامية التي تشتهر بالسياحة وبجمالها. فتفاجأنا بأن يقال أن فيها مخزناً للسلاح".

رئيس البلدية جورج سعد

وأضاف أنه بناء على ذلك وجه كتاباً إلى سعادة محافظ الجنوب لوضعه في الصورة وأخذ توجيهاته. وتواصل مع مخابرات الجيش اللبناني للغاية نفسها. وقام بزيارة ميدانية للمشغل الذي يزعمون أن فيه أسلحة، وفتشه بالاتفاق مع أصحابه فلم نجد شيئاً. لذا "نترك للأجهزة الأمنية أن تقول ما إذا كان يوجد سلاح أم لا. لكن حسب معطياتنا لم نر شيئاً، ولا ما يوحي بأن يكون هناك سلاح في البلدة".

وعن الموقع الآخر الذي أظهرت الصور الجوية التي وزعها الإعلام الإسرائيلي، قال سعد: "هو مبنى مدرسي مقابل مقبرة الدروز، وكانت تشغله سابقا مدرسة الجنان ثم مدرسة خاصة أخرى. واليوم هو مدرسة  باسم وإدارة جديدين. وقد تفقدنا المدرسة والغرف فيها ولم نجد شيئاً".

الجيش وحماس
وقال أيضاً أنه لم يلحظ يوماً أي شيء غير طبيعي في البلدة، ولا أي حركة مشبوهة. لذلك اعتبر أن ما يثار في خانة المزايدات على البرامية، "فهي عاصمة محلية للجمال والسياحة لا مركزاً للسلاح، ونحن لا نقبل بذلك". وكشف سعد لـ" المدن" أنه تواصل مع أحد مسؤولي حماس للاستفسار منه عما يتم تداوله، فابلغه المسؤول أن لا وجود لأي شيء يتعلق بحماس في البلدة.

وعلمت "المدن" أن ممثلين لمخابرات الجيش اللبناني وأجهزة أمنية أخرى استطلعوا الموقعين في البرامية، فلم يجدوا أي مخازن أسلحة أو أي نوع من السلاح فيهما.

لكن هذا لا يبدو أنه طمأن أهالي البلدة وبلديتها. لذا يواصل رئيسها تحركه في اتجاه المسؤولين الرسميين والأمنيين لمتابعة هذا الموضوع.