"المدن" تكشف رسالة جنبلاط إلى بومبيو وجاريد كوشنير

المدن - لبنان
السبت   2019/03/23
جنبلاط: لا يمكن الرهان على إعادة إحياء الانقسام السياسي العمودي اللبناني
كان اللقاء بين رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي، وليد جنبلاط، ووزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو "إيجابياً". وقد جرى البحث في التطورات العامة في لبنان والمنطقة. وحسب ما تؤكد مصادر المجتمعين لـ"المدن"، فإن جنبلاط كان صريحاً إلى حدّ بعيد مع بومبيو، في قراءته للوضع في الشرق الأوسط، خصوصاً بعد القرار الأميركي الاعتراف بسيادة إسرائيل على الجولان السوري المحتل. واعتبر جنبلاط أن هذه الخطوة ليست إيجابية، وقد تؤدي إلى تصعيد التوتر في هذه المنطقة.

الانقسام اللبناني والقضية الفلسطينية
واعتبر جنبلاط أنه لا يمكن الرهان على إعادة إحياء الانقسام السياسي العمودي اللبناني، في سياق المصطلحات الأميركية، وتصوراتها بأن ذلك سيصب في إضعاف حزب الله وإيران. ورأى جنبلاط أن ذلك من شأنه أن "يشد العصب" (الطائفي أو السياسي)، ولن يؤدي إلا إلى المزيد من التصعيد والتوتر، الذي لا يحتمله لبنان. كما أشار أنه لا يمكن لأميركا أن تواجه إيران من خلال ضرب القضية الفلسطينية، لا بل إن ذلك سيؤدي إلى تعزيز الوضع الإيراني في المنطقة.

وحسب المعلومات، فإن بومبيو كرر أمام جنبلاط المواقف نفسها، التي أطلقها في مختلف اللقاءات التي عقدها، وهي نفسها المواقف التي طرحها خلال لقائه برئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، والتي تدلّ على أن ليس لدى الأميركيين أي خطة سياسية للمواجهة في لبنان، لا بل أن الكلام فقط يندرج في إطار تكرار المواقف الأميركية حيال إيران والحزب ولبنان، ما قبل الزيارة. وهذا يعني أنه لا يمكن الرهان على أي خطوات أميركية في المرحلة المقبلة، خصوصاً أن الهم الأميركي ينحصر بتأمين المصلحة الإسرائيلية، والتي بالتأكيد تتعارض مع المصالح العربية.

هدية جنبلاط
وقد أهدى جنبلاط كتاباً لبومبيو، هو كتاب "خطّ في الرمال" للكاتب البريطاني جيمس بار. كما أرسل كتاب "الأميركيون في باريس.. الحياة والموت في ظل السيطرة النازية" للكاتب تشارلز غلاس، إلى صهر الرئيس الأميركي ومستشاره، جاريد كوشنير، المتهم بأنه أحد أهم العاملين على ترتيب خطة "صفقة القرن". وفي الكتاب الذي أهداه جنبلاط لبومبيو، كتب له قائلاً:" حضرة وزير الخارجية المحترم، رسمت خطوط كثيرة في المئة سنة الأخيرة، تخللها سفك مهول للدماء. وسياسة أميركا المتحيزة لإسرائيل، ووقوفها إلى جانب إسرائيل، ستسبب اضطرابات لا تنتهي".



أما في نسخة الكتاب الذي أرسله إلى كوشنير، فكتب جنبلاط إهداءه: "حضرة المحترم جاريد كوشنير، إن إحتلال إسرائيل للجولان هو مثل الاحتلال النازي لباريس وفرنسا، مع جزيل الإحترام".