هيل يلتقي الجميع: حكومة الإصلاحات وترسيم الحدود

المدن - لبنان
الجمعة   2020/08/14
شدد هيل على ضرورة تحقيق تقدم حقيقي ونهائي في ملف ترسيم الحدود (دالاتي ونهرا)
تتزاحم الحركة الديبلوماسية الدولية على الساحة اللبنانية. وفود عديدة زارت القصر الجمهوري للقاء رئيس الجمهورية، ميشال عون، بدءاً من وكيل وزارة الخارجية الأميركية ديفيد هيل، مروراً بوزيرة الجيوش الفرنسية فلورانس بارلي، وممثل الأمين العام للأمم المتحدة يان كوبيتش.
اللقاء بين عون وهيل تركز على البحث في موضوع تشكيل الحكومة، وشكل هذه الحكومة التي يجب أن تكون إصلاحية، تسارع إلى إنجاز الإصلاحات.

هيل: تطلعات اللبنانيين
أكد هيل وقوف الولايات المتحدة الأميركية إلى جانب لبنان واللبنانيين في المحنة التي يواجهونها، لافتاً إلى أن توجيهات الرئيس الأميركي هي أن تكون الولايات المتحدة حاضرة للمساعدة. وشكر هيل الرئيس عون على موافقة لبنان على استقبال فريق من مكتب التحقيق الفيديرالي الـFBI للمشاركة في التحقيقات التي يجريها القضاء اللبناني، عارضا لمشاهداته خلال زيارته مرفأ بيروت ومنطقة الجميزة، مؤكدا ان بلاده لن تتدخل في الشأن اللبناني الداخلي بل ستتعاون مع السلطات اللبنانية ومع الأصدقاء والحلفاء في المنطقة لمساعدة لبنان وشعبه الذي يجب الاصغاء اليه والسهر على تحقيق تطلعاته. مشدداً على أهمية تحقيق الإصلاحات في البلاد والمضي في مكافحة الفساد، معتبرا ان ذلك يفتح الباب امام تحرير أموال مؤتمر "سيدر" والتعاون مع صندوق النقد الدولي لان ذلك ما يحتاجه لبنان حاليا.

وردّ الرئيس عون شاكراً السفير هيل على زيارته وتعازيه ومشاعره، طالباً نقل تحياته إلى الرئيس ترامب، وشكره على المواساة والمشاركة في مؤتمر باريس لدعم بيروت والشعب اللبناني. وأكد الرئيس عون على أن التحقيق مستمر لمعرفة ملابسات حادثة التفجير في المرفأ، وأن المطلوب المساعدة في معرفة ظروف وصول الباخرة التي كانت محملة نيترات أمونيوم إلى مرفأ بيروت وتفريغها فيه. مرحّبًا بفريق مكتب التحقيق الفيدرالي الأميركي لمساعدة الجانب اللبناني في تحقيقاته. ولفت الرئيس عون إلى أن عدداً من المسؤولين في مرفأ بيروت الحاليين والسابقين هم قيد التحقيق. وأشار إلى أن الحكومة الجديدة التي سوف تُشكّل، ستكون من مهامها الأولى تحقيق الإصلاحات، والمضي في مكافحة الفساد، ومتابعة التدقيق الجنائي الذي قرره مجلس الوزراء.
وعدّد عون الصعوبات التي واجهت عملية مكافحة الفساد التي أطلقها منذ تسمله سدّة الرئاسة، ما سبب خلافات بينه وبين العديد من السياسيين الذين شعروا أنهم معنيون بالفساد.

وحسب المعلومات، فإن هيل أكد لعون الاهتمام الأميركي الجدي بالإصلاحات المالية والاقتصادية، و"مكافحة الفساد هي التي ستؤدي إلى تسييل أموال سيدر، وتعاون صندوق النقد الدولي". فيما رد عون أنه مصمم على إجراء الإصلاحات ومكافحة الفساد، وأنه لن يتوقف عن هذين الأمرين. وطلب المساعدة الأميركية بالتحقيق في انفجار المرفأ، "خصوصاً لناحية معرفة الجهة التي أوصلت الباخرة إلى لبنان، ومن هي الجهة التي ساهمت بوصولها"، وذلك بحسب المصادر.

مع برّي: ترسيم الحدود
وفيما بعد انتقل هيل إلى السراي الحكومي حيث التقى رئيس حكومة تصريف الأعمال، حسان دياب. فقدّم هيل تعازيه للرئيس دياب وأعرب عن دعم بلاده للبنان. وجرى استعراض حجم الخسائر الناتجة عن الانفجار. معلناً أن الولايات المتحدة الأميركية ستقدم المزيد من المساعدات الإنسانية للبنان.

في عين التينة أكد هيل للرئيس نبيه بري تضامن الشعب الأميركي مع لبنان في هذه الكارثه التي حلت بلبنان مقدماً التعازي بالضحايا الذين سقطوا. كما جرى عرض للأوضاع بشكل عام وكيفية النهوض مجدداً وإعادة الإعمار. وحسب المعلومات، فإن البحث تركز حول تشكيل الحكومة الجديدة، والتي يفترض أن تضطلع تضطلع بمسؤولية الإعمار والإصلاح وأن تتقدم بنهج مختلف عن سابقاتها لتكتسب ثقة الشعب اللبناني. وقد شرح الرئيس بري لضيفه رؤيته للإصلاح المنشود، وما سبق أن عرضه المجلس النيابي بجلسة مجلس النواب الأخيرة.

ملف ترسيم الحدود كان حاضراً بين بري وهيل، وتم النقاش حول الإسراع في الإنتهاء من المفاوضات بهذا الملف. وشدد هيل على ضرورة تحقيق تقدم حقيقي ونهائي في هذا الملف. كما أكد هيل للرئيس برّي "إنها فرصة يحتاجها لبنان كما المنطقة". وحسب المعلومات، فإن الرجلين استعرضا كل ما يتعلق بملف ترسيم الحدود، ووجوب إنجاز الاتفاق حوله. على أن تظهر التطورات على هذا الصعيد في الأيام المقبلة.

فيما بعد انتقل هيل إلى بيت الوسط، حيث التقى الرئيس سعد الحريري، على أن يستكمل جولته ولقاءاته ويكون له تصريح إعلامي حول ملخص زيارته، بعد الانتهاء من كل اللقاءات، التي ستشمل كل القوى السياسية.

كوبيتش: اليونيفيل والحكومة الجديدة
بعد لقائه بهيل، التقى عون المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان، يان كوبيتش. وتبلغ منه أن "المشاورات التي أجريت للتمديد لليونيفيل كانت إيجابية، وأن الرسائل التي أرسلها الرئيس عون حول هذا الموضوع، كان لها الأثر الجيد في المناقشات". وقال عون لكوبيتش: "الإصلاحات ومكافحة الفساد والتدقيق المالي الجنائي من أبرز مهمات الحكومة الجديدة، بعد تشكيلها. وهدف المشاورات قبل تحديد موعد الاستشارات النيابية الملزمة، هو تحضير الأجواء السياسية الملائمة كي تكون الحكومة الجديدة منتجة ومتجانسة".