عون ينعطف نحو اللاجئين السوريين والسنيورة يطلب الإنقاذ

المدن - لبنان
الثلاثاء   2020/09/22
المبادرة الفرنسية هي آخر فرصة (علي علّوش)
بعد 24 ساعة على إشارة رئيس الجمهورية ميشال عون إلى أنّ لبنان متوجّه إلى "جهنّم" في حال عدم تشكيل الحكومة، استمرّت اليوم حال المراوحة على مستوى الاتصالات والمشاورات لتأليف الحكومة. وتأتي المراوحة في ظلّ انخفاض وتيرة السجالات الإعلامية بين مختلف المكونات السياسية، تحديداً حول مطلب "شيعية وزارة المال"، لتستمرّ المطالبة بضرورة التمسّك بالمبادرة الفرنسية وإطلاق عملية إنقاذ البلد من أزماته السياسية والاقتصادية والمالية.

وواصل اليوم الرئيس عون الاجتماعات التي يعقدها لمتابعة عمل الإدارات والمؤسسات الرسمية، فترأس اجتماعين في قصر بعبدا، بحضور رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب، وعدد من الوزراء في حكومة تصريف الاعمال والمختصين. وخُصص الاجتماع الأول للبحث في المراحل التي قطعتها عملية إزالة آثار انفجار 4 آب، والتنسيق القائم بين قيادة الجيش ومحافظة مدينة بيروت، لجهة الإسراع في إنجاز ترميم المنازل المتضررة قبل حلول فصل الشتاء، وآلية دفع التعويضات للمتضررين. على أن يصدر قريباً المرسوم المتعلّق بالاعتماد الذي طلب رئيس الجمهورية تخصيصه لهذه الغاية وقيمته 100 مليار ليرة. أما الاجتماع الثاني فكان مالياً بامتياز، حضره إلى جانب عون ودياب وزير المالية في حكومة تصريف الاعمال غازي وزني، حاكم مصرف لبنان رياض سلامة ومستشارون. وبحث المجتمعون في السبل الكفيلة بمواصلة الدعم، لا سيما للأدوية والقمح والمواد والسلع الأساسية. كذلك تقرر الطلب من الوزارات المعنية تكثيف اجتماعاتها مع مصرف لبنان بهدف تحقيق ما تقدم ضمن خطة متكاملة توضع لهذه الغاية.

تأسيس الأمم المتحدة
وكان عون قد ألقى كلمة عبر تقنية الفيديو بمناسبة الذكرى الـ75 لإنشاء الأمم المتحدة، أشار فيها إلى أنّ "لبنان وهو من الدول الـ50 التي شاركت في تأسيس الأمم المتحدة ومن الذين ساهموا في وضع وصياغة شرعة حقوق الانسان، يغتنمها مناسبة لإعادة التأكيد على تعلقه بالمبادئ السامية للأمم المتحدة وميثاقها وبما تطمح إليه من أهداف نبيلة". ولفت إلى أنه "مما لا شك به أنّ لبنان، وخلال الأزمات التي عصفت به، وجد في الأمم المتحدة عامل دعم للاستقرار عبر اليونيفيل وشريكاً في التنمية عبر أجهزتها العاملة"، ودعا "العالم إلى مساعدتنا في تأمين العودة الآمنة للنازحين (اللاجئين) السوريين إلى ديارهم لأن لبنان الذي يئن من وطأة الأزمات غير المسبوقة التي تثقل كاهله ولن يستطيع الاستمرار في استضافة أكبر عدد من اللاجئين في العالم نسبة الى عدد السكان".

السنيورة: عون غير موفّق
وعلى صعيد آخر، اعتبر رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة أنّ "استعمال الرئيس عون لعبارة جهنّم لم يكن موفقاً" موضحاً أنّ "فخامة الرئيس أراد أن يدلل على مسألة أساسية وهي الوضع الشديد الصعوبة الذي يمر به لبنان". فدعا السنيورة إلى "تشكيل حكومة إنقاذ مصغرة ذات مهمّة محددة من الأكفاء وغير الحزبيين"، مشيراً إلى أنّ البلاد لم تعد تتحمل ممارسات غير وطنية وغير مسؤولة". وبعد لقائه المفتي عبد اللطيف دريان قبيل انعقاد جلسة المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى التي عُقدت في دار الفتوى، أكد السنيورة على أنّ "لبنان بحاجة لحكومة فعالة لوقف الانهيار"، متمنياً على المعنيين "التمسك بوثيقة الوفاق الوطني والدستور، والكف عن العبث بهذا النص المرجعي الجامع". كما اعتبر السنيورة أنه "ليست هناك أزمة في النظام السياسي اللبناني وإنما هناك حالات متفاقمة من ممارسات الاستئثار والاستعصاء والتجاهل الفاقع لاستقرار لبنان وعيشه المشترك"، كما أكد دعمه للبطريرك الماروني بشارة الراعي "في الوقوف إلى جانب الدستور والعيش المشترك وتحييد البلاد عن النزاعات والمحاور الإقليمية والدولية".

المجلس الشرعي وجعجع
وبينما اعتبر المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى في بيان أنّ " المبادرة الفرنسية قد تكون الفرصة الأخيرة التي يجب التمسك بها والعمل على إنجاحها" داعياً إلى تشكيل حكومة متخصصين ومستقلين، توجّه رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع قائلا إلى رئيس حكومة تصريف الأعمال قائلاً "دولة الرئيس حسان دياب ووزراء حكومته المحترمين... ما زلتم أنتم المسؤولين حتى تشكيل حكومة جديدة". وقال جعجع في تغريدة له على تويتر أنه "ليس مقبولاً ترك الأمور على غاربها بحجة أن حكومتكم حكومة مستقيلة".

هنية يختتم زيارته
بعد ثلاثة أسابيع على وصوله إلى بيروت، اختتم رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية زيارته للبنان. وأشار البيان الصادر عن الحركة إلى أنّ هنية التقى العديد من القيادات اللبنانية الرسمية والشعبية والحزبية والفكرية، حيث أكد على "التمسك بحق العودة، ورفض كل مشاريع التوطين والتهجير والوطن البديل". كما شارك "في اجتماع الأمناء العامين للقوى والفصائل الفلسطينية الذي عقد في بيروت ورام الله"، وعقد "لقاءات ثنائية مع قادة الفصائل والقوى الفلسطينية المقيمين خارج فلسطين" داعياً إلى "تطوير العلاقة الفلسطينية الداخلية، وترتيب البيت الفلسطيني، وصولاً إلى إعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية وتفعيلها عبر انتخاب مجلس وطني جديد في الداخل والخارج". ومن مخيم عين الحلوة، شدد هنية على أنّ "المخيمات الفلسطينية هي محطات نضالية على طريق العودة، ولن تكون بؤر توتير أو صندوق بريد لأحد"، طالباً من الدولة اللبنانية إقرار الحقوق الإنسانية والاجتماعية للاجئين الفلسطينيين ودعم صمودهم وتحسين ظروف حياتهم.