جعجع: "الثنائي" يريد سلطة رئيسي الجمهورية والحكومة

المدن - لبنان
الأحد   2020/09/27
نحن الآن في المجهول وسنبقى فيه إذا ما لم نذهب في اتجاه انتخابات نيابية مبكرة (علي علّوش)
لخص رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع المرحلة الراهنة اليوم الأحد 27 أيلول، فقال: "نحن في قلب جهنم، وماذا في جهنم أكثر من هذا؟ وعلينا الصمود وسنصمد". وحمّل الثنائي الشيعي مسؤولية اعتذار الرئيس مصطفى أديب وعرقلة المبادرة الفرنسية.

الثنائي ووزراؤه
وفي مقابلة تلفزيونية مسائية، لفت جعجع إلى أنه "كانت هناك محاولة جدية، فعطلها الثنائي الشيعي. وهذا الأمر لا يتطلب أي بحث، بالرغم من أن هناك البعض قد "تسعدن" على هامشها بحيث أنه لم يفصح عن موقفه الحقيقي، محاولاً دس اسم من هنا وهناك. لكن هذه كلها تبقى محاولات صغيرة جدا". 

وقال إن "الثنائي هو من عرقل المبادرة، لأنه لم يكتف بالإصرار على تسمية وزير المال - وهذا وحده كفيل بنسف الحكومة برمتها - وإنما أصر على تسمية وزير المال وباقي الوزراء من الطائفة الشيعية".

هبوب العاصفة
وتابع: "لو أعطي للثنائي الشيعي تسمية الوزراء الشيعة، لكان سيهب جبران باسيل ليطالب بتسمية الوزراء المسيحيين. وبالطبع سيطالب الرئيس الحريري بتسمية الوزراء السنة، وهكذا دواليك. وسيهب الجميع لتسمية وزرائهم. وعندها نعود إلى حكومة شبيهة بالحكومات السابقة فماذا نكون قد فعلنا؟".

وأشار إلى أنه "ليس صحيحا أن الرئيس نبيه بري مع المبادرة الفرنسية"، مشددا على أن "القوّات" و"الحزب التقدمي الإشتراكي" كانا جديين في التعاطي معها، فيما الآخرون تعهدوا بشيء في قصر الصنوبر ونكثوا به في ما بعد. فخلال فترة التأليف كان ملحوظا أن الحزب الإشتراكي ونحن وآخرين أيضاً، لم يطالبوا بأي شيء. ورأينا أن الثنائي الشيعي انبرى ليطالب بما كان يطالب به".

وأوضح أن "المشكلة ليست فقط في أن يتولى شخص من الطائفة الشيعية وزارة المالية. فنحن إذا ما تولى الشيعة كل الوزارات على قلبنا أحلى من العسل. فالمسألة ليست هنا، وإنما في أن الثنائي الشيعي بشكل من الأشكال يريد الحصول على سلطة توازي سلطة رئيس الجمهورية من جهة، ورئيس الحكومة من جهة أخرى. وهذا ليس منصوصاً عليه في اتفاق الطائف، ويستدعي إقرار دستور جديد".  

استقالة وانتخابات مبكرة
وأكد أنه "طالما أن السلطة الحالية موجودة "فالج لا تعالج"، لافتا إلى أنه "لا بمادرة فرنسية أو أميركية أو سعودية أو فاتيكانية، وحتى لو بمبادرة أعلى من فاتيكانية يمكن أن ننقذ البلاد. لذا يجب أن نذهب مباشرة نحو الحل الفعلي: الانتخابات النيابية المبكرة".

وتمنى على تيار المستقبل والحزب التقدمي الإشتراكي وسائر النواب الإستقالة من مجلس النواب، للذهاب باتجاه انتخابات نيابية مبكرة، وعندها "تظهر الحقيقة على نصاعتها".

وردا على سؤال ما إذا كان نواب تكتل "الجمهورية القوية" جاهزون للإستقالة من مجلس النواب، قال: "طبعا فنحن منذ البداية جاهزون للقيام بذلك، إلا أننا لا نريد أن نتقدم باستقالتنا من دون أن تعطي هذه الإستقالة نتائجها المرجوة".

كل الحكومات سيان 
أما عن الاتصالات مع الرئيس سعد الحريري، فأشار: "بالأمس اعتذر الرئيس مصطفى أديب، وأنا أعتقد أنه إذا ما أردنا القيام بأمر مفيد علينا عدم إضاعة الوقت في محاولة تأليف حكومة جديدة، لأن الأمر سيان إن بحكومة حسان دياب التي تقوم بتصريف الأعمال أو أخرى جديدة. لذا علينا إيجاد سبيل للذهاب بأسرع ما يكون إلى انتخابات نيابية مبكرة".

وأبدى تأييده الرئيس سعد الحريري في عدم الترشح لتأليف الحكومة الجديد، قائلا: "بوجود الأكثرية النيابية الحالية أنا مع عدم ترشح الرئيس الحريري إلى رئاسة الحكومة. كما اننا لن نتمكن من إيصال أي شخص مهم إلى هذا المنصب. وإن وصل شخص كذلك لن يتمكن من تأليف حكومة بالشكل المطلوب. وإذا ما تمكن من تأليف حكومة فالأكثرية النيابية الحالية ستعرقلها، ولن تدعها تعمل أو تنجز".

وعما إذا كانت المنظومة الإيرانية مسيطرة على لبنان بشكل مباشر، قال: "بكل صراحة لو أن التيار الوطني الحر ليس في التموضع الذي هو فيه الآن، لما كنا أبداً تحت تأثير المنظومة الإيرانية. وهذا أمر سهل إذا ما قمنا باحتساب الموازين جيدا، إن كان على المستوى النيابي أم على مستوى الرئاسات الثلاث أم على مستوى الحكومة، فهم لن يتمكنوا من السيطرة على الأكثرية".

اما بالنسبة لمستقبل البلاد وعما إذا كنا ذاهبين نحو المجهول، فأكد أننا الآن في المجهول وسنبقى فيه إذا ما لم نذهب في اتجاه انتخابات نيابية مبكرة.