الحريري في شرم الشيخ: "عودة النازحين بصورة آمنة وكريمة"

المدن - لبنان
الإثنين   2019/02/25
طالب الحريري بزيادة المساعدات الأوروبية للبنان، لمواجهة أزمة اللاجئين (دالاتي ونهرا)
اختتمت القمة العربية - الأوروبية، التي استضافتها مدينة شرم الشيخ، تحت عنوان "الاستثمار في الاستقرار". وهي الأولى التي تجمع جامعة الدول العربية والاتحاد الأوروبي حصراً، بمشاركة رؤساء وحكومات وممثلي الدول الأوروبية والعربية. وقد وصلها يوم الاثنين الملك سلمان بن عبد العزيز، بهدف "تعزيز التفاهم والتعاون بين العالم العربي وأوروبا ومناقشة القضايا ذات الاهتمام المشترك.. وتصحيح الأفكار الخاطئة لدى كل طرف عن الآخر". وقد بحثت القمة سبل تعزيز التعاون الاقتصادي بين الدول العربية والأوروبية، مع التركيز على العلاقات التجارية والاستثمارات، في مجالي البنية التحتية والطاقة، بما في ذلك الطاقة المتجددة. وشملت أيضاً نقاشات للأوضاع السياسية في منطقة الشرق الاوسط.

المشاركة اللبنانية
ركز المجتمعون على التشديد على الحلول "السياسية" لأزمات المنطقة. حلول تنبثق من القوانين الدولية، وتحترم شرعة حقوق الانسان، كمفتاح أساسي لإرساء السلام والازدهار في المنطقة. وقد شارك لبنان في القمة ممثلاً بالرئيس سعد الحريري، الذي اعتبر ان القمة العربية –الأوروبية التي تجمعنا "ترتقي لان تكون قاعدة لإعادة تأسيس  الشراكة، وتحقيق مصالحة عميقة، حول المفاهيم التي تجتمع حولها دولنا ومجتمعاتنا".

وقال الحريري: "نحن شركاء في تعزيز ثقافة التعددية، والحوار بين الحضارات، وثقافة التعايش والتكامل بين الأديان. وشركاء في حماية بلداننا من مخاطر الإرهاب والتطرف، وفي الحلول لمشكلات الهجرة وتداعياتها. وشركاء في التبادل التجاري والاستثمار، والإفادة من خبرات شبابنا وشاباتنا في التحديث والتنمية، وفي التنسيق والتواصل، لتحقيق السلام العادل والدائم في الشرق الأوسط، ورفع الظلم التاريخي الواقع على الشعب الفلسطيني".

أزمة النازحين
وأكد "تمسك لبنان بالتعددية. نحن ننادي بحمايتها، لأن نقيضها هو التقوقع، الذي يؤدي إلى التطرف والإرهاب". وقال: "نحن  متمسكون بالاعتدال والدفاع عن الديموقراطية وحقوق الإنسان والحريات". وتطرق الرئيس الحريري، أثناء إلقائه كلمة لبنان أمام القمة العربية-الأوروبية، في الجلسة الصباحية المغلقة، إلى أزمة النازحين السوريين معلناً: "نحن في لبنان نستضيف ما يقارب مليوني لاجئ، معظمهم من النازحين الهاربين من سوريا". وأضاف: "نضع كل إمكاناتنا لحل هذه الأزمة"، وداعياً إلى مضاعفة الجهود الدولية، لتأمين عودة النازحين السوريين إلى بلادهم، بصورة آمنة وكريمة، بما ينسجم مع المبادئ والقوانين الدولية، وبما يكفل سيادة الدول المضيفة وقوانينها.

وثمن الرئيس الحريري المساعدات الأوروبية للدول المضيفة، داعياً إلى زيادتها. وطالب المجتمع الدولي ادراك خطورة وقف تمويل وكالة "أونروا"، وانعكاساته السلبية على لبنان والمنطقة. وأكد أن لبنان سيشهد في المرحلة المقبلة، نهضة اقتصادية واستثمارية حقيقية، داعياً الجميع  لزيارته، وثمن وقوف  الاتحاد الأوروبي، كما الأشقاء العرب، الذين كانوا دائما إلى جانب لبنان، وأكدوا دعمهم لرؤية الحكومة اللبنانية للاستقرار والنمو، وقال: "نحن مصممون على المضي قدماً بكافة الإصلاحات، وتطوير القوانين وتحسين مناخ العمل".

لقاءات متتالية 
وكان الحريري واصل، لليوم الثاني، لقاءاته في مركز المؤتمرات بشرم الشيخ، مع رؤساء الوفود المشاركة في القمة العربية -الأوروبية، واستهلها بلقاء رئيس وزراء هولندا Mark Rutte، في حضور أعضاء الوفد اللبناني، الوزراء: جبران باسيل، علي حسن خليل، وائل أبو فاعور والوزير السابق غطاس خوري. وجرى عرض للعلاقات بين البلدين والتطورات من مختلف جوانبها. بعد ذلك، اجتمع الرئيس الحريري مع رئيس وزراء بلجيكا Charles Michel، في حضور أعضاء الوفد المرافق. وتم البحث في العلاقات الثنائية بين البلدين. كذلك التقى رئيس جمهورية قبرص Nikos Anastasiadis وتناول معه آخر المستجدات في لبنان والمنطقة، وسبل تقوية العلاقات الثنائية بين البلدين. كما التقى أمير دولة الكويت الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح، والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، وبحث معها الوضع في لبنان والمنطقة ومجالات التعاون بين لبنان وألمانيا.