"الغارديان": شحنة تفجير مرفأ بيروت على صلة برجال الأسد

المدن - لبنان
الجمعة   2021/01/15
3 رجال أعمال سوريون مقرّبون من الأسد مرتبطون بشحنة نيترات الأمونيوم التي فجّرت بيروت (Getty)
نشرت صحيفة الغارديان البريطانية تقريراً بعنوان "رجال أعمال على صلة بالأسد مرتبطون بالشحنة التي أدّت إلى انفجار مرفأ بيروت"، وتابعت فيه التحقيق الذي كانت بثّته قناة "الجديد" قبل أيام. وانطلقت الصحيفة من التحقيق التلفزيوني الذي أشار إلى أنّ الشركة التي قامت بشحن كمية ضخمة من نترات الأمونيوم إلى مرفأ بيروت، وتسببت بالانفجار المدمّر يوم 4 آب الماضي، مرتبطة رجال أعمال نافذين مقربين من نظام بشار الأسد. وأدى الكشف عن شركة "سافارو" التي تمّ شطبها يوم الثلاثاء من السجل التجاري في بريطانيا، إلى زيادة الشكوك بأنّ الوجهة المقصودة لشحنة نيترات الأمونيوم كانت أساساً بيروت وليس الموزمبيق. كما تقود إلى الاعتقاد بأنّ انفجار مرفأ بيروت هو نتيجة ثانوية لمحاولة مسؤولين سوريين الحصول على النيترات لاستخدامها على المستوى العسكري.

ثلاثة رجال أعمال
وترتبط شركة "سافارو"، بحسب التقرير المتلفز، بثلاث شخصيات داعمة للأسد منذ الأشهر الأولى لانطلاق الحرب السورية، وهم جورج حسواني ومدلل خوري وشقيقه عماد. وجميعهم سوريون يحملون الجنسية الروسية، وقد تم إدراجهم على لوائح العقوبات الأميركية لدعهم نظام الأسد. وقد اتّهمت وزارة الخزانة الأميركية مدلّل خوري بمحاولة الحصول على نيترات الأمونيوم قبل أشهر من وصول سفينة روسوس إلى العاصمة اللبنانية خلال رحلة متعرجة من جورجيا. وأدى تغيير مسار السفينة، وملكيتها المبهمة والمصدر الغامض لموردي الشحنة، إلى إثارة الشكوك في أن بيروت كانت الوجهة المقصودة لعملية تهريب معقّدة منذ البداية.

شركة سافارو
إنّ عنوان شركة سافارو، 10 شارع جريت راسل  لندن WC1B 3BQ، هو نفسه عنوان شركة "هيسكو للهندسة والبناء" التي كان يديرها حسواني. وأشارت إلى أنّ الأخير من رجال الأعمال "المفاتيح" عند الأسد، وفرضت عليه العقوبات الأميركية بسبب صفقة شراء النفط من تنظيم داعش نيابة عن الحكومة السورية. واستناداً إلى تحقيق "الجديد"، يرتبط عنوان آخر لشركة سافارو بشركة أخرى تابعة لحسواني، وهي "أي كاي بيتروليوم" وأدارها عماد خوري حتى عام 2016.

شحنة.. للأسد
وبينما تلقى نظرية ارتباط شحنة نيترات الأمونيوم بالأسد ورجال أعمال مقرّبين منه بكثير من الخفة والاستنكار، يقول وسيط التأمين، رعد الأيوبي، للغادريان إنه "بالطبع كانت شحنة نيترات الأمونيوم متوجّهة للأسد، لكن سؤالاً آخر يطرح نفسه، وهو كيف تصل من بيروت إلى الأسد"؟ في حين يعبّر مواطن آخر، حاتم منصور، عن عدم اكتراثه بالقضية مشيراً إلى أنه "من يهتمّ بمن فجرنا؟ فليبقونا فقط بعيدين عن لعنة كورونا وسنسامحهم". وكان زعيم الحزب التقدمي الاشتراكي، الوزير السابق وليد جنبلاط، قد دعا إلى استكمال التحقيق للكشف عن وجهة النترات، لتحديد ما إذا كان من الممكن أن تتّجه الشحنة إلى النظام السوري.

التحقيق والقضاء
وتتابع الصحيفة البريطانية: إنّ المخاوف باتت متزايدة على مصير أي تحقيق محلي وإحباطه على يد السلطة اللبنانية، التي تشاركت مرفأ بيروت وخفّضت إيراداته. فلطالما كان ميناء بيروت نموذجاً مصغراً للنظام السياسي في لبنان، الذي يدير الوزارات كإقطاعيات ، ويسحب الإيرادات الضخمة من خزائن الدولة ويوزّعها على السياسيين الذين احتفظوا بالسلطة بعد الحرب الأهلية في البلاد. وما يعقّد التحقيق في الملف، البعد الدولي لرحلة شحنة الأمونيوم وواقع عمل شركات "الشيلف" التي تشارك في عمليات مماثلة.

وكان الإنتربول قد أصدر في وقت سابق هذا الأسبوع، إشارات حمراء لثلاثة شخصيات يعتقد أنها على صلة بالتحقيق، وهم مالك السفينة روسوس التي حملت شحنة النيترات إلى بيروت، إيغور جريتشوشكين، وقبطانها بوريس بروكوشيو، إضافة إلى رجل الأعمال البرتغالي خورخي موريرا الذي ارتبط اسمه بالشحنة.