طوق عسكري على ثوار زحلة أشد قسوة من كورونا

لوسي بارسخيان
الأحد   2020/03/08
نصبوا خيمتهم في المستديرة التي حملت منذ 17 تشرين الأول اسم الثورة (لوسي بارسخيان)
فيما كان رئيس الحكومة حسان دياب يطل عبر الشاشات مساء السبت 7 آذار الحالي، مستعرضا الأزمات التي يختبر اللبنانيون تداعياتها المتواصلة، اختار ثوار زحلة  أن يستمدوا جرعة أوكسيجين من الشارع مجددا، متحدين محاذير "التجمعات" التي فرضت بذريعة احتضان لبنان فيروس كورونا. نصبوا خيمتهم في المستديرة التي حملت منذ 17 تشرين الأول اسم الثورة، وسط طوق عسكري، بدا أشد قسوة على أنفاس الثائرين من الفيروس المستجد.

الخيمة مجدداً
نصبُ الخيمة وفقا لمعلومات "المدن"، جاء بعد ثلاثة أسابيع من النقاشات المتواصلة بين من أراد أن يمنح حكومة دياب فرصة لإظهار نواياها، وبين من أعلن "اللاثقة" بها منذ اللحظة الأولى، ليجتمع الفريقان في النهاية على ما جاء في نص الدعوة التي وجهت: إعادة إحياء الثورة في البقاع، انطلاقا من زحلة، التي كانت في هذا اليوم على موعد مع الناشط واصف الحركة، في لقاء حواري. وكرر البيان المبادئ والأخلاقيات التي قامت عليها الثورة منذ البداية، ودعا إلى مواصلة الجهد حتى تحقيقها، بصرف النظر عن السياسة القمعية التي أظهرتها حكومة دياب منذ بداية تشكيلها، ومواجهتها الثوار بشتى أساليب الترهيب والقمع.

قرار نصب الخيمة كما جاء في نص الدعوة جاء بعد مرور أكثر من شهرين على حكومة دياب، حيث "ما زال الوضع يزداد سوءاً... ولأن مصيرنا ليس مزحة، ومستقبلنا ممنوع أن يضيع، ولأن جوعنا وكرامتنا خط أحمر".

وأيقظ نبض زحلة ثوار المناطق المجاورة، من مجدل عنجر، بر الياس والمرج، سعدنايل وتعلبايا، الذين تلونت الساحة بوجوه الكثيرين منهم ممن لازموا الشارع في الأشهر الماضية.

بلد منهوب
لم يكن مهما للثائرين من المناطق، ما كان يعلنه دياب عن سداد الاستحقاق الأول من سندات اليوروبوند أم لا. لأن عدم التسديد ليس سوى جرعة مورفين، لا تلغي حقيقة أن "لبنان ليس بلداً مفلساً، وإنما منهوب" على ما جاء في لافتة رفعت في مكان الإعتصام.

ولكن على رغم رمزية الحركة التي أرادها الثوار بنصب خيمتهم مجددا في ساحة زحلة، بدت القوى العسكرية على استعداد لتطبيق الأوامر بمنع ثباتها في المكان. وعند محاولة بعض الضباط التواصل مع بعض الثوار لرفعها نهائيا، تكتل زملاؤهم مصرين على بقائها، فبقيت حتى ما بعد قطع قالب حلوى مع المحامي حركة إحتفاء بإعادة ضخ النبض في الحركة الثورية بهذه المنطقة. بعدها أصر بعض الشبان على استكمال بناء خيمتهم، معتبرين ذلك تحدياً لسياسة القمع التي انتهجتها السلطة السياسية في التعاطي مع صرخة الناس، ليبقى ثباتها في المكان رهناً بعدد الشبان المستعدين لملازمة المكان في ساعات الليل.