الحزب الشيوعي:التحضير للمؤتمر الـ12 يفجر الخلافات

وليد حسين
الخميس   2018/09/13
لم يرض حدادة بنتائج المؤتمر العام الذي انتخب فيه حنا غريب (الأرشيف: علي علوش)
مع اقتراب المؤتمر الوطني الـ12 للحزب الشيوعي اللبناني، الذي يُفترض أن ينعقد في شهر نيسان 2019، ومع بدء المنظّمات القاعديّة إعداد لوائح الشطب لمشاركة المندوبين عنها في أعمال المؤتمر، عادت الخلافات لتتجدد داخل الحزب، ووصلت هذه المرة إلى تضارب بالأيدي وتدافع داخل اللجنة المركزيّة.

ووفق بعض المطلعين على الشؤون الداخلية للحزب، وصل الأمر ببعض المحسوبين على "جماعة" الأمين العام السابق خالد حدادة إلى شتم ومحاولة ضرب أحد أعضاء اللجنة المركزية، وذلك خلال نقاش مسألة فصل أحد قياديي منظمة الجنوب على خلفية فساد ورشى طاولته في الآونة الماضية. علماً أنّ "مبادرات حسن نيّة" أجراها الأمين العام حنا غريب تجاه القيادي، مشجّعاً إيّاه على المبادرة لتجميد عضويّته في المكتب السياسي إلى حين جلاء الغموض بشأن قضية الفساد المتهم بها، لكن الامور لم تفضِ إلى أي نتيجة.

تاريخ الخلافات مع حدادة تعود إلى أكثر من 12 عاماً، حين عمد إلى عقد علاقات مشبوهة مع حزب الله ظهرت في استحقاقات كثيرة، بينما كان من المفترض بالقيادة القديمة عقد علاقات ندّية وغير تابعة مع حزب الله، كما يقول بعض المطّلعين.

لكن المشكلة مع حدادة ظهرت بعد المؤتمر الوطني الـ11، الذي عقد في العام 2016، حين فاز غريب بالأمانة العامة للحزب. فلم يرض الأمين العام السابق بنتائج المؤتمر الذي أفضى إلى خسارة جميع أعضاء القيادة السابقة المحسوبة عليه، وبدأ يعرقل عمل القيادة الحالية. وظهر ذلك بشكل جليّ في الانتخابات النيابية، حين عمد المحسوبون على حدادة إلى مقاطعة الانتخابات بهدف إظهار ضعف مرشحي الشيوعي جماهيرياً. ليس هذا فحسب، إذ يهمس بعض الشيوعيين بأنّ "جماعة" حدادة استغلت نتائج الانتخابات النيابية للمطالبة بضرورة عقد مؤتمر استثنائي للحزب، الامر الذي تمّ رفضه من قبل القيادة الحالية، لاسيما أن موعد المؤتمر العام للشيوعي بات قريباً ومن المفترض أن يعقد في نيسان 2019. بالتالي، بدأوا يعدّون العدة للسيطرة على الحزب عبر وضع لوائح شطب وهمية بأسماء الشيوعيين في المنظمات القاعدية. فعلى سبيل المثال يوجد في بلدة صفد البطيخ شيوعي واحد منتسب، بينما تظهر لوائح الشطب المفبركة وجود 9 أعضاء، وفي بلدة مجدل سلم تمّ تنسيب أعضاء معادين للحزب... وهلمّ جر. والهدف من رفع عدد المنتسبين في المنظمات هو رفع عدد المندوبين للمؤتمر الوطني، لاسيما أنه يحق لكل أربعة أعضاء مندوباً.

لم يعد "نشر غسيل" الشيوعي يقتصر على الذين خرجوا من صفوف الحزب. إذ إن وسائل التواصل الاجتماعي باتت تضج بخلافات الشيوعيين والمواقف السياسية المتناقضة بين القيادة الحالية والسابقة. إذ ذهب بعض الشيوعيين إلى اتهام الموالين للأمين العام السابق بأنهم "شلّة من المعتاشين على الفساد... وبأنه ليس من الجائز لأحدهم اعتلاء منابر الشرفاء"، قاصداً القيادي الشيوعي المتهم بقضايا فساد والذي ألقى كلمة في إحدى مناسبات احياء ذكرى انطلاقة جبهة المقاومة، التي تعقدها المنظمات في المناطق.


تواصلت "المدن" مع بعض رموز القيادة السابقة، لكن الأخيرة فضّلت عدم اطلاق المواقف حالياً في انتظار جلاء فحوى الحملة الشرسة التي تقوم بها القيادة الحالية.