3.9 مليون ناخب: التيار تحبطه العقوبات والقوات أنشط الأحزاب

وليد حسين
الخميس   2021/12/16
تقدم واضح لقوى المعارضة بنسبة تصل إلى أكثر من ستين بالمئة بين المغتربين (فادي أبوغليوم)
ما زال نشاط الأحزاب السياسية في دول الاغتراب ضعيفاً، بخلاف القوات اللبنانية التي تنشط كثيراً في فرنسا وكندا وأميركا وأستراليا. لكن المجموعات المعارضة أكثر نشاطية من الجميع، وذلك منذ انطلاق حملة التسجيل قبل نحو شهرين. 

الموارنة في الصدارة
وفي جديد قوائم الناخبين بلغ مجموع الناخبين في لبنان 3.9 مليون ناخب، بينهم 225 ألف ناخب مغترب، بتقدم بنحو 300 ألف ناخب عن الانتخابات السابقة، عندما كان العدد 3.6 مليون ناخب (بينهم 82 ألف مغترب). 

على مستوى المغتربين، تصدّر الموارنة المسجلين بنحو 74 ألف ناخب، يليهم السنّة بنحو 45 ألف ناخب، فالشيعة بنحو 44 ألف ناخب، يليهم الأرثوذكس بنحو 22 ألف ناخب، ثم الكاثوليك والدروز بنحو 15 ألف ناخب.
الملفت في توزع المغتربين أن عدد المسجلين وصل في بعض الدوائر إلى نحو حاصلَين انتخابيين مثل بيروت الأولى، حيث الحاصل الانتخابي نحو 5 آلاف صوت، فيما عدد المسجلين وصل إلى أقل من عشرة آلاف صوت بقليل. وهذا يسري على بيروت الثانية حيث فاق عدد المسجلين 26 ألف صوت، وكذلك دائرة الشوف-عاليه حيث وصل عدد المسجلين إلى نحو 25 ألف صوت. وفي دائرة الشمال الثالثة، حيث أم المعارك، وصل عدد المسجلين إلى نحو 27 ألف ناخب، أي أكثر من حاصلين. 

معوض-فرنجية
وفيما بدأت الأحزاب والمجموعات المعارضة تنشط في الخارج (زيارات قام بها النائب القواتي بيار أبو عاصي إلى كندا وسامي الجميل في أميركا) سيبدأ النائب ميشال معوض وغريمه طوني فرنجية بزيارات مرتقبة إلى استراليا. فقد تبين أن عدد المسجلين للاقتراع لدائرة زغرتا هناك مرتفع عن باقي دول الاغتراب. ووفق مصادر متابعة لتسجيل الناخبين في الخارج، التسابق بين معوض وفرنجية أساسي في استراليا، خصوصاً أن المقعد الثالث في زغرتا ليس مضموناً لفرنجية هذه المرة، بسبب تراجع حظوظه بين المغتربين. 

تقدم المعارضة
ووفق بعض الجولات التي قامت بها شخصيات معارضة بين فرنسا ودول أوروبية أخرى ودول الخليج، خصوصاً السعودية والإمارات، فإن التصويت الاعتراضي طاغ فيها لصالح قوى المعارضة. ففي السعودية، وبخلاف ما يشاع، لا يوجد تقدم للقوات أو للحزب التقدمي الاشتراكي، اللذين يملكان حضوراً قوياً هناك، بل لقوى المعارضة. 

وإذا كانت حركة أمل تنشط في أوروبا، وخصوصاً في ألمانيا (تتواصل مع المسجلين وتستمزج رأيهم بالتصويت)، فثقل الثنائي الشيعي يبقى في افريقيا. وقد برز بعض النشاط لحليف الثنائي الشيعي أي "الأحباش"، وخصوصاً في السويد. لكن نصيبهم من المسجلين يفوق الألف صوت بقليل، وفق ما أكد المصادر. 

ووفق بعض الإحصاءات التي أجريت في الخارج، ثمة تقدم واضح لقوى المعارضة بنسبة تصل إلى أكثر من ستين بالمئة من أصوات المغتربين، وتأتي القوات اللبنانية كأول قوى حزبية ناشطة في الخارج بنسبة نحو عشرين بالمئة. 

التيار والعقوبات
بخلاف القوات، التيار الوطني الحر شبه غائب بين المغتربين. ويكاد نشاطه ينحصر بين بريطانيا وفرنسا وأميركا وكندا. لكن تبين في فرنسا، من خلال بعض اللقاءات، أن المغتربين يخجلون حتى من حضور اللقاءات، التي يدعون إليها. وتراجعت شعبيته هناك، خصوصاً بعد أحداث الطيونة، وموقف التيار الملتبس من حزب الله. أما في كندا وأميركا، فيعمد المغتربون إلى إقفال الهاتف عندما يعلمون أن المتصلين هم من التيار. 

ووفق مصادر مطلعة على أجواء التيار، فقد أثرت العقوبات التي فرضت على الوزير جبران باسيل والمتعهد داني خوري كثيراً، وتحديداً العقوبات على الأخير. فقد قدم عدد لا بأس به استقالاتهم من التيار في أميركا بعد العقوبات على خوري، وبات التيار بلا سند مالي من متمولين في الخارج، بعد مرحلة العقوبات. وهذا بمعزل عن تضارب مصالح قدامي العونيين مع التيار والشبيهة بما يحصل داخل لبنان.  

تزاحم المرشحين
بعد نشر القوائم النهائية، تبقى الأعين مصوبة على الطعن المقدم من التيار الوطني الحر، والذي يفترض ألا يأخذ فيه المجلس الدستوري أي قرار، ويكون بحكم الساقط تلقائياً. لذا، سيكون اقتراع المغتربين للنواب الـ128 نائباً أساسياً في لبنان، وخصوصاً في الساحة المسيحية، سواء على مستوى عدد المغتربين المسجلين المرتفع، أو على مستوى تحديد مصير عدد كبير من الدوائر "المسيحية". ما يعني أن المرحلة المقبلة ستشهد تزاحم المرشحين على الخارج، وحمأة لاستمالة المغتربين.    

عقبات أمام المغتربين
ثمة عقبات تعترض اقتراع المغتربين وتحول دون تمكنهم من ممارسة حقهم، مثل تخصيص أقلام في السفارات في الدول، ما يجعل الناخب يعرض عن المشاركة لبعد المسافات في الدول الكبرى، ومشاكل تتعلق بالدول التي لا يوجد فيها تمثيل ديبلوماسي أو سفارات. وأكدت مصادر وزارة الداخلية لـ"المدن"، أن الحل سيكون بارسال بعثة متخصصة بالانتخابات من السفارات المعتمدة للدول التي لا يوجد فيها تمثيل مباشر. كما ستخصص الوزارة أقلام عدة في الدول الكبيرة، موزعة على أكثر من منطقة في الدولة المعنية، بخلاف ما حصل في العام 2018.

أعداد الناخبين وتوزعهم
تجدر الإشارة إلى أن عدد الناخبين، حسب أرقام وزارة الداخلية، بات موزعاً على الشكل التالي: 

في عكار 309 ألف ناخب (بينهم 8415 مغترب)، وفي بعلبك- الهرمل 341 ألف ناخب (بينهم 7854 مغترب) وفي طرابلس 254 ألف ناخب (بينهم 10868 مغترب) وفي المنية 48 ألف ناخب (بينهم 1343 مغترب)، وفي الضنية 74 ألف ناخب (بينهم 3026 مغترب)، وفي زغرتا 82 ألف ناخب (بينهم 8192 مغترب)، وفي بشري 50 ألف ناخب (بينهم 6048 مغترب)، وفي الكورة 62 ألف ناخب (بينهم 6026 مغترب)، وفي البترون 62 ألف ناخب (بينهم 6416 مغترب)، وفي جبيل 85 ألف ناخب (بينهم 5752 مغترب)، وفي كسروان 96 ألف ناخب (بينهم 7173 مغترب)، وفي المتن 183 ألف ناخب (بينهم 13612 مغترب)، وفي بعبدا 172 ألف ناخب (بينهم 13271 مغترب)، وفي بيروت الأولى 134 ألف ناخب (بينهم 9668 مغترب) وفي بيروت الثانية 371 ألف ناخب (بينهم 26459 مغترب)، وفي عاليه 133 ألف ناخب (بينهم 9955 مغترب)، وفي الشوف 212 ألف ناخب (بينهم 15490 مغترب)، وفي زحلة 183 ألف ناخب (بينهم 9566 مغترب)، وفي البقاع الغربي 341 ألف ناخب (بينهم 7152 مغترب)، وفي صيدا 67 ألف ناخب (بينهم 3435 مغترب)، وفي جزين 62 ألف ناخب (بينهم 4898 مغترب)، وفي النبطية 159 ألف ناخب (بينهم 6418 مغترب)، وفي مرجعيون-حاصبيا 175 ألف ناخب (بينهم 8584 مغترب)، وفي بنت جبيل 162 ألف ناخب (بينهم 6909 مغترب)، وفي صور 205 آلاف ناخب (بينهم 11487 مغترب)، وفي قرى صيدا 123 ألف ناخب (بينهم 7097 مغترب).