إيران تقول لا علاقة لنا بلبنان وقبلان لماكرون: ظالم..

المدن - لبنان
الإثنين   2020/09/28
المتحدث الإيراني: قضية لبنان هي قضية العقوبات الأميركية الجبانة (Getty)
تتوالى اليوم الإثنين 28 أيلول، الردود على ما ورد في المؤتمر الصحافي الذي عقده الرئيس الفرنسي إيمانيول ماكرون مساء أمس الأحد، حول الأزمة اللبنانية الراهنة وفشل المبادرة الفرنسية في حلها. وكان ماكرون قد وجه انتقادات للثنائي الشيعي في لبنان وسائر القوى والزعامات اللبنانية.

أحمد قبلان
ورداً على ما قاله ماكرون عن الثنائي الشيعي، انبرى المفتي الجعفري الشيعي أحمد قبلان إلى الدفاع عن حزب الله وحركة أمل، فاعتبر أن ما عرضه ماكرون أمس "فيه ظلم سياسي فادح". 

وكان ماكرون قد تناول الدور التعطيلي لحزب الله معتبراً أنه "لا يستطيع أن يعتقد أنه أقوى مما هو عليه"، ودعاه إلى "احترام ما التزم به سابقاً، وإلى الكف عن الاستفادة من سلطته وقوته من خلال لعب دور ميليشيا، ومجموعة إرهابية وقوة سياسية" في الوقت نفسه. وطلب منه توضيح دوره: "هل في الواقع هو حزب سياسي أيضاً؟ أو هل يعمل فقط ضمن إيديولوجية مطروحة أو منصوص عليها من إيران، وكقوة إرهابية".

وأصدر قبلان بياناً قال فيه أن "المطلوب اليوم هو تشكيل حكومة من وزن وطني، وليس حكومة وكالة دولية. وما عرضه الرئيس ماكرون أمس فيه ظلم سياسي فادح. فمن يخوض معركة حماية لبنان هو مقاومة وليس ميليشيا، والمبادرة الفرنسية يجب أن تمر بالثقل التمثيلي للمكونات الوطنية. والانحياز الفرنسي يجب أن يكون للبنان وليس لفريق وظيفته قطع الشوارع أو الضغط بالاقتصاد واللعب بالدولار. ونحن منفتحون جداً على المبادرة الفرنسية، لكننا لن نقبل بأقل من مصلحة المكون الوطني وتهديده عيب كبير، والشكوك تزداد لدينا، والمطلوب ضمانات وليس إعلانات".

واعتبر أنه "كان على المبادرة الفرنسية أن تبدد قلق بعض المكونات اللبنانية، وليس الاعتماد على نزعة فريق أغرقت سياساته لبنان".
وختم: "لبنان لن يضيع ما دام هناك قوى وطنية تضحي بالغالي والنفيس من أجل مشروع دولته ومصالح شعبه بكل طوائفه ومكوناته. وأذكر الجميع بأن الظلم علمنا أن نتحمل ونصبر لننتصر. واقرأوا تاريخنا جيدا".

سعيد خطيب زاده 
وعلق المتحدث باسم ​الخارجية الإيرانية​ سعيد خطيب زاده اليوم الإثنين 28 أيلول، على تصريحات الرئيس الفرنسي ماكرون حول لبنان، معتبراً أن قضية لبنان داخلية ويجب حلها في لبنان.

وردا على سؤال لمراسل وكالة فارس حول التطورات الأخيرة في لبنان، واستقالة أديب وتصريحات ماكرون بأن فرنسا تتعاون مع إيران بشأن الوضع في لبنان، قال زادة: "القضية اللبنانية هي قضية داخلية ويجب حلها في لبنان". أنا شخصياً أعرف السيد أديب، رئيس الوزراء المعين، عندما كنت في برلين. لكن ما حدث يجب متابعته في إطار إرادة الشعب اللبناني والمعادلات الداخلية اللبنانية. من الجيد أن يتمكن أي لاعب ودولة من المساهمة في هذه العملية الداخلية، لكن الأمر متروك للشعب اللبناني لحل هذه القضية". 

وأضاف: "حتى الآن ركزنا كل مساعداتنا على حل القضايا الداخلية. وقلنا للأطراف اللبنانية المختلفة ما هي احتمالات التسوية، لكن في النهاية عليهم أن يقرروا". 

وتابع خطيب زاده: "جرت محادثات بين إيران وفرنسا، بينها اتصالات بين رئيسي البلدين. ونحن لا ندعو أي حكومة أجنبية للتدخل مباشرة في الشأن اللبناني، لأن أي تدخل لن يساعد في حل الصراع، بل يجعله أكبر". 
وأضاف: "نحن ندعم أي حكومة، وفرنسا يمكنها أن تفعل ذلك بحسن نية، لكننا نرسم خطاً فاصلاً بين التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى ومساعدتها. نحن على اتصال مباشر ومستمر مع المجموعات اللبنانية المختلفة، ونأمل المساعدة في حل هذه المشكلة". وقال: "قضية لبنان هي قضية الإرهاب. قضية لبنان هي قضية العقوبات الأميركية الجبانة وسط المفاوضات السياسية لإيجاد حل في لبنان. معضلة لبنان سببها تدخلات بعض دول المنطقة الواضحة جداً. يجب ألا ننسى أنه يمكننا، نظراً إلى جذور هذه المشاكل، مساعدة اللبنانيين، ولا يمكن لأحد أن يجعل قضية لبنان الرئيسية والمثيرة للجدل ثانوية بهذه الكلمات والتصريحات".

ميشال عون
وفي سياق متصل أكد رئيس الجمهورية ميشال عون اليوم الإثنين 28 أيلول، تمسكه بمبادرة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في ما خصّ الأزمة اللبنانية، منوهاً بالاهتمام الذي يبديه الرئيس الفرنسي حيال لبنان واللبنانيين.

وكلام الرئيس عون جاء خلال استقباله قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا، سفير فرنسا في لبنان برونو فوشيه في زيارة وداعية لمناسبة انتهاء عمله الدبلوماسي في لبنان، والذي استمر سنوات ثلاثاً. 

وأسف الرئيس عون لعدم تمكن الرئيس المكلف مصطفى اديب من تشكيل الحكومة الجديدة وفق مندرجات مبادرة الرئيس الفرنسي، خصوصاً لجهة الإصلاحات التي يفترض أن تتحقق، سواء أتلك التي تحتاج إلى قوانين يقرها مجلس النواب، أو تلك التي سوف تصدر عن الحكومة بعيد تشكيلها ونيلها الثقة.

وقد شكر الرئيس عون السفير فوشيه على الجهود التي بذلها خلال وجوده، لتعزيز العلاقات اللبنانية-الفرنسية في المجالات كافة، متمنياً له التوفيق في مهمته الديبلوماسية الجديدة. وتقديراً لذلك، منح الرئيس عون السفير فوشيه وسام الأرز الوطني من رتبة ضابط أكبر.